هلت علينا نسمات أكتوبر العزة والكرامة والحلم والأمل والوحدة ونحن فى أشد الحاجة الى تذكرة واِستلهام روحه العظيمة . فى ذاك الوقت النبيل الذى لم أتشرف بمعاصرته واإنما تابعته سينمائيا أو تأريخيا فيما بعد كان المصريون لا يفرقون بين بعضهم البعض بسبب الديانة ولم يقل أحد إن النصر كان بسبب جماعته أو تياره كما سمعنا هذا اللغو الآن من أحد رؤساء الأحزاب !!! كانت كلمة الله أكبر تهز الأرض منبعثة من صدور نقية وحناجر موحدة لم تعرف فرقة أو تمييزا اِختلط الدم المصرى، لم يميز بدين أو إقليم أولون كانت مصر للجميع فكانت الأخلاق الوطنية سببا فى انعدام الجريمة تقريبا ! للأسف لم نستطع العبور بمصر بعد الحرب قيد أنملة ففى الاِقتصاد هزمنا بالاِنفتاح الذى حولنا الى مجتمع اِستهلاكى غير منتج وبدأ مسلسل اِنهيار الجنيه الذى كان يساوى 3 دولارات أمريكية !!! . ثم أصبح المواطن المصرى لعبة فى يد لصوص الاِحتكار وتجار الأغذية الفاسدة وهلت علينا قيم فن أحمد عدوية ( الجنيه، معاك جنيه تساوى جنيه !!) تتشابه الآن مصر بعد ثورة يناير مع مصر بعد أكتوبر فمن صنع النصر وهو الجندى المصرى الفقير ملح الأرض تم اِغفاله واستبيح حقه وضاع وسط مصالح النخبة الحاكمة الفاسدة والثائر المصرى سرقت ثورته وضاع ما كان قد ثار من أجله من كرامة وعدالة وحرية، مثلما أطلق السادات - رحمه الله -الجماعات الدينية فى وجه أعدائه من اليساريين والناصريين ثم اغتيل على أيدهم لاحقا، تتحكم فى الدولة الآن مجموعات مشابهة لها لا تهتم بالحالة المعيشية للشعب الفقير فى غالبيته، بل تصب جام غضبها وسبابها على من ينادى بالعدالة والمساواة !! تبدأ بتشويه صورته وتصويره على أنه عدو للدين وتنتهى بتكفيره ولا يهمهم أن يبوء أحدهم بها كما حذرنا الرسول عليه الصلاة والسلام . كل ما يهمهم هو التمكين فى الأرض أى ببساطة حكم مصر والتحكم فى مقدراتها وشعبها . لقد تضاعف سعر الدواء المصرى وتتضاعف يوميا أسعار الغذاء وتصدر الكهرباء لغزة ويحرم منها المصريون ومع ذلك يتحدث البعض ممن فى سدة الحكم عن نهضة !! تأبى الدولة أن تمنع الاِحتكار وأن تعاقب المتاجرين بطعام ودواء الفقراء ثم تطالبهم بالتقشف لحساب رجال الأعمال ! تصر الدولة على بقاء الدروس الخصوصية كتعليم بديل وتفقر المعلم لكى لا يجد حلاّ بديلا لمعيشته وكذا الأمر فى المستشفيات فتترك المريض فريسة لأسعار العلاج السياحى وتفقر الطبيب حتى لا يجد حلاّ سوى العيادة الخارجية وليذهب الفقراء إلى الجحيم، ثم يحدثونك عن نهضة ! فهل يكتفى الشعب ببنوك الطعام وبرامج الإعلانات التى تتسول على الفقراء ثم تتاجر بهم وتفضحهم فى الفضائيات وكأنهم مشردون بلا وطن ! ويحدث هذا بعد ثورة !!. اإن العبور الحقيقى والثورة الحقيقية هى العبور بالفقراء والمواطنين من الظلم للعدل ومن التفرقة للمساواة ومن الذل للكرامة ومن الفقر للغنى ومن حكم الفرد أو الجماعة لحكم الشعب ولصالح الشعب.
أبو الفتوح محمد قلقيلة يكتب: العبور الحقيقى لم يتحقق بعد
الخميس، 11 أكتوبر 2012 07:31 ص
حرب أكتوبر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هويدا
هراء
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم السيد
حقا
عدد الردود 0
بواسطة:
فاطمة
مصر للخلف در
مصر للخلف در مع الأسف
عدد الردود 0
بواسطة:
نهى
صدقت يا سيدى
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد عمارة
سلمت يداك
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد محمد
العبور المنتظر
عدد الردود 0
بواسطة:
رانيا
الله عليك يا كاتبى المفضل !
عدد الردود 0
بواسطة:
على زين
حقا هذا هو العبور الحقيقى
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالناصر
الأمل الذى ضاع
عدد الردود 0
بواسطة:
كاتب
لماذا تصفين هذا بالهراء ؟؟؟