خرج من بيته يسعى للقمة عيشه لا يبتغى سوى تحصيل نفقات أسرته، يبحث هنا وهناك عن "زبون" ينقله بسيارته التاكسى، يتنقل من مكان لآخر، لا يدرى أن حياته ستتوقف عند هذا الحد، وأن عمره سينقضى فى ذلك اليوم، يقود سيارته بمنطقة إمبابة فى الساعات الأولى من صباح يوم السبت الهدوء يحيط بالمنطقة أشخاص قلائل متفرقين يسيرون بسرعة، يختبئون من برد الشتاء القارس، وإذا بمشهد يخترق الصمت 3 أشخاص بحوزتهم أسلحة نارية يطاردون سائق توك توك وفتاة بصحبته.
تحاول الفتاة الاستغاثة بلا جدوى وسائق التوك توك يحثها على الهرب، والمسلحين يقتربون منهم يرغبون فى إدراك الفتاة، فى لحظات معدودة يقرر سائق التاكسى التدخل لمنعهم وحماية الفتاة وسائق التوك توك، يسرع بسيارته ليضيق عليهم الطريق فيطلقون عليه رصاصة غادرة أصابته برأسه فأردته قتيلا، ويطلقون عيارا ناريا آخر تجاه سائق التوك توك ليصيبه بصدره بينما تنجح الفتاة فى الفرار والاحتماء بقسم شرطة إمبابة المجاور لمكان الحادث، ويفر المتهمين هاربين بدراجتهم البخارية.
الأهالى يتجمعون على صوت الرصاص، أحدهم يبلغ قسم الشرطة وآخر يبلغ الإسعاف، سائق التاكسى فارق الحياة قبل نقله إلى المستشفى ويتم نقل سائق التوك توك إلى مستشفى الموظفين بإمبابة ولسوء حالته الصحية يتم تحويله إلى مستشفى قصر العينى لتلقى العلاج.
انتقل اللواء محمد ناجى نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة لمحل الواقعة، وبصحبته العميد عرفه حمزة، رئيس مباحث قطاع الشمال، لإجراء التحريات ومناقشة الفتاة عن كيفية وقوع الحادث وملابساته، يجمع المقدم عمرو رضا رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة أوصاف المتهمين من خلال أقوال الفتاة وشهود الواقعة من الأهالى، ويتم إخطار النيابة فينتقل هشام حاتم مدير نيابة حوادث شمال الجيزه لمناظرة الجثة وفحص الأعيرة الفارغة التى تم إطلاقها ويأمر بتشريح جثة المجنى عليه، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وسرعة ضبط المتهمين.
"اليوم السابع"التقت بـ"حسن محمد حسن" سائق التوك توك المصاب البالغ من العمر 15 عاما داخل المستشفى، فذكر أنه كان يوصل فتاة من جيرانه تدعى "أسماء" وأثناء سيره فى الطريق فوجىء بدراجه بخارية لا تحمل لوحات معدنية يستقلها 3 أشخاص لا يعرفهم يجبرونه على التوقف ويشهرون الأسلحة النارية، ويطلبون منه ترك الفتاة والتوك توك، وعندما رفض الاستجابة لهم هددوه بإطلاق النار عليه فحاول الهرب منهم وطلب من الفتاة الهروب تجاه قسم إمبابة، فطاردوه بدراجتهم البخارية، وتصادف ذلك مع مرور سائق تاكسى بالمكان فحاول منعهم فأطلقوا النار عليه ثم أطلقوا الأعيرة النارية تجاهه أصابته إحداها بصدره ولاذوا بالفرار، وأضاف أنه يعرف كافة أوصاف المتهمين وعلى استعداد للإدلاء بأوصافهم لرجال المباحث والتعرف عليهم.
أما والدة "حسن" فقالت إن ابنها المصاب يعمل سائق توك توك منذ فترة للمساعدة فى نفقات المعيشة حيث إنه يتوجه للمدرسة بالصباح، بينما يبدأ وردية عمله فى المساء، وطالبت الأجهزة الأمنية بسرعة التوصل لهوية المتهمين، والقبض عليهم، وتطهير منطقة إمبابة من المسجلين خطر الهاربين من السجون وتجار المخدرات المنتشرين فى المنطقة.
كان اللواء عابدين يوسف، مدير أمن الجيزة تلقى بلاغا بالحادث، فكلف رجال المباحث بسرعة ضبط المتهمين من خلال فحص المسجلين خطر، والهاربين من السجون إستنادا إلى الأوصاف التى أدلى بها المجنى عليه.
