صدر حديثا العدد الجديد من مجلة الشعر "خريف 2012" والذى يضم ثلاثة ملفات، الملف الأول والثانى للشاعرين، اللذين شهد عام 2012 رحيلهما، وهم الشاعر "حلمى سالم، وأحمد زرزور"، حيث إن الشاعرين ينتميان إلى جيل السبعينات الذى رسخت تجربته لقصيدة التفعيلة، وأضافت إليها العديد من الجماليات، كما احتفت "الشعر" بالشاعر الجنوبى حمدى منصور الذى يمثل علامة من علامات التجربة الشعرية المصرية على الرغم من أنه لم يحظ بالشهرة الكافية، خاصة أنه قليل التردد على القاهرة.
فتحت عنوان "حلمى سالم.. الحداثى" جاء الملف الأول وتضمن قصيدة "هل كان فى الإمكان يا حلمى" للشاعر حسن طلب، وقصيدة "سحابــة" للشاعر عيد صالح مهداة إلى حلمى سالم، وقراءات نقدية وشهادات حول أعماله، منها: "الغرام المسلح.. قراءة فى بنية الانقسام والتوحد" للدكتور محمد السيد إسماعيل، و"لعبة التقمص وقناع الآخر فى مرآة حلمى سالم الشعرية" للشاعر جمال القصاص، و"القصيدة الأسريّة قراءة فى قصيدة "الشقيقة التى أراها" للدكتور أمجد ريان، و"تحـيات الحجر الكــريم" للناقد صبرى قنديل، و"حلمى سالم وشعرية اللحظة الماكرة" للدكتور أحمد الصغير، و"ليكن أغنية حلمى سالم الوحيدة" للناقد مدحت محفوظ، و"قراءة فى تطور الوعى النقدى عند حلمى سالم" للناقد شعبان يوسف، و"حلمى الذى سيظل سالمًا" للناقد شوكت المصرى، و(حلمى سالم.. تمرّد على جسمه" للناقد محمد عيد إبراهيم.
"خرافة مفتوحة.. وحقيقة مغلقة" هكذا ينظر الشاعر والناقد د.عبد الناصر عيسوى مدير تحرير مجلة الشعر بعضًا من السيرة الشعرية للراحل أحمد زرزور، فى الملف الذى تنشره مجلة الشعر فى عددها الجديد تحت عنوان "زرزور.. شاعر الكبار والصغار" ويضم، فضلا عن القصائد المختارة للشاعر، دراسة شائقة للناقد الدكتور عبد الحكم العلامى بعنوان "كتاب السؤال.. كتاب المراودة"، ومقالًا وامضًا للقاصة أسماء عواد عن دور الشاعر الراحل فى تأسيس وإدارة مجلة "قطر الندى".
بينما يتشبث الشاعر حمدى منصور بمدينته قنا حتى الآن، فرغم الفرص الكثيرة التى أتيحت له للاستقرار فى قلب العاصمة، يعشق الحياة بروح طائر الزمن الأول، حيث يطوف دروب قنا وشوارعها محتميًا بذكرياته الكبيرة فيها، ومع عزلته عن وسائل الإعلام وندرة المنشور من قصائده، صار الدخول إلى عالمه الشعرى أشبه بلمس القمر، لكنه صار متاحًا مع هذا الملف الذى يغامر فيه الشاعر عبد الرحيم طايع بزيارة المعبد الخاص بحمدى منصور، ليقدم قراءة إطارية عنه تحت عنوان "معبد آل إليه شاعرٌ.. يرضع من بِزّ القمرة". وفى حين تكتب مى منصور "ابنة الشاعر" عن الشاعر الإنسان، يعود الشاعر أمجد ريان بذاكرته إلى سنوات الصبا التى نظر فيها صديقه الجديد آنذاك، ليخط شهادة حول شعرية منصور واستباقه أقرانه فى التعامل مع الحداثة، تحت عنوان " شاب نحيل يكسر النمطية بقصائد ذات نكهة عالمية"، أما الدكتور محمد أبو الفضل بدران فيبرز الجانب الفلسفى فى عوالم "شاعر الناس الفقر" مستعينًا بأشعار منشورة، وأخرى مخطوطة، تقدم بعضا منها "مجلة الشعر" فى عددها الجديد (خريف 2012) ضمن ملف (حمدى منصور.. شاعر الزمن الأول" الذى أعده الشاعر أشرف البولاقى، وتتذيل الملف قراءة للناقد وائل النجمى حول ديوان «ما على العاشق ملام».
يتمدد النيل فى رحم الحياة، وكان أثره عظيما فى الحضارة الإنسانية، وله تجليات بارزة فى الفنون والآداب، وها هو المصرى القديم يوصى صاحب معدّية بالرفق والرحمة مع الناس كى يتسنى لهم عبور النيل يقول: "لا تصنع لنفسك معدية على النهر وتجمع الثمن.. خذ الثمن من الثرى ورحب بذلك الذى لا يملك الثمن"، وكما استثار قريحة المبدعين قديما استثارها فى العصر الحديث؛ لكن أنه "زورق بالحنين سار"، وقد التقط الشاعر الحسين خضيرى تجليات النيل فى الشعر العالمى، ليترجمها من الإنجليزية لمجلة الشعر فى عددها الجديد "خريف 2012"، لنقرأ قصائد لشعراء من مختلف الأجيال، ومنهم: هنرى آبى، ديريتو ألكسندر، م. ت. سى. كرونين، نيكولاس ميتشل، عارف خضيرى، تاجاى هوبنز، جى فرى، مارثا لافينيا هوفمان، لى هنت، هنرى نيوبولت، شيلى، وجون كيتس.
شعراء العربية فى ضيافة الشعر
وتستضيف "مجلة الشعر" فى هذا العدد أيضا أكثر من ثلاثين شاعرا من الوطن العربى يضيئون صفحاتها بقصائدهم، ومنهم: "طـارق الطيب، درويش الأسيوطى، رنا جعفر ياسين، جميل محمود عبدالرحمن، سعيد السوقايلى، هدى حسين، عزت الطيرى، بهاء الدين رمضان، سعد جاسم، محمد عباس داود، عاطف الجندى، سالم أبو شبانة، عادل البطوسى، على عطا، أميمة عز الدين، طالب عبد العزيز، بن يونس ماجن، خالد السنديونى، طه على محمود، درويش مصطفى، عادل جلال، دينا سعيد عاصم، حسين حرفوش، جمال عدوى الهلالى، محب خيرى، عمرو محمد البطل، محمود أحمد خليفة، سامح حسن عثمان، مجدى عبد الرحيم، محمود أحمد بيومى، رجب الأغر، وأحمد على عكة".
كما تستضيف "الشعر" الشاعرة فاطمة قنديل، فى محاورة شيقة حول تنقلاتها الإبداعية وسياحتها عبر الأشكال، لتتحدث عن رؤيتها التى استخلصتها خلال سنوات طويلة مع الكتابة، وكشفت لمحاورها عمر شهريار عن عدم قناعتها بالتصنيفات فى عالم الإبداع، ثم قالت ببساطة: "أنا كتابتى لقيطة ولا أب لها"، وفى السياق ذاته استضافت المجلة الشاعر محمد حسنى توفيق، الفائز بجائزة الدولة فى مجال شعر الأغنية، وقد كشف لمحاوره الشاعر محمود الحلوانى أن الجائزة التى تمنح للمرة الأولى كانت محددة سلفًا لشاعر بعينه، لكن الثورة غيرت مسارها لتصل إليه، وقال "توفيق" إن الجائزة التى ردت له اعتباره كشاعر غنائى، هى أيضًا بمثابة إدانة للوسط الغنائى الذى تجاهله طويلا.
على جانب آخر يحفل عدد الشعر بدراسات وقراءات نقدية، إذ تكتب الناقدة عزة رشاد حول بكائية الزمن الضائع فى إبداعات الشاعرة عزيزة كاطو، ويكتب الناقد رضا عطية عن شعرية التحنان والتأمل الوجودى فى ديوان "كأنه يعيش" للشاعر أشرف عامر. بالإضافة إلى دراسات العامية، إذ يكتب الناقد إبراهيم حمزة عن ديوان "رد فعل" للشاعر سمير الأمير، ويكتب مصطفى نصر عن فلسفة الحكاية الشعبية فى ديوان الشاعر محمد محمود طعيمة، فضلا عن قراءة لأحمد المريخى فى ديوان "بتضحك لما أكون غايب" للشاعر أحمد عطا لله، وإلى ذلك يكتب فارس خضر رئيس تحرير مجلة الشعر فى زاوية خارج السرب مقالًا بعنوان "الإرادة العمياء" حول إدارة مصر الجديدة فى زمن الإخوان.
يشار إلى أن مجلة الشعر فصلية تصدر عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ويترأس مجلس إدارتها إسماعيل الششتاوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة