فى البداية كل الشكر والتقدير لرئيس الجمهورية على تكريم أفضل قائد عسكرى فى العصر الحديث وهو الفريق سعد الدين الشاذلى.
قائد ظلم على مر ما يزيد عن 39 عاما ولم يبال يوما ولم يطلب تكريما أو أى شىء من هذا القبيل ولكن تمنى دائما أن يرى راية البلد الذى انتظر الموت من أجله مرتفعة وعالية ولكن حال بينه وبين حلمه الموت.
أقل من14 ساعة فصلت بينه وبين حلم طال انتظاره حيث صعدت روحه إلى السماء يوم الخميس الموافق 10 فبراير 2011 أى قبل التنحى بيوم واحد وتم تشييع جثمانه فى صلاة الجمعة يوم التنحى.
ومن لا يعرف من هو سعد الدين الشاذلى فهو باختصار شديد العقل المدبر لخطة بدر خطة النصر فى أكتوبر عام 1973 بعد 3 هزائم على يد اليهود جاء سعد الدين الشاذلى ورفع رايتنا عالية حتى اليوم.
ورغم كل ما قدمه سعد الدين الشاذلى فى حرب أكتوبر ولم يكن ينتظر أى تكريم لأنه بكل بساطة أقل ما يمكن أن يقدمه لوطن نشأ على حبه .. ومن أقواله الشهيرة ..إننى لا أخشى الموت الآن فى الحقيقة فإنى أحيانا أتعجب كيف عشت طول هذه السنين على الرغم من المخاطر كلها التى مررت بها، لو أننى مت اليوم سوف أموت سعيدا، لقد أعطيت بلادى كل ما أستطيع أن أعطيه وقد رأيت ثمرة كفاحى، رأيت جنود مصر بعد أن هزمتهم إسرائيل فى ثلاث حروب سابقة.. رأيتهم وهم يعبرون قناة السويس ويحطمون خط بارليف ويهتفون الله وأكبر.
ولكن الغريب أنه أدى اختلاف فى الرؤى بينه وبين الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى تسريح الفريق الشاذلى من الجيش فى قمة عمله العسكرى فى ديسمبر 1973 وتعيينه سفيرا فى إنجلترا ثم البرتغال وكان هذا إقصاء واضحا للفريق سعد الدين الشاذلى لمعارضته للسادات.
والسبب الرئيسى للمعارضة هو رفض الشاذلى لتطوير الهجوم شرق القناة لما توقع أن ينتج عنه فشل تام للتطوير وهذا ما حدث بالفعل ونتج عن التطوير ثغرة الدفرسوار الشهيرة وحصار الجيش الثالث الميدانى ما يقارب الثلاثة أشهر.
ومما زاد الأمر سوءا بينه وبين السادات معارضته لاتفاقية كامب ديفيد فأمر السادات بنفيه من مصر واستضافته الجزائر هو وأسرته أربعة عشر عاما.
وكتب فى المنفى كتاب مذكرات حرب أكتوبر يصف فيها ما حدث واتهم فيها السادات بأنه أضاع النصر، واتخاذ آراء خاطئة رغم نصيحة من حوله لذلك وجه السادات له تهمة إفشاء أسرار عسكرية ونشر كتاب دون موافقة مسبقة.
غير أن قادة الجيش شعروا بالخجل من محاكمة شخصية عسكرية بقدر الشاذلى وحفظوا القضية.
لكن المخلوع مبارك أعاد فتح القضية عام 1983 وتم القبض على الفريق الشاذلى عام 1992 وحكم عليه بـ3 سنوات قضى منها عاما ونصف العام وخرج حسن سير وسلوك.
هكذا عاش العسكرى العظيم صاحب خطة بدر والتى بموجبها استطاع الجيش المصرى العبور واستطاع تحقيق نصر كبير رغم كل المعوقات التى فرضها السادات.
ولكن اليوم نحن ندين له بكل الاحترام والتقدير وندعو له بالرحمة والمغفرة.
أحمد عبد الصبور عبد الرحمن يكتب: تكريم بعد الرحيل
الجمعة، 12 أكتوبر 2012 09:30 ص