لكسبرسيون: تقسيم سوريا بدأ بإنشاء المناطق المحررة

الإثنين، 01 أكتوبر 2012 11:17 ص
لكسبرسيون: تقسيم سوريا بدأ بإنشاء المناطق المحررة الرئيس السورى بشار الأسد
باريس (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ركزت صحيفة "ليكسبرسيون" الفرنسية اليوم الاثنين على مخاطر تقسيم سوريا، معتبرة أن هذا التقسيم بدأ بإنشاء ما يسمى بـ"المناطق المحررة" التى لم تعد تسيطر عليها قوات الأمن النظامية، وأشارت إلى أنه ومنذ اندلاع الأزمة السورية كان المراقبون يخشون من "خطر تقسيم سوريا إلى عدة كيانات"، مضيفة أن هؤلاء المراقبين يرون أن الصراع السورى سيؤثر مستقبلا داخليا وخارجيا.

وأوضحت "لكسبرسيون" أن نحو 700 ألف شخص من بين سكان سوريا البالغ عددهم الإجمالى ما يقرب 23 مليون نسمة يتمتعون حاليا، وفقا للمصادر الفرنسية، بالإدارة الذاتية فى عدد من المناطق المحررة الواقعة فى الشمال بالقرب من تركيا، وجنوبا بالقرب من الأردن وذلك تحت حماية "المعارضة المسلحة".

وتابعت الصحيفة أنه "وبالمثل..فإن نحو مليونى كردى يعيشون فى أجزاء من مناطق متفرقة فى شمال وشمال شرق البلاد بدأوا فى تنظيم أنفسهم وينوون إقامة دولة لهم"، ونقلت عن فابريس بالانش الأستاذ بجامعة ليون 2 الفرنسية قوله إن "الجيش السورى يترك هؤلاء (الأكراد) يقومون بذلك إذ إن النظام ليس لديه وسائل للحفاظ على هذه المناطق هذا بالإضافة إلى أن نظام دمشق يعلم جيدا أن الأكراد يعارضون الجيش السورى الحر المعارض وبالتالى فإن هذا الأمر يمثل ورقة بالنسبة لنظام دمشق".

وأشار بالانش إلى أن ما يقرب من مليون كردى يعيشون أيضا فى كل من دمشق وحلب، موضحا أن هناك كذلك الأقلية الدرزية التى يقدر عددها بما يقرب من 700 ألف نسمة والتى يمكنها أيضا إقامة "إقليم مستقل للجوء" فى الجنوب، واستطرد قائلا "ولكن هناك خطرا آخر يتمثل فى الأقلية العلوية التى ينحدر منها الرئيس السورى بشار الأسد، والتى تمثل 11% من تعداد السكان - والتى إذا شعرت بأنها محاصرة فقد تفكر فى الاستقلال بالمنطقة الساحلية الممتدة من الغرب إلى الجنوب الغربى من حمص حتى ميناء اللاذقية على البحر الأبيض المتوسط وشمالا إلى حماة.

وأضاف بلانش أنه "إذا ما سقط بشار الأسد، فمن الواضح أن العلويين سينفردون بالمناطق الساحلية.. وأيضا المسيحيين سيبقون فى ذات المناطق".

وقال إن الأغلبية السنية تولت السلطة (فى حالة سقوط النظام الحالى)، فإن الروس والإيرانيين سيركزون على بذل كافة الجهود للحفاظ على العلويين فى السلطة فى هذه المناطق الساحلية التى تمتلك بها موسكو قاعدتها الوحيدة فى البحر المتوسط والموجودة فى طرطوس"، وأشار إلى ما حذر منه وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس الأسبوع الماضى من أنه "إذا بقيت الأمور على ما هى (بسوريا)، فهناك خطر تقسيم البلاد، والتى ستكون مأساة، مع وجود منطقة فى سوريا ستكون إيرانا أخرى.. وفى سياق التقسيم الموجود بالفعل بالمنطقة فإنه من المؤكد اندلاع صراعات فى المستقبل".

واعتبر بالانش أنه "بمجرد أن تبدأ عملية تقسيم سوريا فإن العدوة قد تصل إلى لبنان مثلما حدث فى الثمانينيات من القرن الماضى.. وحتى العراق وتركيا"، متوقعا فى الوقت نفسه، وفى حالة التقسيم، أن تتم عمليات تهجير ومذابح وعمليات تطهير.

كما نقلت الصحيفة الفرنسية عن كريم بيطار الباحث بمعهد العلاقات الدولية والإستراتيجية الفرنسى قوله إن سيناريو لجوء بشار الأسد إلى المناطق الساحلية باعتبارها "الملاذ الأخير" بالنسبة له فى إشارة إلى إقامة دولة علوية فى هذه المناطق لا يمكن أن يستمر على المدى الطويل "فالدولة العلوية الصغيرة، بحسب قوله، لن تكون مستقلة اقتصاديا، ولن تتمتع بالاعتراف الدولى.. كما أن الأمر سيكون مأساويا للغاية خاصة أن عددا من السكان سيتعرضون للتشرد".

ومن جانبه اعتبر فيليب مورو ديفارج الباحث بالمعهد الفرنسى للعلاقات الدولية أنه "حتى الروس سيكونون مترددين.. كما أن إيران أيضا فى حاجة إلى سوريا كاملة (بدون تقسيم) لتكون حليفتها، وأكد أن "الخطر فى سوريا لا يكمن فقط فى التقسيم.. ولكن وللأسف الانزلاق بشكل أكبر فى حمامات الدماء".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة