نهرو الزعيم الهندى المعروف فى الأربعينيات من القرن الماضى قيل له إن الهند فقيرة ولن تستطيع أن تنفق على البحث العلمى فقال لهم نحن فقراء ولا يمكننا أن نعيش أو نتقــدم إلا بالبحث العلمى وبفضل رؤيته الثاقبة اهتم بالتعليم والبحث العلمى.
وفى القرن الماضى من الستينيات اشتركت مصر مع دولة الهند فى برنامج صناعة الطائرات، كانت الهند تقوم بصناعة الإطار العام للطائرة ومصر تقوم بصناعـة الموتور الذى يعتبر أصعب جزء فى الطائرة.
الهند أحدثت طفرة هائلة على مستوى التقدم العلمى والتكنولوجى ونحن توقفنا عند هذا الحد بفضل أنظمتنا الفاسدة الطاردة للعلماء وانهيار قيمة العلم فى مصر.
فقد بلغت عوائد الهند من صادرات البرمجيات وخدمات الكمبيوتر 400 مليـــار دولار ووصلت بمركبة فضاء هندية الصنع لسطح القمر وأسس مدينة بنجالور لتكنولوجيا وأضحت رابع اقتصاد فى العالم وهذا بفضل النظام التعليمى الذى أفرز المئات من العلماء الذين صنعوا التـــقدم العلمى والتكنولوجى فى الهند واستطاعت أن توفر للعلماء حياة جيدة وسبل رعاية وراحـــة مناسبة لهم لكى يبدعوا ويخترعوا.
وقد حققت الهند الاكتفاء الذاتى من القمح، حتى تضمن أن قراراتها نابعـة منها ولا تخضع لضغوط من دول أجنبية تؤثر على سيادتها وبرغم زيادة عدد سكانها إلى أكثر من مليار نسمة لم يقف هذا حائلا دون تقدمها العلمى والاقتصادى، إن الأفضلية لديهم لذوى لكفاءات الذين لديهم ملكات علمية تمكنهم من القيام بالتخطيط السليم ووضـع الاستراتيجــيات لزيادة الإنتاج ومعدلات التنمية وهذا كله بفضل الديمقراطية التى تنتهجها، فهل تدرك مصر أن العلم والتعليم هما البوابة الحقيقية لمستقبل الشعوب نحو التقدم العلمى التكنولوجى.
وهل ممكن أن نستفيد من دولة الهند فى نقل تجاربهـــا العلمية إلى بلدنا والاستفادة من المنظومة التعليمية لديهم حتى نحقق طفرة حقيقية فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإدارية. وهذا لا يتم إلا من خلال خطة استراتيجية تنقل مصر فى غضون عشر سنوات إلى مصاف الدول المتقدمة.
وأهم ما نملكه مصر ثروتها البشرية لأن الإنسان هو صانع النهضة الثورة البشرية هى أعظم مقومات الدولة والذى تستطيع مصر أن تقدمه هو التعليم الجيد ولا يوجد تعليم جيد بدون إنفاق جيد على التعليم لا أمل فى نهضة حقيقية فى مصر إلا بالتعليم والبحث العلمى بعد الثورة المصرية المجيدة وانتخاب أول رئيس مدنى أستاذ جامعى وله أبحاث علمية مشهود له بالكفاءة تعالت الأصوات بضرورة الاهتمام بالتعليم والبحث العلمى كمحور أساسى للنهضة لكى نتقدم لابد أن نجعل القضية التعليم والبحث العلمى قضية وطنية من الدرجة الأولى مع وضع الخطط اللازمة لصنع المبدعين والمبتكرين لأن مبدعا واحدا يستطيع أن يرفع بأعماله أمة بكاملها من هوة التخلف إلى منصة العلم والتقدم. لأن ما سنجنيه من هذه الأبحاث سيعود علينا أضعافا مضاعفة بمتوالية هندسية من أجل بقاء ريادة مصر إقليميا وعالميا.
إن التقدم الذى حصل فى هذه الدول قام على الاستثمار فى "اقتصاد المعرفة" أى فى التعليم وهو السبيل الوحيد لتحقيق التقدم فى كل المجالات لتطوير الصناعة والتجارة والإدارة.
إن مصر والحمد لله لديها كل الإمكانيات والمقومات ولكن ينقصنا الإرادة وأعتقد أنها الآن أصبحت موجودة فهى إرادة شعب قام بثورة ضد الظلم الفساد والمطلوب منه ثورة فى العمل والإنتاج حتى تتحقق النهضة المنشودة.
جمال المتولى جمعة يكتب: مصر والهند.. والثورة المطلوبة
الخميس، 11 أكتوبر 2012 01:01 م
نهرو الزعيم الهندى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد جمال
التعليم والبحث العلمى
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد مرسى
العلم والصين
عدد الردود 0
بواسطة:
ميدو
الابتكار والابداع
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله
نهرو