نشرت صحيفة "إنترناشيونال هيرالد تريبيون" الأمريكية، تحقيقا عن صعوبة تقدم أموال المساعدات، التى كان مانحون قد تعهدوا بها، لدول الربيع العربى، وقالت إنه بعد عام من قيام عدة دول مانحة، بالتعهد بتقديم مساعدات للدول، التى شهدت ثورات فى العالم العربى، فإن تأمين المساعدات المعهودة، ثبت أنه صعب، وأن الكثير من الدول المتلقية، ولا سيما تلك التى لا تزال فى غمار انتقال سياسى، مثل مصر التى لا تزال تنتظر وصول الأموال الموعودة.
ونقلت الصحيفة، عن تريفور يولينان، مدير بوكالة ستاندر أند بورز فى دبى، قوله، إن الحاجة إلى الأموال الإضافية ملح الآن أكثر من أى وقت مضى، إلا أن توقيت هذه التدفقات، لا يزال غير محدد، وهذا المستوى من عدم التحديد، هو القضية الرئيسية اليوم.
وتوضح الصحيفة، أنه حتى الآن، فإن تدفق المساعدات للدول التى تحتاجها، كان أبطئ وأقل من المتوقع، وليس كافيا، للتماشى بشكل فعال مع مشكلات الميزانية، وميزان المدفوعات، وقالت أن الأرقام، التى كشفت عنها رويترز، فى يونيو الماضى، فإنه من بين 60 مليار دولار، من المساعدات الموعودة العام الماضى، لم يتم نقل سوى 15 مليار دولار بالفعل، مشيرة، إلى أن مصر كانت تتوقع 10 مليار، إلا أنها لم تحصل إلا على نصف المبلغ تقريبا، كما لم يتم الانتهاء حتى الآن من قرض صندوق النقد الدولى، الذى لا يزال قيد التفاوض.
ويقول المحللون وفقا للصحيفة، إن بعض أسباب التأخير، هى أن الدول المتلقية فى حالة انتقال سياسى، ليس لديها وقتا، لتطبيق تغييرات فى السياسات الاقتصادية. وتشير علياء موبايد، الخبيرة الاقتصادية فى بركليز بدبى، أن تدفق المساعدات يحتاج لاستعداد كل من المانحين والمتلقين، وأن يكون للحكومات الجديدة القائمة برنامج وخطة اقتصادية واضحة، وبعض الدول لا تزال ببساطة غير مستعدة، فى ظل عدم وجود قادة منتخبين، أو إصلاحات مخطط لها.
ومن بين الأسباب أيضا، حسبما تشير الصحيفة، أن الأزمة المالية، وأزمة منطقة اليورو، جعلتا الإقراض أكثر صعوبة على المانحين الغربيين، الذين كانوا يتسمون بالكرم فى الماضى، ويقول فواز جرجس، مدير مركز الشرق الأوسط، بكلية اقتصاد لندن، أن كلا من أوروبا والولايات المتحدة، تركزان على المخاوف الداخلية والاقتصاديات الضعيفة، موضحة أن "الحقيقة المحزنة، أنه بينما تتحول دول الربيع العربى من الاستبداد نحو الديمقراطية، فإنها تجد نفسها وحدها، دون مساعدة كبيرة من العالم".
وتمضى الصحيفة، قائلة، إنه بالنسبة لدول الخليج، فإن القضية ليست فى المال، حيث أن ارتفاع أسعار النفط، أبقى على ثرواتهم، ولكن العلاقات السياسية مع الأنظمة الجديدة وغير المتوقعة.
ويوضح جرجس، أن المصريين يشكون من أن أموال الخليج، تأتى بتكلفة سياسية باهظة، فدول الخليج ليست معنية، بترويج لنماذج، ربما يتبين أنها هدامة للأنظمة السياسية الملكية لديهم.
"إنترناشيونال هيرالد تريبيون" ترصد أسباب تعطل المساعدات الموعودة لمصر والدول العربية ..أستار الانتقال السياسى وغياب الإصلاح الاقتصادى ..والأزمة المالية فى أمريكا وأوروبا تؤثر على سياسات الإقراض
الجمعة، 12 أكتوبر 2012 12:13 م