خمسة أيام مرت على هجرتهم، تركوا ورائهم بيوتهم وذكرياتهم وتمائمهم الدينية خوفاً من بطش من يدعون التدين، لكن الاهتمام الإعلامى الذى تفجر بعد الانفراد المدوى لـ"اليوم السابع" كان كفيلاً بإعادة 9 أسر قبطية إلى موطنهم من جديد.
بالأمس، الأحد، بدأت بعض الأسر القبطية فى العودة من العريش إلى رفح إثر تطمينات من الجيش ومن كبار العائلات ومن شيوخ الدعوة السلفية بشمال سيناء وهى تطمينات تتعلق بحماية الأقباط فى رفح بعدما تغيرت نبرة اليأس والخوف من نفوس الإخوة والأقباط إلى نبرة تحدى وإصرار على العودة للوطن والبقاء حتى الموت فى الديار.
قالت مصادر بكنيسة شمال سيناء، إن 6 قبطية أسر ترفض الانتقال من العريش والعودة إلى رفح مرة أخرى بعد تهجيرهم منها.
وأضافت إن أسرة من بين 3 أسر وصلت رفح ثم عادت مرة أخرى إلى العريش خوفاً من الأوضاع الأمنية.
أشارت إلى أن الأسر تقيم حالياً بالمجمع الكنسى الملحق بكنيسة مار جرجس بحى المساعيد بالعريش انتظاراً للقاء مع اللواء السيد عبد الفتاح حرحور معهم اليوم للاتفاق على آلية لحل المشكلة وإعادتهم إلى رفح مرة أخرى.
رغم العودة إلا إن بعض متاجر الأقباط فى رفح أغلقت أبوابها مرة أخرى بسبب الملاحقات الإعلامية من عشرات الفضائيات التى انتقلت إلى رفح ومع إصرار الإعلام ورفض الأقباط الحديث آثروا إغلاق المتاجر مؤقتاً لحين انتهاء الهجمة الإعلامية خاصة متجرى مجدى سعيد وممدوح نصيف أبو جورج.
بوادر العودة بدأت يوم السبت خلال لقاء الأنبا قزمان أسقف عام شمال سيناء مع عدد من نشطاء سيناء ومنظمات المجتمع المدنى حيث تراجع فى تصريحاته السابقة حول تهجير الأقباط من رفح، قائلا إنها مجرد رحيل مؤقت لحين هدوء الأوضاع، وإنهم سيعودون إلى رفح. تراجع الكنيسة عن تصريحاتها برره البعض بأنه جاء نتيجة ضغوط من عدة جهات عليها نظراً لرد الفعل الدولى تجاه ما حدث مع أقباط رفح.
وعقد عدد من قادة الجيش الثانى الميدانى لقاء بمشايخ شمال سيناء ومشايخ الدعوة السلفية مساء أمس، الأحد، بمقر أحد الجهات السيادية بالعريش مساء أمس، وذلك لبحث كيفية حماية وتأمين أقباط رفح.
وتم الاتفاق على عقد مؤتمر تضامنى بالوحدة المحلية لمركز ومدينة رفح صباح الغد بمشاركة الأسر التى هجرت منازلها، وبمشاركة الأهالى والمشايخ للتضامن معهم ورفض رحيلهم وتأكيد الحماية لهم والحرص على استقرارهم فى بيوتهم.
من جانبهم أعرب المشايخ، خلال اللقاء، عن استنكارهم لما حدث فى رفح فى حق الأسر المسيحية، وأنه بعيد كل البعد عن التسامح الدينى ولا ينتمى إلى دين أصلاً، ووصفوا ما حدث من تهديدات وإطلاق نار على محل تاجر قبطى بأنه نوع من البلطجة ولا علاقة له بالفتن الطائفية أو الصراع الدينى،
كما أكدوا خلال اللقاء أن التعايش بين المسلمين والمسيحيين برفح قائم منذ سنوات طويلة فى محبة وسلام، وأعلنوا لقادة الجيش أن أقباط رفح فى حماية المشايخ، ولن يمسوا بسوء فى ديارهم وأن أهالى المنطقة قادرين على التصدى لأى محاولة للاعتداء عليهم.
وانتقد المشايخ الانفلات الأمنى فى رفح وعدم تواجد الشرطة، وطالبوا بسرعة عودة الشرطة والانتهاء من بناء قسم شرطة رفح وتواجد قوات كبيرة من الجيش كما طالبوا بترميم المصالح الحكومية التى تعرضت للتخريب والتدمير أيام الثورة ومنها كنيسة رفح.
