تفجرت الأحداث بسرعة داخل حزب النور وانشق الحزب وتم فصل رئيس الحزب عماد عبدالغفور والحزب لم يكمل عاما ونصفا، وصدرت شائعات تتهم نادر بكار وأشرف ثابت بالتعامل مع مباحث أمن الدولة، وهى اتهامات سارعوا بنفيها، والتأكيد على أنهم كانوا معارضين وقدموا ما يرون أنه إثباتات.
فى الوقت نفسه خرج ياسر برهامى ليعلن أنه التقى الفريق أحمد شفيق قبل نتيجة انتخابات الرئاسة، وبرر ذلك بأنه كان يريد حقن الدماء، وتسربت أسرار عن لقاءات بين سياسيين من الإخوان أو السلفيين مع شفيق، وهناك أنباء عن لقاءات مزدوجة، وأطراف كانت تلتقى كلا المرشحين وتعقد اتفاقات مع كل منهما. وفى عالم السياسة يمكن تفهم هذه الاتصالات، بوصفها جزءا من بحر السياسة الواسع العميق، الذى يحتمل كل مفاجأة، السياسة لها قواعدها، لكنها قواعد غير ملزمة، هناك من يكسرها أو يوظفها أو يرفضها، والمصالح هى التى تحكم، ومن يتابعون عالم السياسة ويشاركون فيها لا تفاجئهم هذه التصرفات، وعلى الذين قرروا دخول عالم السياسة والسلطة أن يكونوا مستعدين لتحمل تبعاتها.
وسواء ما جرى فى حزب النور، أو فى ما تفجر من لقاءات ومناورات، كلها تكشف عن أن السياسة تحتمل المناورات والتلاعب، وكثير من الكذب، فى عالم تحكمه المصالح، والأمور النسبية، وليس فيها ملائكة وشياطين، ولكن بشر لهم مطامعهم، وغرائزهم، ويفضل بقاء الخلافات فى إطار الصراعات السياسية.
لكن الأزمة تزامنت مع ظهور اتهامات بالخيانة والعمالة بين السياسيين، وهى اتهامات إذا بدأت لن تنتهى، ولكنها أيضاً لن تقود إلى جديد، اللهم إلا المزيد من اللت والعجن والنميمة، التى تسلى ولا تفيد، لكنها أيضا سوف تطيح بالبعض، وترفع البعض الآخر، لأنها تصيب بالصدمة هؤلاء الأبرياء الذين يتصورون أنهم يتعاملون مع ملائكة، ويصدقون الخطابات المعلنة عن النزاهة والصدق، بينما هناك من يوظف الكلام من أجل مصالحه، ومن يقول فى السر غير ما يعلن.
ما نراه فى حزب النور من انشقاقات وخلافات وصراعات، وما يجرى فى الأجواء السياسية من تسريبات حول لقاءات مع الفريق أحمد شفيق قبل إعلان نتائج انتخابات الرئاسة، كلها تبدو كرة صوف إذا بدا خيطها فى الانفلات لا يتوقف، وسوف يسحب معه كثيرين، وربما تكشف الأيام القادمة عن المزيد من الأسرار، والاتصالات والعلاقات، تتناقض مع ما هو معلن من مواقف.
وهذه هى السياسة.. لا تعرف المثالية، يتحدثون بلسان غاندى، لكنهم عندما يتصرفون يفضلون ميكافيللى، سياسة تقوم على مناورت ومتناقضات ومصالح بمبدأ «الغاية تبرر الوسيلة»، ومثل «اللى تغلب به العب به»، عندما يصلون للسلطة، لايتصرفون مثلما كانوا خارجها، يرتدون وجوها أخرى، يدافعون عما كانوا ضده، ويحاربون ما كانوا معه، على حبل مشدود، إما أن يوصلهم، أو يطيح بهم فتنكسر رقابهم.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
إسكندرانى
حسبنا الله ونعم الوكيل