سنظل فى الصفوف الخلفية بل والأخيرة أيضا طالما أننا مازلنا منقسمين حتى الآن.. فريق يؤيد وفريق يعارض.. فريق يبحث عن المشاكل وفريق يبحث عن الحلول.. فريق يقول وفريق يعمل.. إذن أين الاتحاد وأين القوة بين شعب منقسم؟.
حقيقة لا أدرى كيف وصل الحال إلى ذروة الانقسام فى وقت نحن فيه أشد حاجة للاتحاد وللتماسك وللترابط.. مالنا هكذا من بلادنا متضرمين، محتجين ومعارضين.
انقسمنا منذ البداية.. حيث إن الاحتجاج على دخول الإخوان المسلمين على رأس السلطة كان من قبل هؤلاء الذين يرون أنه لا علاقة للدين بالسياسة فهم رافضون الوضع بكل مالديهم من حماس.. أما على الجانب الآخر يقف من يؤيد الإخوان ويرى بأن الإسلام هو الحل وأن مصر ستنهض بنظام سياسى مستند كليا على المرجعية الدينية وأن هذا هو الحق البائن.
وظل المصريون جميعا بجميع مستوياتهم الثقافية والاجتماعية وعلى صعيد كافة الطبقات التعليمية فى البيوت والقهاوى وفى مقار أعمالهم وفى المواصلات العامة وعلى الأرصفة أيضا يتبارزون المناقشات الساخنة حول الأوضاع السياسية، وحول الأنسب والأرجح لارتداء المناصب السياسية وحول الأحقية فى اعتلاء تيارات وغمس الأخرى فى التراب وعلى طبيعة الحال فإما ان تنتهى هذه المناقشات بـ"خناقة" كبيرة أو نفاق أو مواربة... لم تترك الأحداث الراهنة أحدا إلا ليعرض وجهة نظره الصائبة.. وبهذا تركنا جميعا كل ما يعنينا لنتكلم فى ما لا يعنينا.. نعشق الكلام عشقا.. ونعشق الانتظار عشقا.. حتى وإن كنا نعلم أننا ننتظر ما لن يأتى.
ترقبنا جميعا كلمات الدكتور رئيس الجمهورية "100 يوم"، "مشروع النهضة"، "المرور"، "النظافة" وجلسنا جميعا منتظرين وكأننا نقوم بمشاهدة فيلم كوميدى وننتظر النهاية سخر البعض من وعود الرئيس واعتبروها مزحة فارغة من رجل غير واع بدولة أصبح رئيسا لها ولم نعرف يوما أننا نحن من كنا لابد وأن نقف بجواره سواء كنا معه أو ضده لمحاولة تحويل وعوده وأحلامه إلى حقيقة ملموسة بأيدينا نحن بتكاتفنا وترابطنا وتفانينا بالعمل من أجل بلادنا ليس من أجله هو... عيون تقرأ فيها استهزاء بالوعود وتحديا على أنه لن يستطع تنفيذها ومن ثم فإنه فاشل والإخوان لا يصلحون وتتعالى ضحكات هؤلاء الفارغين.
حتى إن لم يستطع الرئيس من تنفيذ وعوده بحل مشاكل لن تحل إلا بشعب نظيف، منظم حريص، جاد يريد أن ينهض ببلاده ولا يريد فقط أن يتشفى فى الرئيس وأن يثبت فقط أنه لم يستطع حل مشكلاته.
النظافة.. كيف يستطيع أى رئيس لأى دولة أن يضع حلولا لمشكلة نظافة شعب هو أول من يقوم بعبث مفرط وإهمال كبير فى تصعيد وتهويل هذه المشكلة؟.
المرور .. إهمال، عدم احترام للقوانين، وأحيانا بلطجة.. ازدحام ناتج فقط عن عدم احترام ما يجب احترامه.... إلخ.
وعلى هذا المنوال تتوالى المشكلات المجتمعية نتاج شعب فقير فى أخلاقه ومترهل المشاعر، مغلوط فى كافه تعاملاته.. كفانا شعارات وهتافات لا قيمة لها وثرثرة بلهاء بلا فعل ملموس فالعمل فى صمت هو أرقى أسلوب لتقدم الحضارات.. عمل جماعى بيد واحدة.. وهى يدنا جميعا وليست يد رئيس الجمهورية وحدة.
ومن هنا لا نعفى رئيس الجمهورية من وعوده وواجباته تجاهنا جميعا ولكن لابد وأن نكون نحن أيضا من يريد التغيير، ويريد الإصلاح، الترابط النابع من أعماق قلوبنا أن نقف يدا واحدة فى مواجهة مشكلاتنا حتى وإن كنا جميعا نقوم بخطوات من النظام والنظافة وعدم التعدى على حقوق الآخرين على مستويات بسيطة وفى دوائرنا القريبة وليس على نطاقات واسعة فجميعنا نستطيع أن نبدأ بأنفسنا.. وليس بالترقب والتصيد لأخطاء من هم حولنا.. جميع الحضارات والثقافات تؤكد أن ارتقاء أى دولة وتقدمها قائم بشعبها لا برئيسها.
حقا فإنه صدق المولى عز وجل حين قال "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mona
مقال في وقتة
عدد الردود 0
بواسطة:
امنيه
مش مبرر !!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
azzam
!!!!!!!!!
جتكم الارف مليتوا البلد !!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
الي التعليق رقم 3