جلسوا عندما تقابلوا...
بشفاههم يبتسمون..
وفى قلبهم يضمرون !..
ما لا يعرفون.. عن الآخر !
من هو؟.. من يكون؟!!
فقد التقوا لإتمام صفقة...
كلا يريد أن يتم صفقة..
بمباغتة الآخر بصفعة..
لعله يكون الأقوى...
رفضوا خلع معاطفهم ...
لئلا تدل على تنازلهم ...
جلسوا مُكبلين...
وبفحص بعضهم منهمكين...
يتربص كل أحد بالآخر:
كلماته !
نظراته !
حركاته !
انفعالاته !
ينظر كل أحد للآخر...
كنظرته لفضاء شاسع...
بحار!
أشجار!
أو حتى سماء مُكحلة بقمر لامع!
لكن من خلال نافذة كهف قابع...
فى حضن جبل قاحل مانع ...
لا يحلقون بأنظارهم ...
ولا يتجولون بأسماعهم...
إلا من خلال نافذة مخبأهم...
ويلومون الطيور على اختراق السماء بحرية...
والأنهار عندما تصب فى قلب البحار دون روية...
والشجرة الوحيد فى وسط البرية...
تذوب الشمعة لتنير الطريق ولا تندم...
ويخفق القلب مع دقات الساعة ولا يعلم...
إن الشمعة تفنى، والقلب ستتوقف أنهاره...
ولكنهم لا يدخرون أنفسهم...
وغايتهم توصيل رسالتهم...
تجاربهم تصقلهم...
ولا تثقلهم...
بل تزيدهم خفة...
لأنها ليست صفقة.
الكنوز دائما مدفونة...
وتبقى بلا نفع إن ظلت كذلك...
وإن وجدت...
قد تتبدد...
ولكنها قد أدت...
دورها...
فلما قاموا من مجلسهم... تبددت من أذهانهم وتاهت معانى...
المصلحة !
المنفعة !
والصفقة.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة