صلى الشيخ محمد حسان، عضو مجلس شورى العلماء، الجمعة بمحافظة بورسعيد بمسجد "الحسين" بالمنطقة السابعة، وكان عنوان الخطبة "ثمرات العمل الصالح فى الأيام العشر".
وقال الشيخ هذه الأيام والليالى المباركة التى يُبين لنا نبينا صلى الله عليه وسلم فضل العمل الصالح فيها فيقول، كما فى صحيح البخارى وغيره من حديث ابن عباس رضى الله عنهما: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام" يعنى أيام العشر من ذى الحجة. قالوا : "يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله؟. قال : ولا الجهاد فى سبيل الله.. إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشىء".
وأضاف حسان وقد لا يتصور البعض هذا الفضل إلا إذا علم أنه صلى الله عليه وسلم قال كما فى الصحيحين من حديث أبى هريرة "إن فى الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض أعدها الله للمجاهدين فى سبيله" إذا وقفت على هذا الفضل راجع معى قول النبى "ولا الجهاد يا رسول الله؟. قال ولا الجهاد.. إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشىء".
وأكمل الشيخ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "وأيام العشر من ذى الحجة جُمعت فيها أمهات العبادة الصلاة والصيام والحج والصدقة" أمهات العبادة جُمعت فى هذه الأيام المباركة الصلاة والصيام والحج والصدقة. أما الصلاة فهى صلة لا يقطعها المسلم أبداً بينه وبين ربه لا فى أيام العشر ولا فى غيرها.
فالمسلم يحافظ على الصلوات فى العشر من ذى الحجة وفى غيرها فى رمضان وفى غيره لا يقطع هذه الصلة أبداً بينه وبين ربه وكيف يقطعها مسلم وهو يسمع قول ربه: "فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْف أَضَاعُوا الصلاةَ وَاتَّبَعُوا الشهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَّيا" "59" "مريم".
وتساءل الشيخ كيف وهو يسمع قول نبيه كما فى صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله: "بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة" وفى سنن الترمذى من حديث بريدة بسند صحيح "العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر".
وأضاف من أمهات العبادة فى هذه الأيام "الصلاة .. الصيام" ويجوز صوم عشر ذى الحجة فالصيام من أعظم الأعمال الصالحة ومن أعظم القربات إلى الله.
كيف وقد ثبت فى صحيح مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما العشر من ذى الحجة قط". ثبت فى سنن النسائى بسند صحيح من حديث حفصة أنها قالت: "كان صلى الله عليه وسلم لا يدع صوم تسع ذى الحجة".
وقال حسان قد يتساءل البعض ما هذا التعارض أيها الشيخ حديث فى صحيح مسلم تقول فيه أمنا أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما العشر من ذى الحجة قط". وفى سنن النسائى بسند صحيح من حديث أم المؤمنين بنت الفاروق الأواب حفصة بنت عمر رضى الله عنهما تقول "كان صلى الله عليه وسلم لا يدع صوم تسع ذى الحجة".
ثم تساءل كيف أجمع بين هذين الحديثين ويبدو أن فى ظاهرهما التعارض؟.
والجواب أن الجمع جائز وممكن بين الحديثين فأم المؤمنين عائشة أرادت أن تقول بأنها ما رأت النبى صلى الله عليه وسلم قد صام العشر من ذى الحجة كاملة قط، لأنه لا يجوز أن يصوم يوم العاشر من ذى الحجة وهو يوم النحر.
أما حفصة فهى تقول كان غالب فعله صلى الله عليه وسلم أنه يصوم تسع ذى الحجة ولا تعارض بين الحديثين.
وأكد أن قول المثبت مقدم على قول النافى كما قال علماء الأصول "قول المثبت مقدم على قول النافى"، أو المثبت مقدم على المنفى لأن المثبت عنده من العلم ما خفى على النافى فوجب عند علماء الأصول أن نقدم قول المثبت على قول النافى لذا فلا حرج على الإطلاق أن يصوم المسلم تسع ذى الحجة كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم غالبا.
فالصيام أيها الأفاضل من الأعمال الصالحة بل من أقرب الأعمال الصالحة إلى الله ورسوله يقول "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" يعنى أيام العشر من ذى الحجة.
ووجه حسان دعوة للمصريين بأننا نريد أن ننهض ببلدنا ولن تستطيع الحكومة أن تنهض بهذه البلد إلا أن تقدم المخلصين الصادقين ممن من الله عليهم بفضله وكرمه فقد روى أحمد والترمذى وغيره بسند صحيح من حديث أبى هريرة قال: قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: (( الساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار)) .
وأضاف حسان أن ليس عمل الخير بالصلاة فعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : كان على الطريق غصن شجرة يؤذى الناس فأماطها رجل فأدخل الجنة.
قال حسان لا تغتب أحدا ولا تكذب ولا تقذف ولا تنقل إشاعة تتهم بها أحدا والله لا أعلم زمانا قد انتشر فيه كبيرة القذف كهذا الزمان كزمان الإنترنت والفضائيات كل ليلة ترتكب جريمة القذف تجلس ويجلس هذا "ليقذف كل منهما الناس بالباطل والبهتان دون بينة ولا دليل ولا برهان وذلك كبيرة من الكبار تسمى بكبيرة القذف.
ودعا حسان فى خطبته أن يوفق الله ولى أمرنا لما يحبه الله ورسوله وأن يهدى ولى الأمر ويعينه لتطبيق الشريعة الإسلامية، ودعا الله أن يصرف عنه أذى المؤذين، وأن يحيطه الله بالمتقين الصالحين، وأن يكفيه الله شر المنافقين ويرزقه البطانة الصالحة التى تدله على الخير وتعينه عليه.
الشيخ حسان من بورسعيد يطالب المصريين بالعمل على نهضة البلاد.. ويؤكد: الحكومة لن تستطيع وحدها.. ونحتاج المخلصين الصادقين.. ويطالب بالعمل الصالح فى العشر الأول من ذى الحجة
الجمعة، 12 أكتوبر 2012 03:24 م