أعرب مصدر قضائى مسئول، عن استنكاره الشديد لقيام بعض القوى السياسية الحزبية باستخدام الأحكام القضائية فى محاولة لتحقيق مكاسب سياسية ومصالح شخصية ضيقة على حساب تحقيق العدالة، مؤكدا أن مثل هذا الأمر من شأنه أن يضر أبلغ الضرر بالعدالة ومنظومة القضاء فى مصر ككل.
وأشار المصدر- فى تصريح له- إلى أن بعض القوى السياسية استغلت الحكم الصادر ببراءة جميع المتهمين من رموز النظام السابق فى قضية "موقعة الجمل" فى الهجوم على النائب العام، المستشار الدكتور عبد المجيد محمود، ورموز القضاء، فى محاولة لخداع المواطنين والبسطاء والتغطية على حالة التراجع الشعبى، التى يعانون منها، وأضاف المصدر: "سيسجل التاريخ أن العديد من الشخصيات والقوى السياسية هاجموا النائب العام بسبب الحكم ببراءة المتهمين فى قضية موقعة الجمل، متهمين إياه بالتقصير، على الرغم من علمهم اليقينى أن النيابة العامة لم تكن طرفا فى التحقيقات، التى أحيل على إثرها المتهمون للمحاكمة الجنائية، وأن الأمر برمته كان فى حوزة قضاة تحقيق انتدبوا من محكمة الاستئناف، وبذلوا قصارى جهدهم فى تحقيق ما قدم إليهم من أدلة ومعلومات ووقائع فى شأن وقائع التعدى على المتظاهرين بميدان التحرير يومى 2 و3 فبراير من العام الماضى".
وأوضح المصدر أن من يهاجمون النائب العام والنيابة العامة ويتهمونها بالتقصير يتناسون عشرات الأحكام القضائية الصادرة من العديد من محاكم الجنايات بالإدانة بحق رموز النظام السابق فى ضوء التحقيقات، التى باشرتها النيابة العامة معهم والجهود المضنية التى اضطلع بها محققو النيابات المختلفة فى كشف وقائع الفساد، التى ارتكبها العديد من رموز النظام السابق، والتى لم يتم إبلاغ النيابة العامة بها إلا بعد قيام الثورة..
وأشار المصدر فى تصريحه إلى أن من اعتادوا الهجوم على النيابة، يتغافلون أحكام الإدانة بالسجن المشدد لأعوام طويلة بحق رموز النظام السابق، والتى وصلت إلى حد السجن المؤبد بحق الرئيس السابق حسنى مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى فى قضية التحريض على قتل ثوار 25 يناير، والسجن المشدد فى حكمين إضافيين بحق العادلى، وكذلك الأمر بالنسبة لرموز الفساد والوزراء السابقين أحمد المغربى وزهير جرانه، وأنس الفقى، ومحمد إبراهيم سليمان، وسامح فهمى ويوسف بطرس غالى ورشيد محمد رشيد، وحسين سالم وأحمد عز وأسامة الشيخ وغيرهم.
وأكد المصدر أن البعض يتعمد بسوء نية الخلط بين دور النيابة العامة فى تحقيق ما يرد إليها من وقائع وبلاغات، وبين أدوار السلطات المختصة بجمع الأدلة وحصر الاستدلالات، لافتا إلى أنه ليس من اختصاص النيابة العامة أو قضاة التحقيق الذين ينتدبون من وزير العدل، أن يقوموا على جمع الأدلة بنفسهم بحق مرتكبى وقائع الفساد أو الاعتداء على المتظاهرين أو غيرها، وأن دور النيابة العامة طبقا للقانون أن تحقق فيما يرد إليها من وقائع تقدمها الجهات الشرطية والبحث الجنائى وغيرها، وتقدير أدلة الاتهام فى كل واقعة، وما إذا كانت تستحق إحالة المتهم فيها للمحاكمة الجنائية..
وقال: "إن المثقفين ومحبى هذا البلد سوف يقدرون الأمور خير تقدير.. ولن تنطلى عليهم محاولات النيل من رجال القضاء والنيابة العامة أو الهيئات القضائية".
وأوضح أن استمرار الحال (الهجوم) على هذا النحو سوف يؤدى إلى استياء جموع القضاة والمستشارين وأعضاء النيابة العامة على نحو قد يؤثر فى سير العمل فى مرفق القضاء، وأنه قد يؤدى إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية من جانبهم فى وقت مصر فيه أحوج ما تكون إلى تضافر جميع الجهود لحل ما يعترضها من مشاكل والنهوض بالبلاد.
مصدر قضائى: قوى سياسية استغلت الحكم فى "الجمل" لتغطية فشلها
الخميس، 11 أكتوبر 2012 07:15 م