يذكر أن لقاء قادة الجيش بالمشايخ جاء إثر انتقادات كبيرة لموقف الجيش مما حدث فى رفح وعدم وجود تأمين كافٍ للمنطقة مما استدعى وصول الشرطة العسكرية لرفح وتحرك 7 مدرعات لتمشيط المنطقة ومطاردة العناصر المتطرفة والغريبة ومطاردة بعض المهربين عبر الأنفاق خاصة فى منطقة صلاح الدين.
ميدانياً تغيرت أوضاع الأسر العائدة على سبيل المثال إيهاب لويس مدرس ابتدائى برفح رب أسرة عائدة، كان قد تحدث من قبل لـ"اليوم السابع" وكانت كلماته مزيجاً من اليأس والمرارة وقال: "كنت فى رفح وغادرت خوفاً على حياة أسرتى، بيتى معرض لأن يحرق فى أى وقت، محل أبو جورج أجبروه على بيعه، ورموا بضاعته فى الشارع، حياتى كلها تغيرت، عندى أسرة وأطفال، الوضع فى رفح صعب تهديدات ليل نهار، وأبناؤنا منذ أسبوع وهم لا يذهبون للمدارس، والحل كما يراه المحافظ صدور نشرة نقل جماعى لنا للعريش"، متسائلاً: "كيف أعيش فى العريش والإيجارات مرتفعة"؟، مطالباً بتوفير مساكن لهم من المحافظة.
وأضاف: "كنت أخاف أن أمارس عملى مع التلاميذ فى رفح، كانت نظرات البعض لى صعبة، وكأننى أجنبى أعيش بينهم"، موضحاً أن كل ذلك كان بعد الثورة لكن الأوضاع قبلها كانت رائعة، وكانت العلاقة أروع مع المسلمين".
وتابع: "جميع المسيحيين برفح بلا استثناء غادروها مهجرين مرحلين، وهم فى حالة بكاء وغضب من إهمال الدولة لهم بعد 30 سنة من الإقامة فى رفح، عاصرنا فيها كل الأحداث، بل كنا نعيش فى قلب الأحداث، وأبلغنا الأمن ولم يهتم أحد، وعندما ذهبت للمحافظ، فقال سيتم نقلكم للعمل بالعريش، بدلاً من تأميننا هناك".
لكن اليوم تغيرت نبرته قائلاً:"حاليا أنا عدت بأسرتى بالفعل إلى رفح وأولادى سيرجعون إلى المدارس غداً بعد إعادة ترتيب البيت الذى نقلنا بعض محتوياته إلى العريش".
أوضاف: "إن الوضع اختلف، أنا حاليا أشعر بالأمن بعد تعهدات الأهالى والمشايخ بحمايتنا وتأميننا.. الأمن شعور نفسى داخلى وليس مجرد مدرعة تمشى أمامك".
وتابع: "لن أترك رفح..سأعيش وأموت فيها وسوف أعمل بكل إخلاص وما دام "ربنا معايه" لن أخاف من شىء".
وأضاف أن كل الأسر بالفعل فى طريق عودتها إلى رفح اليوم وغداً، وأن ما حدث مع إيهاب حدث فى تصريحات كهنة الكنيسة أيضاً، مما دل على تعرضهم لضغوط من جانب ما.
بالصور.. بدء عودة بعض الأسر المسيحية المهجرة من رفح إلى منازلها.. العائدون يغلقون متاجرهم تفادياً لملاحقة وسائل الإعلام.. وضغوط على الكنيسة وتعهدات الجيش ومشايخ السلفية وراء العودة.. و6أسر ترفض العودة
الإثنين، 01 أكتوبر 2012 10:47 م
جانب من متاجر الأقباط المفتوحة برفح
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الفنان
رفح يوجد بها بشر قليل جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
مريم
اللى ايده فى المياه
عدد الردود 0
بواسطة:
على هلال
الى التعليق رقم واحد
عدد الردود 0
بواسطة:
ناصر
لو كنت مكانهم؟ إلى رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف المصرى
الى رقم 1 والله انت اللى مستفز جداااااا
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو حمامه
مفروشات المحبه وبقالة المحبه وحلاق المحبه