الأسوشيتد برس ترصد مشاهد مأساوية فى مستشفى دار الشفاء بحلب

الجمعة، 12 أكتوبر 2012 06:08 م
الأسوشيتد برس ترصد مشاهد مأساوية فى مستشفى دار الشفاء بحلب مشاهد من المستشفى السورى
حلب، سوريا (أب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المقاتلون المتمرسون على القتال يبكون بصوت مسموع، والدموع تنهمر على وجنات الرفاق المشيعين، التى اسودت بفعل البارود والغبار، الأطفال المصابون بصدمات نفسية جراء الدماء والجروح الغائرة، يصرخون من الألم والهلع، والرجال المصابون بجروح بالغة يرددون الشهادتين، خشية أن يكون الموت وشيك.

هذه مشاهد مأساوية عديدة يقابلها المرء إذا وطأت قدماه مستشفى دار الشفاء للطوارئ بمدينة حلب السورية، الذى ربما يكون أكثر مكان فى سوريا يجسد وحشية وعشوائية الحرب الأهلية فى البلاد.

كان هذا المستشفى خاصا يمتلكه رجل أعمال موال لنظام الرئيس السورى بشار الأسد، ولكن الثوار سيطروا عليه منذ الهجوم الذى شهدته المدينة فى يوليو الماضى، ويديره حاليا أطباء متطوعون وممرضات ومساعدون اتحدوا على مناهضة النظام وتوفير الرعاية الصحية للمدنيين والثوار.

يقع المستشفى المكون من سبعة طوابق على مسافة لا تتجاوز 500 متر من خط المواجهة فى منطقة تتعرض لقصف جوى وأرضى، وتعرض المستشفى لستة هجمات مباشرة على الأقل، أثرت فى معظمهما عل الطوابق العليا، ويستخدم الفريق الطبى الطوابق الثلاثة السفلى.

معظم المبانى السكنية المحيطة بالمستشفى، إما متضررة بشدة أو هجرها أهلها الدليل الوحيد على الحياة فى هذه المنطقة هو وجود ملابس ترفرف على حبل غسيل أو أحد السكان الذى خرج إلى شرفة المنزل بحثا عن إشارة أقوى لهاتفه المحمول.

ويصل الجرحى إلى المستشفى مستقلين سيارات الأجرة أو الجزء الخلفى من الشاحنات الصغيرة، ومع توافر نقالتين فقط، يتم نقل المصابين على الأيدى، تزعق الأبواق مناشدة السائقين والمواطنين الذين يرافقون المرضى المساعدة.

ونظرا لوجود سبعة أطباء فقط، اثنان منهم فقط متخصصان فى الطوارئ، بجانب اثنتين فقط من الممرضات المدربات، يزيد العجز فى الفريق الطبى خلال أوقات الذروة.

يشار إلى أن معظم المصابين من الأطفال، راوية وبدور اللتان يتراوح عمراهما بين تسعة وعشرة أعوام، كانتا على نقالة واحدة، تصرخان من الألم، حيث حضر طبيب واثنان من الطاقم الطب لمعالجتهما.

وتضرب الطفلتان الطريحتان على ظهريهما ساقيهما فى الهواء، كل مرة يحاول فيها الطاقم الطبى إخراج الشظايا من جسديهما.

صبى آخر يبكى دون توقف من الألم، أثناء محاولة الأطباء معالجته من جروح خطيرة بساقه، وفى ملابس صفراء وصدمة تبدو عليها بشكل واضح، تعانى فاطمة جروحا جراء إصابتها بشظايا فى ذراعيها وخصرها. أصيبت فاطمة، عندما سقطت قذيفة بشارع، كانت هى وثلاثة من عماتها وأبنائهم يتسوقون. وأسفرت هذه القذيفة عن وفاة إحدى عماتها فى دار الشفاء.

































مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة