وقال محمود منصور، مهندس زراعى، إن المحطة أنشئت منذ عام 2009 وبها 12 حوضاً لتخزين ماء الصرف، وبدأ العمل الفعلى بها منذ أقل من عام وامتلأت أحواض الصرف، وبدأت إدارة المحطة بعمل مواسير لصرف المياه الزائدة بالجبل داخل أحواض رملية غير معدة للتخزين، مما أدى إلى تسربها حتى وصلت على مشارف طريق دنديل الزراعى ومقابر كوم أبو خلاد، كما أضير منها كل من عزبة النقطة وعزبة مطايريد وعزبة الشركة وعزبة سلطان بمركز ناصر حتى وصلت لعزبة حميدة بمركز الواسطى وغمرت مساحات شاسعة من الأراضى.
أما محمد أمين عبد الحليم، مرشد زراعى لحوض الخن 4 بالمنطقة المضارة، فقال إن الأراضى الزراعية التى طالتها مياه محطة الصرف الصحى غير المعالجة تحتاج بعد تجفيف ماء الصرف الصحى بها إلى عدة سنوات، لتعود لخصوبتها بسبب الأملاح التى تقتل التربة وتضعف إنتاجيتها، لأن معظم هذه الأراضى متاخمة للصحراء ولا يوجد بها مصاف لصرف الماء الراكد بها".
وأشار صبرى عبد الرازق "طبيب" إلى أن المسئولين وعدوا أهالى القرية عند افتتاح محطة الصرف بجبل ندنديل بأنهم سيقومون بعمل غابة شجرية على مساحة 900 فدان لصرف المياه بها بعد تكريرها، وكذلك إنشاء مصنع للسماد بدلا من استيراده تخفيفا على كاهل الفلاح، ولم يف المسئولون بالوعود، حيث تم الاستيلاء على أراضى الغابة الشجرية لصالح مجموعة من أعضاء الوطنى المنحل، ولم يتم إنشاء المصنع وتركوا المياه تغمر الأراضى والمقابر وحتى بيوت البسطاء وتهكم قائلا يجب على موتانا أن يجيدوا السباحة قبل دفنهم.
وتلتقط كل من حياة عامر وحمدية عبد الحليم أطراف الحديث قائلتين إن مياه الصرف قضت على ما يقارب 100 فدان حتى الآن من الأراضى التى تزرع بالبنجر والقمح والبرسيم بالقرية فى حين أن المسئولين بصدد إنشاء خطين للصرف بجانب الخط المتواجد الآن لصرف مياه القرى التى تدخل مشروعات الصرف بها، وهو ما يعنى تحول قريتنا إلى مخزن لماء الصرف ليتغذى على أجسادنا أحياء وينتهك حرمة قبورنا ونحن أموات.
أما عوض محمد على "مزارع" أخرس فقامت زوجته بترجمة إشاراته التى تقول إنه متعاقد مع إحدى الشركات التى تأخذ منه محصول البنجر قبل حصاده وبناء عليه قام بعمل قرض من البنك لتجهيز أرضه وزراعة بنجر السكر، وسرعان ما تبدد حلمه هباء، حيث اغتالت مياه الصرف حلمه ومحصوله ويضيف عامر عبد الله تمام "فلاح"، أحد شباب القرية كنت أعد لعرسى بعد أربعة أشهر وأنتظر فقط جنى محصولى لشراء حجرة النوم وأشترى "غويشة"، شبكة لخطيبتى، ولم تكتمل فرحتى بسبب الجنازة التى يعيشها الأهالى حزنا على وفاة أراضيهم.
ويشرح أكرم محمد طه، رئيس هندسة طرق ونقل مركز ناصر، المشكلة قائلا أقيمت المحطة على مساحة 325 فدانا على ثلاث مراحل بصحراء دنديل المجاورة لقرية كوم أبو خلاد ومطار دنديل الحربى، وكان مخصصا لها 900 فدان كغابة شجرية لسقايتها بماء الصرف الصحى، على أن يصرف الماء الزائد بمصرف المحيط، وتسبب وضع يد رجال الأعمال التابعين للحزب المنحل على الأراضى التى كانت مخصصة للغابة الشجرية إلى زيادة مياه الصرف، مما أدى إلى فيضانها لتغرق الأراضى والبيوت وأصبحت على مشارف المقابر التى كادت أن يسبح متوفوها على مياه الصرف، ويرجع السبب فى حدوث تلك المشكلة إلى الدكتور عبد القوى خليفة، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى آنذاك، محافظ القاهرة الحالى، لأنه لم يتسلم المحطة بعد الانتهاء من جميع مراحلها والتأكد من وجود أراضى الغابة الشجرية.
ومن ناحيته أكد المستشار ماهر بيبرس، محافظ بنى سويف، أنه قرر صرف تعويضات عاجلة للمتضررين من أصحاب الأراضى الزراعية التى غمرتها مياه الصرف الصحى وتسببت فى فى إتلاف المحاصيا وبوار الأراضى، وأضاف أنه سوف تستكمل أعمال مشروع الصرف الصحى الخاص بمركز ناصر والقريب من قرية كوم أبوخلاد خلال أقل من شهرين.
من جهته قال عيد أحمد صوفى رئيس مجلس إدارة جمعية بيئتى للتنمية والحفاظ على البيئة ببنى سويف لـ"ليوم السابع" إن محطة الصرف الصحى كانت تلقى بمياهها فى مساحة 900 فدان للاستفادة منها فى زراعة الأشجار الخشبية فيما يعرف باسم الغابة الخشبية وتم الاستيلاء على تلك المساحة بالكامل فى العهد السابق ما تسبب فى الكارثة، حيث أدى حبس المياه المنصرفة من المحطة إلى فيضانها على الأراضى الزراعية المجاورة، مشيرا إلى أن المشكلة مازالت قائمة وتهدد بإغراق أراضٍ أخرى وبوارها.



















