د. هانى أبو الفتوح يكتب: أيها العام الجديد كم من الأحلام نتمناها فيك

الإثنين، 09 يناير 2012 08:07 ص
د. هانى أبو الفتوح يكتب: أيها العام الجديد كم من الأحلام نتمناها فيك صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع الساعات الأولى من عام ميلادى جديد، هَلًّ علينا وبين عام ودعناه بكل ما فيه بحلوه ومره وبين عام نستقبله بكل الأمنيات والأحلام، وجدتنى أتساءل.. هل لابد من وقفة حساب مع النفس والزمن لنفهم ما الذى اكتسبناه وما الذى خسرناه فى العام الفائت حتى نعرف كيف نستفيد من أخطائنا وما الواجب فعله فى العام الجديد ليكون أفضل وأكثر سعادة؟ أم أن الأيام تمر علينا هكذا لا قيمة للتمعن فيها ولا حاجة بنا للنظر خلفنا ولا قيمة للقادم كيف نفكر فيه، يتساوى إذاً رأس السنة مع أولها مع آخرها مع تاليها جميع الأيام سواءاً بسواء.

وجدتنى أتساءل ما الذى ميز به الله تعالى الإنسان عن سائر مخلوقاته واختصه به؟ فكانت الإجابة العقل وحكمة الحياة.

من هنا يأتى مبدأ الحساب والثواب والعقاب، لأن الحياة لها قيمة ومعنى ومغزى وهدف وغاية، فإن كان كذلك فلابد إذا من نظرة صادقة واعية نتمعن فيها، نفكر فيما مضى وفيما هو آت ونحاسب أنفسنا ونتحاسب وندرس ونتدارس لا للتوقف فقط أمام ما حدث لمجرد الذكرى بل للاستفادة والتذكير وما قيمة التذكير إن لم ننتفع به وقد أمرنا الله بذلك فى قوله تعالى، "وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ "(سورة الذاريات آية 55).

إذاً هو ليس مجرد دعوة للتفكر وحسب بل هو فضيلة وواجب، فإن كان كذلك مع النفس والغير فهل هو واجب أيضا لمصلحة أمة بأكملها لنرى ماذا يمكن صنعه لنرتقى بها ونبنى لا نهدم ونتراحم فيها وبها لا أن نتكالب عليها لنسقطها كل حسب أهوائه وفكره وغاياته، خاصة أن الكل يتأثر بالفرد وكما قيل إنما النار من مستصغر الشرر فلربما كانت دعوة فرد انجذب لها من أعجبتهم فتطاير الشرر ليمتد وهكذا دائماً ألسنة اللهب تبدأ صغيرة وتتصاعد فإن لم تجد من لم يخمدها منذ البداية انحرق بها الجميع لا فرق بين من أشعلها وبين من شاهدها واكتفى وبين من أعجبته وبين لم تعجبه وسكت عنها، وهكذا أيضا الفتن التى تحيط بنا وتأكلنا فالفتنة نائمة ملعون من أيقظها، فكم من فتن أثيرت ونعرات فرقة وطائفية انتشرت وسرت كالنار فى الهشيم جميعها بدأت من رأس شيطانية لم تفكر فى الله والوطن بل زرعت الشر واستأنست به ولا أدرى أى عقول تلك التى تجمع شتات فكرها على الفرقة والنزاع وأى تجمع هذا الذى لا يفكر ولو للحظة واحدة ماحصاد فكره وما أثره على الفرد والمجتمع.

العام الماضى بخيره وشره حصيلة كبرى لأفكار شتى منها الصالح والطالح وجميعها تأثرنا بها وتأثر المجتمع بأسره.

كم من أرواح لاقت وجه بارئها وألقى بها فى أتون اللهب والشرر المتطاير بلا ذنب ولا جريرة منها إلا بقدر الله تعالى فيها. أيها العام المنصرم كم من جرائم ارتكبت وأعراض انتهكت وكم من آثام فعلت فيك.

أيها العام الجديد كم من الأحلام فيك نتمناها وما الواجب فعله ليتحقق الحلم وهل ننتظر لتكون خلفا لأسوأ سلف أم نفكر فيك أن تكون أحسن حظا وأوفر أملا وأكثر بهجة وسعادة.

ما أنت إلا بنات أفكارنا ونبت زرعنا وحصاد عقولنا، وما أنت إلا الفرق بين أن نفكر فيك كما يجب وبين أن نساوى بين الأيام كلها لتكون مجرد ذكرى وساحات عبور مضت وجسور سرنا عليها ولم يعنينا إن كنا قد هدمنا تلك الجسور خلفنا أم تركناها ليستفيد بها من هو قادم بعدنا.

2012 هل نفكر فيك كيف نصنعك ونبنيك ونسعدك ونفرح بك أم أنك مجرد رقم وعدد يسير معنا ويلفنا ويدور بنا، إن كنت كغيرك ليتك ما جئت فالأيام تتساوى والساعات تمر بلا قيمة ولا جدوى، وإن كنت غير ذلك وتريد أن تترك أثراً وذكرى يذكرها لك الذاكرون ويوثقها المؤرخون بأنك كنت أكثر حظاً وحظوة وأكثر وعياً وإدراكاً فلا تصمت ولا تسكت كسائر الأيام التى طواها الزمن.

إن كنت تريد أن تصنع لنفسك مجدا كالأيام الخالدة التى مازلنا نذكرها منذ نشأ الله الأرض ومن عليها فقل: قفوا عندكم.. أماكنكم.. انتبهوا لست مجرد رقم جديد ولست مجرد عدد فى عداد الأيام.

اصرخ منذ أول ساعات مولدك وأعلن صوتك للدنيا بلا صمت ولا وجل أنك عنا غير راض وأنك غير راض عن ما سبقك من أيام مضت وأنك لا ترضى لنفسك ما ارتضيناه لما سبقك، وأنك تنتظر منا أن نفعل بك مايخلدك.. بالنجاح والبناء والازدهار، لا بالقتل والحرق والسلب والنهب والضرب والشجب.

أعلن نفسك عاماً للتراحم والرحمة والتواصل والنقاء واللقاء لا عاماً للفرقة والشقاء، أعلن نفسك وارفع رايات العزة والكبرياء، لعل نبضك يسير فينا ولعل ناظرينا ومسامعنا ومدامعنا تفكر فيك لحظة أن نتوقف عن كل مفاسدنا وكل آثامنا وكل خطايانا.

2012 كن ذاتك وكن غير غيرك، لا تنتظر منا أن نبدأ الخطى ففينا من استمرأ ما فيه، وفينا من تبلد حسه، وفينا من ينتظر أن يطويك كغيرك، فاطويه أنت وقض مضجعه بأنك لست غيرك حتى يكون هو غير ما سبق.

2012 إن فعلت ذلك حقا فلك من الله السلام والنجاة، ولك منا التحية والمحبة والعهد والوفاء، أن نكون كما تحب وترضى لأنك أخيراً أعلنتها أنك ابن أبيك من أصحاب الأمجاد والخلد الذى لا يضيع.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير احمد مشيمش

لله درك ... ماذا نتمنى ... بعد ان تمنيت انت لشعب بأكمله ... فنعم الأمانى

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسر

الساعة الاول من عام جديد

بداية عام لحرية

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام كرم الطوخى

فلنرتقي بأنفسنا ...

عدد الردود 0

بواسطة:

شامية

يا رب يا كريم أعطنا خيرها ..

عدد الردود 0

بواسطة:

سامى النويهى

صباح الخير

عدد الردود 0

بواسطة:

محيي حسين

نعم حلم نتمناه

عدد الردود 0

بواسطة:

د صفاء الليثي

أحلام وامنيات

عدد الردود 0

بواسطة:

سيف الحق ادريس

مقال بطعم الأمل

عدد الردود 0

بواسطة:

وديع العلاوى

لن نتقدم بغير العمل

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmad Elsayed

خلاصة القول من الكاتب الرائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة