ناجى محمد جلال

الطيارين و١٤ أكتوبر وإسرائيل.. وعجبى

الإثنين، 01 أكتوبر 2012 03:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل من قبيل المصادفة أن تكون أولى جلسات محاكمة الفريق شفيق ولواءين طيارين فى ما يعرف بقضية أرض الطيارين، فى يوم ١٤ أكتوبر، وهو يوم عيد القوات الجوية، الموافق نفس اليوم من عام ١٩٧٣ وقت حرب أكتوبر المجيدة، فى ذكرى معركة المنصورة، وهى معركة جوية استمرت ٥٠ دقيقة، وهى من أطول المعارك فى تاريخ المعارك الجوية، على مستوى العالم، وتم إسقاط ١٧ طائرة إسرائيلية، الذراع الطولى لإسرائيل، التى قطعت فى ذلك اليوم، واشترك فيها ١٥٠ طائرة من الجانبين، مما جعلها علامة فى تاريخ المعارك الجوية على مستوى العالم، وليس فقط ذكرى عزيزة من ذكريات اكتوبر الغالية.
يوم ١٤ اكتوبر ٢٠١٢ ستكون أولى جلسات محاكمة أرض الطيارين، وسيملى الفضاء الإعلامى ضجيج وأصداء هذه المحاكمة، ورضينا أم أبينا من يحاكمون هم من أبناء القوات الجوية، ومن الذين شاركوا فى حرب أكتوبر والفريق هو أحدثهم بالمناسبة، مما سيطغى على التغطية الإعلامية فى ذلك اليوم، المفترض أن تكون فى ذكرى عيد القوات الجوية.
هذه ليست دعوة لعدم محاكمتهم أو لتبرئتهم، لأن المحاكمين من أبطال أكتوبر، فأنا والحمد لله ما زلت احتفظ بقواى العقلية، ولكن ليست من حسن المصادفة، أن نختار هذا اليوم، ويمكن اختيار غيره لبدء المحاكمة، أكتوبر ليست ملكا لشفيق أو غيره، أكتوبر هى ملك الشعب المصرى كله، ونتاج تضحياته، وجهد وعرق أبنائه، من القوات المسلحة، والتى يعجز أى قلم عن وصفها، وهى التى ردت كرامة المصريين وعزتهم بأعظم انتصار فى التاريخ المصرى المعاصر على أقل تقدير، وفى بعض التقديرات منذ معركة عين جالوت سنة 1260 ميلادية.
هل هى ضمن مسلسل المصادفات الغير سعيدة، مثل مأساة أحداث ماسبيرو فى أصداء احتفالات أكتوبر٢٠١١، وغيرها.
إذا كنا وطنيين وربانيين كما ندعى، لابد أن نفرق بين رغبتنا فى الانتقام والتشفى، أو حتى محاكمة عادلة لأشخاص نختلف معهم، أو حتى أخطأوا، وبين التشفى أو تلويث ذكرى وطنية عزيزة، حتى لو كان هؤلاء الاشخاص جزء من هذه الذكرى، فهى ليست ملكا لهم، أو إنجاز شخصى خاص بهم، مصادفة المحاكمة فى هذا اليوم ليست إهانة لهم، بل إهانة للوطن والشعب صاحب هذا الإنجاز.
ليس صعبا أن نختار يوما أخر حتى نزيل هذا الالتباس، ونثبت حسن النوايا، نحن نقدم خدمات بالمجان لإسرائيل دون أن نعى، وكما لو كانوا هم من وراء هذه الأحداث فى تلك الفترة الانتقالية البائسة، وهو ما لا يمكن أن يذهب إليه أى خيال.
أحرقوهم أعدموهم حاكموهم، ولكن دون أن تحرقوا تواريخ نعتز بها، ويفترض أن يعتز بها الجميع. وأخيرا الرجوع إلى الحق فضيلة، وتغيير موعد أولى الجلسات لن يؤثر على نواميس الكون، والله واعلم.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة