قال الدكتور صلاح فضل، رئيس الجمعية المصرية للنقد الأدبى، إن الروائى إبراهيم أصلان يعد واحدًا من أهم كتاب القصة والرواية فى جيل الستينيات، تميز بحسه الإنسانى الرفيع، وقدرته الفذة على تحويل التفاصيل الحميمة إلى مشاهدٍ عينية ترسم صورةً متحركة، واستطاع بهذه الحساسية البصرية أن يؤسس لأسلوب جديدٍ فى الكتابة السردية أطلقت عليه الأسلوب السينمائى.
وأوضح "فضل" لـ"اليوم السابع" أنه لاحظ ولع المخرجين بتحويل كلماته إلى أفلام ناجحة، كان ترجمة لهذه الكفاءة العالية فى تمثيل المشاهد وتجسيد الحالات وتكوين الكوادر المتوالية لتقديم أعمال فنية ناطقة بصمتها قبل أن تكون ناقطة بحواراتها، ولع الوصف الدقيق والتعايش الحميم مع التفاصيل أدى بـ"إبراهيم" إلى أن يكون مقلّاً فى إنتاجه محاولاً الوصول لأعلى درجة من الإتقان، فى تقديم نماذجه الإنسانية وتشعير الحالات وتقطير اللغة إلى أقصى درجة ممكنة من الشعرية السردية.
وأضاف: "تميز "أصلان" إلى جانب ذلك بقدرته الفذة على جذب احترام وحب وألفة الآخرين له، فصداقاته كانت دائمًا غالية وعميقة وتأثيره فى الشباب واحتضانه لهم كان يعد نوعًا من الامتداد الحى لما كان يفعله "يحيى حقى" مع جيل "أصلان"، رؤيته للحياة تميزت بالتواضع الجم، والصدق البالغ، والأمل فى المستقبل، كان إذا قرأ شيئًا وكثيرًا ما يقرأ لأنه ثقف نفسه بجهدٍ عظيم ارتقى به من بداياته المتواضعة ليكون أحد أعلام عصره استطاع استيعابه واعتصار جمالياته، والكتابة عنه كأنها تجربة فى الحياة وليست الثقافة.
وقال "فضل" سبق وأن حرضت "أصلان" كثيرًا على أن يكتب مشاهد من سيرته، فكان يحاول أن يتملص من ذلك، حيث كان يرى أن حياته ليس فيها ما يثير الاهتمام، لكنه عندما استغل أبوابه الصحفية فى بعض المقالات فى صحف خليجة وأخرى عربية قدم قطرات بالغة الشفيفة والعذوبة من هذه السيرة، وبرهن على أن الفن الحميم يحيل التراب إلى تبر، ويجعل من فتات الواقع عملاً إبداعيًا رائقًا.
وأكد "فضل" على كل الأدباء والقراء سيفتقدون "إبراهيم" الودود ذى الشخصية المتمزة والإطلالة التى تشبه ملامح كبار الكتاب الروس فى عصر ازدهارهم كأنهم "جورجى" أو "تشيكوف"، أو أفضل من ذلك كأنه الوجه الأصيل لمصر وللحرف العربى "إبراهيم أصلان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة