طالب مستثمرو إنتاج الثروة الحيوانية الحكومة بدعمهم، مثلما يحدث مع المستثمرين الأجانب، وتوفير مناخ استثمارى جيد، بالإضافة إلى تأمين الطرق بصورة أكبر، حتى يستطيع الإنتاج المحلى سد احتياجات المصريين من اللحوم، لافتين إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم يعود إلى اعتماد سوق المواشى على حيوانات الفلاحين، نظرا لتداول المواشى بين أكثر من تاجر.
وقال محمد محسن محجوب، العضو المنتدب لإحدى شركات استثمار الثروة الحيوانية، أن المصريين يستهلكون 850 ألف طن لحم سنوياً، وأن متوسط استهلاك الفرد يتراوح بين 9 إلى 10 كيلوجرامات، وهو رقم متدنى جداً مقارنة بباقى الدول، حيث يتم استيراد 250 ألف طن لحوم مجمدة، بالإضافة إلى 50 ألف طن يتم الحصول عليها من 200 ألف رأس ماشيه حيه مستوردة، وأنه يتم الاعتماد على باقى الكميات المستهلكة من الإنتاج المحلى، منهم 70% من اللحوم البقرى والجاموسى، و15% من لحوم الجمال والأغنام، و15% من اللحوم البتلو، ويتم ذبح أغلبهم خارج السلخانات، لافتا إلى أن معدل استهلاك الفرد فى الأرجنتين يصل 63 كيلو جراماً سنوياً، وأمريكا 59 كيلو جراماً.
وأضاف محجوب أن فى مصر يوجد 8 ملايين رأس ماشية من جاموس وبقر وجمال وأغنام، ورغم ذلك المزارع النظامية لا تمثل فيها سوى 150 ألف رأس ماشية، بمعدل 2% من الثروة الحيوانية، بينما توزع الباقى على المزارعين بنظام التربية العشوائية.
وأوضح محجوب أن أكبر مشكلة تواجه المربين، حالياً ارتفاع أسعار الأعلاف، خاصة وأنه يتم استيراد كميات كبيرة من الذرة الصفراء والتى ارتفع أسعارها إلى 2500 جنيه هذا العام، بالإضافة إلى أسواق الماشية العشوائية، والتى تعتمد على الحيوانات الموجودة لدى الفلاحين.
ولفت إلى أن المربين النظاميين لا يمكنهم الاعتماد على وزارة الزراعة، لعدم توافر التحصينات واللقاحات المناسبة طوال العام، وهو ما يجعل المربين يستوردون احتياجاتهم من اللقاحات.
وطالب محجوب الحكومة بتوفير الدعم إلى مربى المواشى، وعدم الاعتماد على اللحوم المستوردة، لأنها ستشهد ارتفاعاً كبيراً، خلال الفترة المقبلة مع زيادة الطلب عليها، وهو ما سيؤدى لوجود أزمة فى تحقيق الأمن الغذائى المصرى، مطالباً بأن تقوم الحكومة بتوفير التحصينات بصفة دورية، وضبط الأسواق العشوائية، وتوفير بعض الدعم للأعلاف، خاصة أن تعامل مربو المواشى يعتمد على السيولة النقدية، فى كل مراحل العمل.
بينما قال محمود أمين، صاحب إحدى مزارع الإنتاج الحيوانى، إنه يوجد فى مصر 3.2 مليون جاموسة، وأن 90% منهم لدى الفلاحين، ولا يتابعون التحصينات واللقاحات البيطرية المطلوبة، وهو ما أثر سلباً على إنتاجية رؤوس الماشية ومنتجاتها، مقارنة بباقى الدول، لافتاً إلى أن إيطاليا تعتبر أكبر دولة منتجة للجينة الموتزريلا، ورغم ذلك لا يوجد بها سوى 700 ألف "جاموسة"، ورغم أنها نفس سلالة الجاموس المصرى، لكنه يتم تحسين سلالتها، وتنتج ألبان 4 أضعاف الإنتاج المصرى، لافتا إلى تأخر نتائج مشروع مركز بحوث سخا، والذى كان يهدف إلى تحسين سلالات الأبقار والجاموس المصرى وتحديد أفضل استخدام لأصناف السلالة من خلال اختيار الأجود منها فى إنتاج اللحوم الألبان.
ولفت إلى أن ارتفاع أسعار لحوم البقر، مقارنة بالجاموس يأتى بسبب إقبال المصريين عليه، لأنه أقل فى الدسم، على الرغم من أن تربية الجاموس هى الأكثر جدوى، لأن الدورة العمرية للبقر تتراوح ما بين 5 إلى 6 سنوات مقارنة بالجاموس والذى تتفاوت ما بين 12 إلى 15 عاماً، كما أن الجاموس يتحمل الأوبئة والأمراض بصورة أكبر، ويتحمل درجات الحرارة العالية، مقارنة بالأبقار والتى تحتاج إلى رعاية خاصة.
وأضاف أمين أن تكلفة إنتاج كيلو الجاموس لدى الفلاح 22 جنيهاً، إلا أنه مع الانتقال من المزارع إلى العديد من التجار، يصل سعر الكيلو إلى 55 جنيهاً فى المناطق الشعبية و100 جنيه فى المناطق الراقية، لافتاً حتى يزداد الإنتاج المصرى من الجاموس مطالبا بتحسين جميع السلالات المصرية مثلما يحدث فى بعض المزارع المصرية، حيث يتم استيراد تلقيح صناعى إيطالى، فضلا عن ضرورة مراعاة التقيحات السيادية ضد الأمراض، خاصة أن برامج التلقيحات المتأخرة تسببت فى فقد 25% من رؤوس الماشية فى مرض الحمى القلاعية والذى لا يستمر أكثر من 4 أشهر ابتداء من يناير وحتى مايو من العام الجارى.
وأشار إلى أن تربية الماشى يجب أن ينظر إليها على أنها "استثمار له مخاطرة، ويحتاج إلى تطوير، وتدريب الأطباء، بالإضافة إلى إتباع الأنظمة العلمية والتى تم تطبيقها عالميا، فبعض المزارع المصرية حاليا تقوم باستيراد لقاحات التخصيب المصرية، من أجل تحسين إنتاجية الجاموس، فالجاموس المصرى يأكل 30% من وزنه يوميا، من برسيم ومياه وأعلاف، وبينتج 900 جرام من اللحوم إلى واحد كيلو جرام يوميا، مقارنة بالإيطالى والذى ينتج 1.8 كيلو، كما أن المصرى ينتج 700 ألف عجل سنويا، على الرغم من أن المعدلات الطبيعية هى أن تلد الجاموس مرة كل عام.
وأشار إلى أنه فى حالة إتباع المستثمرين للطرق العلمية ستنخفض أسعار اللحوم بصورة أكبر كثيراً مما عليه الآن، لأنه سيتم تطبيق المعايير الدولية، والتى تعتبر أن تأخر التلقيح للجاموسة يحقق خسارة 5 يورو يوميا، لافتا إلى أن الدول الغربية تقوم بتربية الماشية فى قطيع، يتم زراعة شريحة الكترونية بداخله لمتابعة حركته بالقمر الصناعى مطالبا المستهلكين بشراء اللحوم من أماكن أمنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة