أكدت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن واشنطن أدركت مدى المصاعب التى تواجهها فى التعامل مع الرئيس محمد مرسى المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين. وقالت فى تقرير بعددها الأخير الصادر اليوم، الاثنين، عن العلاقات المصرية الأمريكية بعد الاحتجاجات الأخيرة على الفيلم المسىء للرسول محمد "صلى الله عليه وسلم"، إن تأخر الرئيس محمد مرسى فى إدانة الاعتداء على السفارة الأمريكية فى القاهرة أعطى الأمريكيين فرصة لمعرفة مصاعب التعامل مع حكومة "ديمقراطية" من غير المرجح أن تظهر للمسئولين فى واشنطن الاحترام المفرط".
ويتابع كاتب التقرير، فؤاد عجمى، قائلا إن الإسلاميين الناعمين، كما يصفهم، قد وصلوا إلى السلطة، وعلى واشنطن أن تتكيف مع الحياة فى مرحلة ما بعد الحكام المستبدين.
وتمضى نيوزويك قائلة إن حصاد الربيع العربى كان جيلا جديدا من الإسلاميين، ولم تقدم لهم واشنطن فرصة الميلاد كما أنها لم تكن قادرة على إحباط وصولهم إلى السلطة. والاتهام بأن القوى البعيدة هى التى دفعت بحسنى مبارك أمام الحافلة مغرضة وسخيفة، فالأعاصير التى اجتاحت طغاة الشرق الأوسط كانت خارج السلطة، فكانت أنظمة الحكم الخاصة بهم تعتمد على الخوف، وفجأة تم كسر هذا الخوف.
وفى مصر، تضيف الصحيفة، تسامح الناس مع مبارك على مدار ثلاثة عقود، والآن فإن الرغبة تتجاوز مجرد إسقاط فرعون مسن. ولم يكن هناك من هو قادر على قراءة العاصفة بين الأمريكيين ويتوقع ما يحدث. والرئيس المنتخب فى مصر جاء من خضم الرياح الكبيرة التى اجتاحت العالم العربى، وهو لا يسعى إلى إرضاء واشنطن ودافعى الضرائب الأمريكيين الذين يقدمون المساعدات لمصر من أموالهم. وهذا ما تبين فى مقابلته مع صحيفة نيويويرك تايمز حينما قال إن الإدارت الأمريكية المتعاقبة اشترت بأموال دافعى الضرائب الأمريكيين كراهية الشعوب فى المنطقة.
وتشير المجلة الأمريكية إلى أن هذا التصريح من جانب مرسى تضمن حقيقة قوية وهو أن الولايات المتحدة مولت الحكام الطغاة فى العالم العربى الذين عملوا على إذكاء غضب شعوبهم منها.
وتؤكد المجلة على أنه سيكون من الصعب بلا شك على واشنطن التعامل مع مرسى، القادم من جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنها تقول إنه لا يجب أن يكون هناك حنين لعهد مبارك الذى تصفه بالباشا على النيل، قائلة عنه إنه كان "غدارا" بطريقته الخاصة.
وتحدثت الصحيفة عن الفترة التى قاضها مرسى فى الولايات المتحدة للحصول على دكتوراة، وقالت إن مرسى ربما يرغب فى تملق نفسه بالاعتقاد أن تعاليم جماعة الإخوان وحدها هى التى شكلته، لكن هذا الرئيس الخامس لمصر بعد سقوط الملكية هو أول رئيس مدنى وأول رئيس من يحصل على شهادة الدكتوراة الأمريكية. وربما كان الإخوان يحشدون دائما ضد أمريكا إلا أن كبار شخصيات الجماعة حصلوا على درجات علمية رفيعة من أمريكا، والسنوات التى قضوها فيها أخرجتهم من العالم المنعزل الذى أشادوا به.
وتتابع نيوزويك قائلة إن مرسى والإخوان يعرفون شروط العلاقة مع واشنطن، فهم فى حاجة إلى مساعداتها، كما أن مصر أكبر مستورد للقمح فى العالم، ومثقلة بعجز فى الميزانية يمثل 115 من الناتج المحلى. كما يعرف قادة الإخوان أن السلام مع إسرائيل مهم للسلام مع أمريكا. ولذلك تتوقع الصحيفة أن يحافظ الإخوان على اتفاقية كامب ديفيد على أن يكون التواصل مع الدولة العبرية عن طريق الجيش والمخابرات، وبذلك يحافظ قادة الإخوان على ورعهم الدينى وأيضا على السلام مع إسرائيل.
نيوزويك: واشنطن أدركت مصاعب التعامل مع مرسى.. الرئيس والإخوان سيحافظون على السلام مع إسرائيل لأهميته فى علاقتهم بأمريكا.. وتزعم أن الجيش والمخابرات يتولان مهمة التعامل مع الدولة العبرية
الإثنين، 01 أكتوبر 2012 02:10 م