رمضان محمود عبد الوهاب يكتب: الطرف الثالث والثائر (1)

الأحد، 08 يناير 2012 09:51 م
رمضان محمود عبد الوهاب يكتب: الطرف الثالث والثائر (1) أحداث مجلس الوزراء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الطرف الثالث: للثائر.. هل هناك علامة تدلكم على أنّى شخصية حقيقة موجودة بينكم أم أنّى مجرد شخصية وهمية افتراضية لتضللكم وتشتت عقولكم وأفكاركم فيضيق الناس بالثورة وينقضون عليها، وذلك حتى لا تبحث عقولكم عن صانع الأزمات الحقيقى، فتبقى فى الأذهان صورة ذلك المخلوق الافتراضى الذى تنصرف إليه تهمة قتل الثوار الشرفاء وكذا الحرق والتخريب لمؤسسات الدولة، وتنتفى بهذه الفرضية شبهة القتل عن الفاعل الحقيقى ويفلت بجرائمه من العقاب، فقاطعه الثائر قائلا: ألذلك يصفونك بالبلطجى وبالمندس وبالشيطان أو باللهو الخفى ويوصمونك بالمنافق وبالمداهن، وحين انكشف أمرك أطلق عليك الاسم الافتراضى قال: نعم أعترف بأنى ارتبط بهذه الأوصاف، ولكنى لست الطرف الذى يصورونه لكم، وذلك أنى لم أقتل ثائرا ولم أحرق حضارة ولا تراثا ولا عقارا ولم أكن يوما طرفا فى الانفلات الأمنى، وإنما أعترف بأنى كنت طرفا لاعبا ومؤثرا فى صناعة الأحداث بأوصافى السابقة وبنشر الأنباء الكاذبة وإيهام المواطنين بوقوع كوارث أمنية أو اقتصادية بسبب العملاء الافتراضيين المندسين بين الثوار فى ميدان التحرير وكنت أفعل ذلك لإثارة حفيظة الشعب عليكم.

فقال له الثائر حسبك فإنك داهية.. أكاد أسمعك ولا أرى مكانك.. فأجابه المندس.. إنك لن ترانى فأنا أخاطبك بصوت الضمير وأريدك أن تعلم أنّى لست الطرف المقصود.. قال الثائر فمن تكون إذن؟ قال أنا ضمير المصريين المندس بين صفوفكم ولا أحمل غير هذه الصفة إلا أن حياتى مرهونة لدى أمن النظام وكلما احتاجنى فى تنفيذ بعض مهامه فلا أجد أمامى بد من طاعة أوامره حتى لا أعاقب عن جريرة لم اقترفها قال الثائر: فأنت إذن ضمير النظام.. فأجابه المندس: كلا بل أنا ضمير البسطاء المغلوبين على أمرهم.. غير أنه يمكننى إماطة اللثام عن وجهه الحقيقة وفك تلاصمها لكم قال الثائر: كيف؟ قال من خلال تواجدى فى رؤوس الأطراف الصانعة للقرار قال له الثائر تكلم: قال فإننا لو تذكرّنا موقعة الجمل فسنرى من البديهى وبكل المقاييس المنطقية أن بطلها هو الطرف الثالث الافتراضى التى أصبحت صورته بادية من أول مشهد فى العباسية حتى آخر مشهد أمام مبنى رئاسة الوزراء وقد ملّ هذا الطرف التخفى وسئم التجمل فى الحديث فاختفت أفعاله وأقواله الليّنة والمتلوّنة وظهر بوجهه المتجهم الصارم بعد أن بزغ نجمه بالقفز على واجهة الأحداث.. لذلك فإنى أتصوره فى مجمل الأحداث فى صورة دقيقة ومجردة فأراه مرات متباينة وكأنه هو العصا التى تضرب المتظاهرين أو الرصاصة التى تقتلهم أو تفقأ أعينهم أوفى الدماء التى تثغب من أجسامهم أو فى الغاز الذى يخنقهم أو فى المصفحة التى تدهسهم وكأنه هذا العفريت الذى يسحّل الثائرات ويعّرى أجسادهن ويكشف على عذريتهن وكأنه يكمن فى آراء الإعلاميين الصابئين عن الثورة أو فى فلول النظام أوفى صناديق الاقتراع التى فرقتكم شيعا وأحزابا أو فى النار التى أحرقت مجمع الحضارة والتراث أو فى هدم الكنائس وربما يكمن فى مناوأة معتصمى العباسية لمعتصمى التحرير فى جمعة رّد الشرف لحرائر مصر وربما يكمن فى روح أسامة بن لادن التى استحضرها القاعديون الجدد فى سيناء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة