صحيفة أمريكية: أزمة أوروبا الاقتصادية وراء فوز الاتحاد الأوروبى بنوبل للسلام

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى سياق عددها الصادر اليوم السبت أن جزءا من السبب الكامن وراء فوز الاتحاد الأوروبى بجائزة نوبل للسلام لعام 2012، قد يتمثل فى الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى يمر
بها والتى تهدد بتفكك الروابط والعلاقات فيما بين دوله.

ولفتت الصحيفة الأمريكية - فى سياق مقالتها الافتتاحية التى أوردتها على موقعها الإلكترونى - إلى أنه بالرغم من ذلك، إلا أنه ليس هناك أدنى شك فى أن الاتحاد الأوروبى بالتأكيد بذل جهودا مضنية لتلبية معايير الفوز المتمثلة فى ترسيخ الإخوة بين الدول والحد من أعداد الجيوش وعقد مؤتمرات لتعزيز السلام.

وتابعت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبى يعد رمزا لتحول القارة الغارقة منذ قرون فى ويلات الحرب إلى القارة الحاضنة للسلام وحقوق الإنسان، إضافة إلى فتح أبوابه لأعضاء الاتحاد السوفيتى السابقين، كما ساعد بالتأكيد على كسر حدة الانقسام الدائر بين الشرق والغرب.

وأشارت الصحيفة إلى أن عملية اختيار لجنة نوبل النرويجية للفائز دائما ما تثير الجدل بشكل منتظم بسبب استخدامها الجائزة للتشجيع وتأييد ودعم مناهج العمل السياسى، متساءلة: "هل حقا باتت تتمثل مهمة اللجنة فى استخدام الجائزة للمشاركة فى الشئون الجارية بدلا من انتقاء الإنجازات العظيمة، كالتى قام بها ألبرت شفايتزر
أو الأم تيريزا المصرية".

وقالت الصحيفة: "إن الأمر يبدو بالغ الصعوبة لتقبل فوز الاتحاد الأوروبى - فى إشارة إلى أن النرويج ليست عضوا فيه وصوتت مرتين ضد الانضمام إليه - لتعزيز السلام فى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فى الوقت الذى لم يكن فيه حلف شمال الأطلسى "ناتو" والولايات المتحدة أقل مسئولية عنه".

واختتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية افتتاحيتها قائلة: "إن هناك بعض الشك الذى يعترم عملية فوز الاتحاد الأوروبى وفى أن الاتحاد الأوروبى يعتبر إنجازا ملحوظا، ولكن بغض النظر عن ذلك، وفى حال اعتبار أن هذه الجائزة ستسهم فى المساعدة على التغلب على المشاكل الحالية "أزمة اليورو" التى تمر بها القارة الأوروبية، فهناك سبيل واحد لاستغلالها وهو منح اليونان المبلغ المالى للجائزة".