اهتمت صحيفتان أمريكيتان اليوم، الأحد بالاتهامات التى وجهها مسئولون بأجهزة المخابرات الأمريكية إلى إيران بالوقوف وراء موجة الهجمات الإلكترونية التى استهدفت الشركات العاملة فى مجال النفط السعودى وعددا من المؤسسات المالية الأمريكية بما يدعم التحذير الذى وجهه وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا من إمكانية الأسبوع الماضى من أن تتعرض بلاده إلى هجمات إلكترونية شرسة خلال الفترة القادمة.
فقد ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن مسئولين أمريكيين أعلنوا أن حربا من الهجمات والهجمات المضادة تدور رحاها بالفعل بين الولايات المتحدة وإيران فى المجال الإلكترونى، مشيرين إلى أن إيران قررت الرد على الهجمات الإلكترونية الأمريكية والإسرائيلية على محطة نطنز لتخصيب اليورانيوم رغم عدم وجد دليل مادى
يفيد بموافقة الحكومة الإيرانية على شن مثل هذه الهجمات.
ومع ذلك، أقر المسئولون -حسبما نقلت الصحيفة على موقعها الإلكترونى- بأن الهجمات الإلكترونية الإيرانية خلفت أضرارا محدودة نظرا لضعف القدرات الإلكترونية التى يمتلكها الإيرانيون مقارنة بتلك التى تمتلكها روسيا والصين، اللتان لم تذهبا بعيدا عن دائرة شكوك المخابرات الأمريكية، حيث لحقتهما الاتهامات بشن هجمات إلكترونية على شركات أمريكية ومواقع تابعة للحكومة الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن الهجمات الإلكترونية الإيرانية طالت شركة أرامكو السعودية العاملة فى مجال النفط خلال شهر أغسطس الماضى، مشيرة إلى أن "أرامكو السعودية" الشركة العالمية فى مجال النفط حرصت فى الفترة الأخيرة على بيع النفط لمن لا يتعامل مع قطاع النفط الإيرانى، الأمر الذى جعلها عرضة للهجمات الإلكترونية من جانب طهران، فى حين تعرض عدد من المؤسسات المالية الأمريكية لهجمات إلكترونية شرسة، جاءت من عدة بقاع عالمية من دون أن يتم الكشف عن منبعها الأصلى، وحالت دون تمكن العملاء البنكيون من الدخول إلى حساباتهم المصرفية لكنها لم تتضمن أى سرقة لمبالغ نقدية.
وقالت الصحيفة "إن هذه الهجمات رفعت من كم التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الهجمات قد تمت من خلال مساعدة برمجية خارجية، فى حين حامت الشكوك حول روسيا".
وفى السياق ذاته، تناولت صحيفة (وول ستريت جورنال) مخاوف المسئولين الأمريكيين من إمكانية أن تكون الهجمة الإلكترونية الراهنة التى تتعرض لها المؤسسات الأمريكية بمثابة الخطوة الأولى لهجمات أكثر شراسة وتدميرا كتلك التى استهدفت قطاع النفط السعودى.
وأوضحت الصحيفة فى تعليق لها حول هذا الشأن أوردته على موقعها الإلكترونى أن هذه الهجمات بدأت فى مطلع العام الجارى كجزء من رد إيران على العقوبات الغربية المفروضة على مؤسساتها المالية والنفطية.
ولفتت إلى أن المسئولين الأمريكيين اعتبروا أن إيران هى ثانى أكبر قوة فى مجال الحرب الإلكترونية بعد الصين وروسيا وفرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة، لهذا فهم يبحثون حاليا إلى أى مدى تمكنت القدرات التقنية الإيرانية من استهداف المؤسسات المالية الأمريكية وشركات البنية التحتية.
وتعليقا على هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن إيلان بيرمان الخبير فى شئون الشرق الأوسط قوله "إن إيران نجحت مؤخرا فى تطوير قدراتها الإلكترونية، حيث أنفقت على هذا الأمر ما لا يقل عن مليار دولار أمريكى منذ بداية العام الجارى، فى حين تنفق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) نحو 3 مليارات دولار على القدرات الدفاعية
الإلكترونية.
وكان وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا قد أعلن يوم الخميس الماضى "أن الدول المعتدية أو الجماعات المسلحة ربما تستخدم هذه الأنواع من الهجمات الإلكترونية من أجل أن تسيطر على المواقع المهمة فى البلاد".. مشيرا إلى احتمالات أن يؤدى هذا الأمر إلى تعطيل حركة القطارات المحملة بمواد كيميائية أو تلويث إمدادات المياه فى المدن الكبرى أو إغلاق محطات الطاقة الكهربائية فى أجزاء واسعة من البلاد".
صحيفتان: واشنطن تتهم طهران بتدبير هجمات إلكترونية ضد شركات أمريكية
الأحد، 14 أكتوبر 2012 02:54 م
وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة