لماذا نلوم جمهور كرة القدم فى ثورته ورفضه عودة مسابقة الدورى العام قبل عودة حقوق شهداء المذبحة الشهيرة ؟ أليس هذا نوع من الوفاء النادر الذى لم نره فى ساحات الرياضة العالمية ؟
ولو علمنا مدى شدة شغف وتعلق وهوى جمهور الكرة بمتابعة مبارياتها ومشاهدة نجومها لازداد اندهاشنا وإعجابنا بهذا الجمهور العظيم الذى يضحى برغبته وشهوته الكروية لتحقيق مبدأ العدالة والوفاء لروح المظلومين والمقتولين.
وهل كانت ثورة يناير إلا من أجل تحقيق العدل والقضاء على كل سفاك لدماء وحقوق مصر المهدرة والمنهوبة ؟
ومن تكون هذه الجماهير إلا امتدادا لشباب وشعب مصر الثائر الغاضب فى يناير ؟
فلماذا نحتد عليها ونصفها بالجماهير المارقة ونتفاوض معها للكف عن ثورتها ولا ننظر فى أمور القضاء على الفساد التى نادوا بها ؟
أليست الرياضة - مثل باقى مؤسسات الدولة - شاب بعض مؤسساتها فساد انتشر فى جسدها ودمرها فازداد الفاسدون ثراء بينما ازدادت الرياضة المصرية انحداراً وانهياراً عجزت فيه عن مسايرة التقدم المذهل لدول أقل منا موهبة وكفاءة وإمكانيات ؟
أليست الرياضة – مثل بقية مؤسسات الدولة – انتشر فى ربوعها المتاجرون بجسدها والمستفيدون من خرابها والذين تنمو حساباتهم فى البنوك من سمسرتها وعمولاتها واتفاقياتها المشبوهة ؟
أليست الرياضة – مثل باقى مؤسسات الدولة – تأخرت كثيراً عن ملاحقة دول العالم ومنافساتها ، حتى وصل انخفاض ترتيبها الذى استعرضه - فى تقرير القدرة التنافسية - رئيس الوزراء هشام قنديل منذ أيام المركز الواحد والثمانين (81 ) من بين 139 دولة ؟
أليست الرياضة – مثل باقى مؤسسات الدولة – لم تخل من أعمال احتكار الرأى والسيطرة والبلطجة والإقصاء والانفراد القيادى لغير الأكفاء وغير الموهوبين فكريا وتنظيميا وعلميا والحاصلين على مناصبهم بالمحسوبية والمزايا والعطايا والتأييد غير الموضوعى من القيادات السياسية للنظام البائد فانتفخت جيوبهم وبطونهم على حساب اضمحلال الرياضة وتبديد الموهوبين من الرياضيين صغارا وكبارا ؟
الدولة والحكومة بشعاراتها الثورية وأجهزتها الرقابية لم تفتح ملفاً واحداً حول هبوط مستوى الرياضة فى مصر وحول اخفاقاتها المتتالية وحصولها على "صفر المونديال " الشهير وأصفار أخرى عديدة لم تصلها الثورة بمحاكماتها ومصادراتها ، واحتكارها للقب " التمثيل المشرف " الذى انفردت به مصر عبر سنين مضت ، وزيف الإعلام الرياضى الذى عجز ساير الطغاة فى استبدادهم فحول الهزيمة إلى نصر والخيبة والوكسة إلى نجاح باهر وصارت الأيادى تتحد لا لتبنى ولكن لتهد وتهدم.
لا فارق إذن بين الاستبداد والظلم والفساد السياسى ومثيله الرياضى لأن الثورة شاملة ولا تتجزأ ، فلماذا الصمت الرهيب عن فتح ملفات السقوط الرياضى؟ وهل الحكومة عاجزة عن اكتشاف الفساد الرياضى أم أنها لاتريد كشف الغطاء عن بالوعة مجارى الفساد التى تسربت وزكمت الأنوف لسبب فى نفس وزير الرياضة الذى أشهر سيفه فى وجه الفساد حين تولى الوزارة وأعلن حربه عليه ثم مالبث أن أغمد السيف فى جرابه لسبب مجهول ؟!
أم أن قطار مكافحة ومحاربة الفساد البطىء الثقيل فى مصر الذى وصل لترتيب عالمى 115 من 118 عالمياً فى عام 2008 يواصل تحطيمه الأرقام القياسية فى مكافحة وكشف الفسادالذى دمر رياضة مصر ؟
أم أن لسان حال الفاسدين السياسيين يهتف : أسد على ّ وفى الرياضة "نعامة" ؟
المعادلة تقول إن شعب الرياضة الثائر هو جزء من شعب مصر الغاضب من تردى الأوضاع فانقلب على نظام فاسد خلعه وحل محله نظام يريد تحقيق العدل والاعتلاء بالرياضة وتطهيرها من دناستها وجرائمها ومجرميها . فإذا بارك الجميع ثورة الشعب الغاضب فى يناير والذى ضحى فيها بأرواح أبنائه ليقضى على ناهبى ثورته فلماذا يلوم البعض جمهور الرياضة على ثورته التى ضحى فيها بحبه وعشقه لحضور مبارياتها ليقضى فيها على مغتصبى انتصاراته الرياضية وسارقى أموال الموهوبين واحتكار حقوق الرياضيين المخلصين؟
كيف تعود الفرحة بعودة مباريات الكرة والحزن يملأ قلب مصر على ضياع حقوق شهدائها واغتصاب أموالها ؟
من عادات مصر الأصيلة أننا لا ننصب الأفراح فى سماء القرية بينما آخرون مازال سرادق عزاء غاليهم منصوبا.
الألتراس - صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
بيبو جمال أبو رية
تسلم ايديك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود سيد الفلاح
فين العدالة ؟