عبد الرحمن يوسف

لعنة الاستقطاب أم لعنة الاعتدال؟

الخميس، 11 أكتوبر 2012 06:33 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول لى الأصدقاء: «الكل يهاجمك لأنك معتدل، لست مع الإسلاميين مائة فى المائة، ولست مع التيار المدنى مائة فى المائة».
يتحدثون وكأن الاعتدال لعنة حلت بالمعتدلين، فترى كلامهم ممزوجا بالشفقة!
الحقيقة المرة أن الاستقطاب لعنة، وأن الاعتدال هو التصرف الصحيح، خصوصا لمن هم فى موقع الكاتب أو الإعلامى، فالضمير المهنى والوطنى يحتم على كل إنسان محترم أن يدفع المحسن للأمام وأن ينصح المسىء، وأن يعارض أى مستبد جديد.
يظن البعض أننى متطرف بطبعى، وقد أخذوا هذا الانطباع بسبب قصائد الهجاء التى اشتهرت فى عصر مبارك، فهم يظنون أننى سأعارض كل رئيس وأى رئيس كما عارضت مباركا، وأننى سأكون متطرفا فى معارضتى كما كنت فى معارضتى لمبارك.
والحقيقة أننى لم أكن متطرفا، بل كان المتطرف هو مبارك، فقد كان رجلا خائنا للأمة، ولم نكن نملك سوى أن نقف فى وجهه ضد خيانته، ولست أرى ذلك تطرفا بأى حال من الأحوال، بل الوقوف أمام الخيانة شيطانا أخرس هو الاستخذاء بعينه، وهو شراكة فى بيع الوطن، خصوصا ممن يفترض فيهم أن يجهروا بكلمة «لا» أمام الناس.
الاعتدال اليوم فريضة، وعلى كل من يخاف أن يعتدل أن يعرف أن التاريخ لن يرحم المتطرفين، وأن الذين يهاجَمون اليوم من اليمين واليسار سيضعهم التاريخ فى قائمة أولى النهى، وأن التطرف والتشنج بضاعة يسوِّقُها صوتٌ عالٍ، ولكن المستهلك يكتشف بعد قليل أنها بضاعة «مضروبة»، وأن بائعها قد دلس عليه لتحقيق غرض انتخابى أو إعلامى.
المعتدلون يؤدون فريضة الاعتدال بتمسكهم بفضيلة الصبر، والصبر فى هذا الموضع صبر على التخوين، وعلى الشتائم، وعلى الحملات الإعلامية، وعلى الحمقى الذين ينعقون بكل ما يعنّ لهم دون حساب لعواقب اندفاعاتهم التى قد يدفعها الوطن.
كل الزعماء والأحزاب والجماعات – بلا استثناء – وراءهم «أولتراس» متشنج مندفع، يسىء لكل الأفكار والجماعات، ولا يضيف أى جديد على الأرض.
الاعتدال معناه ألا تكون نصيرا لتيار أو حزب أو اتجاه فى كل وقت وكل آن، بل أن تكون مع الحق، بأن تؤدى ما عليك من موقعك، أن تهدى النصيحة لكل من يحتاجها، وألا تكون من الذين يتحدثون أو يسكتون خوفا من سلطان، أو خوفا من الجماهير، وما أدراك ما الجماهير!
إنها لعنة الاستقطاب، وسنخرج منها قريبا، وذلك بفضيلة الاعتدال..
طوبى لكل الكتاب والسياسيين والإعلاميين الذين يؤدون فريضة الاعتدال، ويتحملون فى سبيل ذلك سفه المتطرفين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

صالح أحمد عبدالجبار

طبعاً الاعتدال

عدد الردود 0

بواسطة:

ghada

يا ليتهم يسمعوا كلامك

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

رائع

ياريت ابواق الفضائيات يقرءوا هذا المقال ويستوعبوه

عدد الردود 0

بواسطة:

منار

القـــــــــــــــــــــطــــــــــــــــرى

عدد الردود 0

بواسطة:

ميشو

ولكن أكل العيش فى فضائيات الإثارة تتطلب أن تكون متطرفا ... ؟!

عدد الردود 0

بواسطة:

هشام

راى

الى تعليق 4 تسلم ايديك

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

عندك حق

مقال متميز من شاعر اعظم .احبك في الله

عدد الردود 0

بواسطة:

m.g

ألي التعليق قم 4 و 6

عدد الردود 0

بواسطة:

هشام

راى

حسبى الله ونعم الوكيل 8

عدد الردود 0

بواسطة:

نجلاء محمد

الى تعليق 4 & 6

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة