محمد بركة

الموتى يومئون لى

الجمعة، 12 أكتوبر 2012 12:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت مفاجأة عمرى أن أفتح هذا الباب المغلق لأجد نفسى وجهاً لوجه أمام خالتى نادية.
كانت تجهز أقراص العجين فى صينية كبرى استعداداً لحفلة خبيز بصحبة بنتيها...
كان وجهها هو البدر المنير بعينه.
وفى عز فرحتى تساءلت لماذا لا ترحب بى بالحفاوة القديمة وتكتفى بابتسامة مشرقة لكن مقتضبة؟
ثقب أسود طاهر فى فضاء روحى وابتلع شعاع الفرحة الشارد، حين تذكرت أنها ماتت منذ سنوات بالمرض الخبيث الذى بات متخصصاً فى ملاحقة أحبائى...
تذكرت أيضاً أنى لم أودعها ولم أمشِ فى جنازتها.
كنت معلقاً على صليب المشاغل اليومية وحيث التفاصيل الصغيرة، طيور جارحة تأكل كبدى وأنا أتلقى أنباء تدهور حالتها الصحية.
اختنق صوتى وأنا أقول:
أنا بحبك قوى يا خالة!
ارتبكت هى قليلاً ولم ترد. بكيت بلا صوت ولم تنهمر دموعى إلا بعد أن مضت ساعة كاملة على استيقاظى من الحلم.
رأيت محمود...
بنفس بنطلونه الجينز وقميصه اللبنى وبشرته الحمراء مثل الإنجليز.. ألجمتنى المفاجأة السارة فكم اشتقت إليه.
يااااه!
.. كم أود أن أحكى بالساعات معه، لكنى لا أعرف لماذا لا أنطق وكأن فى فمى ماء..
هو الآخر ظل صامتاً وبقع حمراء خفيفة متناثرة على خديه..
أبو طه الذى كان يحلم بالعروس و«التعيين» فى المؤسسة الكبرى، وحين تم المراد وقرأ الفاتحة على بنت تقول للقمر «قوم وأنا أقعد مكانك» وبينما كان مسافراً إلى «البلد» لإحضار آخر ورقة من السجل المدنى انقلب به الميكروباص من على كوبرى المنيب.
كل الركاب تم إنقاذهم باستثناء السائق وأعز أصدقائى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة