يلتقى الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار خلال زيارته المرتقبة إلى العاصمة الفرنسية باريس خلال شهر أكتوبر الحالى مع المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، للتربية والثقافة والعلوم "إيرينا بوكوفا "وقيادات اليونسكو لبحث ومناقشة عدد من الموضوعات الهامة الخاصة بالتعاون بين المنظمة ومصر فى مجال الآثار.
وقال وزير الآثار إن من أهم الموضوعات المطروحة للبحث مع مسئولى /اليونسكو/ مناقشة كافة التفاصيل الخاصة بالانتهاء من مشروع المتحف القومى للحضارة بالفسطاط والذى تتولى منظمة اليونسكو تقديم الدعم الفنى والمنح التدريبيه للمتخصصين فى مختلف المجالات للعاملين به والذى تم الانتهاء من مرحلته الأولى والثانية وتجرى حاليا مرحلته الثالثه والأخيرة استعدادا لافتتاح المتحف.
ومن أهم الموضوعات التى ستتناولها المباحثات أيضا مشروع تطوير القاهرة التاريخية والعمل على إعادة شارع المعز لدين الله ومنطقة الجمالية التاريخية إلى ما كانت عليه ومساهمة اليونسكو فى تنفيذ المشروع.
والمعروف أن المتحف القومى للحضارة من أهم المتاحف التى ستشهدها الألفية الثالثة، حيث يعرض الحضارة الإنسانية فى مصر منذ فجر التاريخ وحتى الآن ليصبح أكبر متحف للحضارة فى العالم والوحيد من نوعه فى مصر.. والمتحف مقام على مساحة 35 فدانا بتكلفة 550 مليون جنيه، ويعد أحد المشروعات الرئيسية التى تتبناها منظمة اليونسكو لذا فهى توليه عناية خاصة ودعما كاملا منذ عام 1982.. وقد شملت المشروع بأول حملة منظمة فى العالم والوحيدة لإنشاء متحفى النوبة بأسوان والحضارة بمدينة القاهرة.
وقد تم اختيار منطقة الفسطاط لتكون مقرا للمتحف القومى للحضارة المصرية فى عام 1998 ووضع حجر الأساس للمتحف فى 2002، وقد جاء موقع الفسطاط نموذجيا من الصعب تكراره فى أى مكان آخر بمصر.. فالموقع له دلالة رمزية هامة للمصريين إذ يمثل جزءا هاما من مدينة الفسطاط ويعبر المتحف عن الحضارة المصرية ويضم كل مظاهر الثراء والتنوع الذى تمتعت بها الحضارة المصرية على مر العصور.. بدءا من عصر ما قبل التاريخ وحتى وقتنا الحاضر.
ويضم بين جنباته آثارا نادرة تم جمعها من المتاحف والمخازن المنتشرة فى مصر، وتعرض من خلال أسلوب منهجى، ومن المقرر أن يتم تقييمه بحيث يبرز المتحف جوانب التراث المصرى، وتأثير الحضارة المصرية على الحضارات الأخرى.
ويقام المتحف فى منطقة تتجاور فيها الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، فيجاوره جامع عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة ومعبد بن عزرا اليهودى. وتشرف على إنشائه منظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، التى أقر خبراؤها مراحل الإنشاء.
ويحرص القائمون على المشروع أن تكون مقتنياته فى إطار متسلسل تاريخيا من خلال ثمانى فترات أساسية، هى: ما قبل التاريخ، العصر العتيق، العصر الفرعونى، العصر اليونانى الرومانى، العصر القبطى، العصر الإسلامى، العصر الحديث، ثم المعاصر. ويضم معرض المومياوات الملكية مومياوات أشهر ملوك مصر الفرعونية، مثل: رمسيس الثانى، وتحتمس الثالث، وأمنحوتب الثالث، وسيتى الأول، بالإضافة إلى الكثير من الأمراء والوزراء والحرفيين فى العهود الفرعونية.
كما يحتوى على مجموعات من الحلى تعبر عن تكنولوجيا الصناعات الدقيقة فى مصر منذ أكثر من 3 آلاف عام.
وقد مرت أعمال تنفيذ المتحف بثلاث مراحل، الأولى بدأت فى الفترة من 1986 إلى عام 1990، عندما كان مقررا إنشاء المتحف فى أرض الجزيرة، إلى أن تغير الموقع إلى موقعه الحالى، أما الثانية فهى التى تلت قرار نقله إلى منطقة الفسطاط وما ترتب على ذلك من تعديلات جوهرية نتيجة لتغيير الموقع، وبمرور ما يقرب من 10 سنوات على التصميم الأول، وحتى عام 2004، ومن ثم تمت إضافة عناصر جديدة لم تكن موجودة أصلا مع زيادة مسطحات معظم العناصر الأصلية.
أما المرحلة الثالثة والأخيرة، الحالية، فتشمل زيادة مسطحات عرض قاعات المومياوات، واستحداث مسطحات للأطفال داخل مسطحات العرض المتحفى، وزيادة مسطحات العرض المؤقت، وزيادة مسطحات خدمات الجمهور داخل جناح الاستقبال، وكذلك داخل جناح العرض المتحفى بهدف تعظيم العائد بما يضمن حسن الإدارة والصيانة للمبنى.