ذهبت فى زيارة قصيرة لبعض الأقارب فى محافظة البحيرة، فهم فى قرية صغيرة ولكنها تتمتع بأشياء لا تتمتع بها مدن كبيرة، فهناك تشعر أن حواسك مازالت تعمل وتستطيع أن ترى الجمال وتتذوقه، ومازالت الطبيعة قادرة على أن تأخذك فى أحضانها وتمنحك الأمان بجمال لوحاتها الفنية الرائعة، وصدق ألوانها التى هى من صنع الله سبحانه وتعالى، سترتاح عينك باللون الأخضر الجميل الذى تجده فى كامل مساحة ما تراه عينك، والهواء الذى يدخل جسدك فتشعر أنك مازلت حيا بجد، أما أحلى شىء وجدته ...... أن قعدة البسطاء من الفلاحين حلوة جداااااا لما بها من صدق وضحك خارج من القلب وكلام صادق التعبير رغم بساطته
لكن دايما زى ما بيقولوا (الحلو عمره ما يكمل)، وجدت هناك مثل باقى بقاع أرض هذا الوطن هناك أزمة أنابيب الغاز، الجميع يلهث على أنبوبة ولا يجد ولا يعلم أحد أين توجد المشكلة، ولكن للأسف المشكلة حاضرة، ويشعر بها الجميع ما عدا أولى الأمر الذين بهدلونا تصريحات أنه لا يوجد أزمة، والأسطوانات موجودة فى كل مكان، ولكن المشكلة عند المواطن، هو من يصنع المشكلة بنفسه !!.... بعدم وصوله للأنبوبة الموجودة أصلا!!
فقام بعض أبناء القرية من أصحاب الضمائر الرحيمة، وأصحاب شهامة بجد (على ما أظن هم من حزب النور)، وقاموا بإحضار بعض العربات التى تحمل أسطوانات الغاز لتوزيعها على أبناء القرية وهذا جهد يشكرون عليه، ولكن للأسف للقصة بقية.
كان النظام كالآتى يأخذ من كل مواطن أنبوبته الفارغة، ويكتب اسمه فى الكشف، وعند التوزيع يتم النداء على اسمه فيأخذ أسطوانته ويرحل - أظن مفيش أبسط من كده - ولكن كعادتنا فى التنظيم عند أخذ الأسماء تسمع الأصوات تتعالى وتبدأ نبرات التخوين من جاء قبل مين؟، ومن له الحق فى التسجيل الأول، ولكن رغم صعوبة الموقف تعامل الإخوة القائمون على الموضوع بشكل به سماحة رغم ما يسبون به بأنهم يفضلون هذا على ذاك وأنهم (ضلالية) ولكن لم يلتفتوا لهذه الأقوال وعملوا بمنتهى الشفافية والصبر وكظم الغيظ، ولكن المشكلة كانت عند التوزيع فكان عدد الأنانيب بعدد معين فأخذوا العدد الموجود، ومن جاء بعد هذا العدد يكون دوره غدا - هل هذا الكلام صعب - ولكن ما أن جاءت سيارة الأنابيب، وترى بعينك السيرك العالمى أمام السيارة فهناك من تسلق على السيارة ليدخلها، وهناك من يجرى ليقف فى الأمام رغم عدم وجود اسمه فى الكشف أصلا، لكن تحمس من مبدأ (يمكن ينوبنا من الحب جانب) !،الجميع يجرى كأنه ماراثون والجائزة الكبرى أنبوبة، بالرغم أن الجميع يعرف دوره، ولكن تسابق من له الحق ومن ليس له الحق، ومن فى آخر الكشف ودوره 98 فتجده تلاصق بالسيارة لا تعلم لماذا ؟؟، شتيمة وضرب ولم يسلم الشيوخ أيضا من الإهانة، أنتم حرامية وأنتم بتوع 3 ورقات وأنتم جايبين الأنابيب عشان أقاربكم، والراجل الشيخ أستاذ جامعة يعلن بأعلى صوته لن يمر بكرة إلا والناس كلها عندها أنابيب فى منزلها وهذه مسئوليته ويكاد ينهار ويقع من طوله من عصبيته وهو يتحدث ليحلف ويقسم ويجزم ولكن يكون الرد (ما أنتم ياما حلفتم !!! )، الراجل فعل هذا الشئ لله ولن يكسب مليما واحدا ولكن يفعل ذلك ليكسب الثواب ولكن هذه هى عادتنا، الجميع يريد مصلحته فقط، ولا يعرف التنظيم الجيد حتى يرتاح هو أولا، ويرتاح من بجانبه، ولكن لأ مصلحته أولا، ويذهب الجميع للجحيم.
بصراحة لم يعجبنى المنظر مطلقا وهممت أن أرحل ولكن سمعت مقولة وصفت المشهد بأكمله (هو الشعب المصرى كده) فهل فعلا إحنا كده ؟؟؟، سأقول لحضرتك الحقيقة، عندما تقول إن المشكلة فى حالنا الزفت ده، والسبب الوحيد فيه هى الحكومة آسف حضرتك بتكذب.
فالحكومة هى مرايا لشعبها، فمهما ظلمت فهى تظلم لأن شعبها ظالم لنفسه على الأقل بسكوته وسلبيته وفوضويته، وحتى لو تغيرت الحكومة من غير ما الناس تريد أن تتغير فلا شئ سيحدث، فالحكومة مسئوليتها هى الأكبر( صح )، ولكن كلما زادت سلطتك زادت قدرتك على التغيير(صح)، فهذا له معنى واحد أن سلطة حضرتك أقل بكثير عن سلطة الحكومة ذات المسئوليات الكبيرة ولكن حضرتك لا تستطيع أن تفعل الصواب بمسئوليتك الصغيرة، فهل الحكومة التى هى من أشخاص مثلك تستطيع أن تقوم بمسئوليتها الأكبر منك، تبقى النتيجة واحدة، لا يغير الله قوما حتى يغيروا ما بأنفسهم .. هو الشعب المصرى كده.
