فى يوم 29 من سبتمبر عام (2000)، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية والتى ما زالت مستمرة حتى الآن، تأتى ذكرها هذا العام وتمر علينا فى هدوء، حيث ينشغل قادة فلسطين بصراعات داخلية من جهة، وقضايا دولية تخص وجود فلسطين فى الأمم المتحدة، ولُبّها بأن تصبح دولة عضواً فى المنظمة الدولية من جهة أخرى.
هى ذكرى لانتفاضة راح ضحيتها ما يقارب 4412 شهيداً فلسطينياً و48322 جريحاً. ومرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلالها بعدّة اجتياحات إسرائيلية منها عملية الدرع الواقى وأمطار الصيف، أربعٌ وستون عاماً مرت من حياة فلسطين وما زال حق الشعب الفلسطينى العادل والطبيعى والتاريخى فى أن يقيم دولته ذات السيادة ينتظر التنفيذ، بل ينتظر قبول الطرف الإسرائيلى أن يتفاوض بشأنه، فإسرائيل هى من تحدد مع من ستتفاوض وأين وعلى أى شىء، وتضع شروطها المسبقة للمفاوضات، والطريقة التى ستدار بها، وغالباً ما تنتهى المفاوضات - إن تمت - إلى اللا شىء!
اندلعت الانتفاضة الثانية بسبب دخول رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق "شارون" إلى باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه، الأمر الذى دفع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدى له ببسالة، فكان من نتائج الزيارة اندلاع أول أعمال مقاومة فى هذه الانتفاضة، واعتبر الفلسطينيون تلك الزيارة مؤشراً آخر جديداً يدل على أطماع إسرائيل بالأماكن المقدسة الإسلامية والتاريخية، أطماع فى تصورى أنها لا تقف عند هذا الحد، وإنما تشمل فلسطين بأكملها وأجزاء من دول عربية أخرى، وبينما تتصارع القوى الفلسطينية فى الداخل على من يحكم ومن يفرض سيادته تضيع الأرض تدريجياً، وتثبت إسرائيل أقدامها أكثر فأكثر على كل شبر اغتصبته من الأراضى العربية الفلسطينية.
بينما تمر ذكرى الانتفاضة الثانية فى هدوء، يملأ قاعات الأمم المتحدة ضجيج الخطابات والشعارات وتكتسى الصحف بأخبار وصور وتصريحات من يشاركون فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسواء كنت مع أو ضد الاعتراف الدولى بفلسطين وعضوية الأمم المتحدة، فعلى الأقل، إن حدث، فإن هذا يدل على أن القضية قد باتت تكتسب يوماً تلو آخر زخماً؛ ليتذكر العالم فلسطين بعد أن غابت عن واجهة الأحداث مؤخراً فى خضم أحداث الربيع العربى وثوراته، البعض يرى أن تلك الخطوة تقرب الفلسطينيين من الحرية، وترسخ الحل على أساس الدولتين، وهى الصيغة التى يتفق المجتمع الدولى على أنها السبيل للسلام فى المنطقة، وإن كنت لا أرى أن السلام سيتحقق بهذا الشكل مع العدو الإسرائيلى، فإسرائيل احترمت السلام مع مصر؛ لأنها كانت فى حاجة إليه، وليس احتراماً للمواثيق والمعاهدات، فكثيراً ما أخلت بعهودها من قبل، وبنو صهيون يحتاجون الأرض والتوسع أكثر، ويعتقدون أن السلام سيفرضه السلاح لاحقاً!
الاتفاضة الفلسطينية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة