"العاشر من رمضان" تحت حصار البلطجية.. اختطاف رجال الأعمال لطلب الفدية وهجوم مسلح على المصانع.. والعمال يهددون باقتحام الأقسام.. والبدو يرفعون الآلى فى "عز الضهر"

الأحد، 08 يناير 2012 10:41 ص
"العاشر من رمضان" تحت حصار البلطجية.. اختطاف رجال الأعمال لطلب الفدية وهجوم مسلح على المصانع.. والعمال يهددون باقتحام الأقسام.. والبدو يرفعون الآلى فى "عز الضهر" جانب من الانفلات الأمنى
كتب محمود عبد الراضى - تصوير: محمد نبيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"مئات المصانع.. واستثمارات تتخطى مليارات الجنيهات.. بلطجية يحملون البنادق الآلية فى الشارع آناء الليل وأطراف النهار.. اختطاف لرجال الأعمال لطلب الفدية.. وسطو مسلح كل 8 ساعات.. أصوات الرصاص تهتك الصمت الذى خيم على المنطقة.. والشرطة (غياب).. هكذا المشهد فى منطقة العاشر من رمضان التى شهدت العديد من حوادث الاختطاف والسطو المسلح خلال أيام قليلة، وما زال رجال الأعمال تحت قبضة المتهمين الذين يساومون أسرهم بملايين الجنيهات فى ظل عجز وغياب تام لرجال الشرطة الذين يكتفون بوضع كلمة (مجهول) أمام مرتكب الواقعة، حتى أصبحت أعظم المناطق الصناعية فى مصر تحت حصار البلطجية.

"اليوم السابع" انتقل إلى العاشر التى تقع على طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوى عند الكيلو 46 من القاهرة، وتبعد عن مدينة بلبيس 20 كيلو، وهناك ما إن تطأ قدمك المنطقة حتى تشاهد أضخم وأكبر المصانع فى مصر مثل" النساجون الشرقيون، وإيديال، ومصانع روابى، ومجموعة كيلو بترا"، وعلى الرغم من اتساع المنطقة التى تبلغ مساحتها 95 ألف فدان، ووجود كافة الأطياف بها، بداية من العمال وانتهاء رجال الأعمال، ووجود القصور والفيلات إلى جانب عشش البدو، فإن الأمن غاب تماماً من المشهد، وارتفع معدل الجريمة بسبب آلاف العمال النازحين إلى المنطقة من الصعيد والهاربين من قضايا ثأر، إضافة إلى البلطجية الهاربين من أحكام قضائية من محافظات مصر المختلفة، ناهيك عن البدو فارضى الإتاوات على أصحاب المصانع والشركات، فأصبحت الجريمة كالماء والهواء بالمنطقة، ما بين حوادث اختطاف لرجال الأعمال والأثرياء والسطو المسلح على كبرى المصانع فى (عز الضهر) والشرطة فى هذه المنطقة (خارج نطاق الخدمة)، وهو الأمر الذى اعتبره رجال الأعمال رسالة موجهة لترك استثمارات بمليارات الجنيهات والسفر للخارج، بعدما أصبحت حياتهم وأموالهم فى خطر.

آخر الحوادث التى شهدتها المنطقة، محاولة مسلحين اختطاف زوجة رجل أعمال فى "عز الضهر"، وإطلاق الرصاص بطريقة عشوائية على سيارتها، بعدما تمكنت من الهرب، حيث أكدت زوجة رجل أعمال "هشام حيدر لـ"اليوم السابع" أنها كانت فى طريقها للمصنع وقبل الباب الرئيسى بأمتار فوجئت بسيارة تتوقف أمامها فجأة، وعندما فتحت زجاج الباب للتحدث مع سائق السيارة الأخرى، نزل أحد مستقليها وحاول إجبارها على النزول، إلا أنها هربت بالسيارة للخلف، فنزل 3 آخرون كانوا برفقته وأطلقوا الرصاص من بنادق آلية فى الهواء لإجبارها على التوقف، غير أنها لم تعبأ بذلك وحاولت الهرب، ففتحوا الرصاص على السيارة بطريقة عشوائية من كل الجهات، حتى كاد أن يغمى عليها من أصوات الرصاص التى كانت تخترق السيارة من كل جهة، يخالط صراخها أصوات الرصاص تستغيث بالشرطة دون فائدة، لتتمكن فى نهاية الأمر من الهرب، بعد رحلة موت استغرقت عدة دقائق.

التقط زوجها أطراف الحديث مؤكداً أنه اتصل بقسم الشرطة لسرعة القبض على الجناة بعد دقائق من وقوع الحادث قبل هروبهم من المنطقة، إلا أنه فوجئ برجال المباحث يؤكدون له أنهم مشغولون بتأمين محاكمة مدير أمن الشرقية السابق ووعدوه بأنهم سيبحثون الأمر لاحقاً.

الساعات تمر ولا أحد يتصل بزوج الضحية، الذى اضطر إلى الاتصال بالمباحث مرة أخرى، لكن الإجابة اختلفت فى هذه المرة، حيث قال له أحد الضباط "احمد ربنا انها رجعت بسلامة وأنا ما عنديش ضابط ابعته يموت بدل امراتك"، بالرغم من أن الكلمات كانت قاسية على رجل الأعمال، فإنه اتصل بالمباحث للمرة الثالثة وطلب منهم الحضور لرفع البصمات وإثبات الحالة، ليرد عليه أحد الضباط "اللى عايز ييجى يعمل محضر يجى إحنا ما بنروحش لحد"، فلم يجد الرجل أمامه إلا وزير الداخلية ورئيس مجلس الوزراء والمجلس العسكرى ليرسل لهم عدة رسائل يؤكد من خلالها أن حياته مهددة بالخطر، وأن غياب الأمن يعنى القضاء على استثمارات تصل إلى مليارات الجنيهات فى ظل هذه الأوضاع الأمنية السيئة.

وأضاف زوج الضحية أنها ليست الوقعة الأولى، حيث سبقتها سرقة مجوهرات نفيسة من فيلا والدته بنفس المنطقة تخطى ثمنها ملايين الجنيهات، بالإضافة إلى سرقة عشرات السيارات التابعة لمصانعه، وما زال الجناة حتى الآن فى محاضر الشرطة (مجهولين)، لافتاً إلى أنه لا يلمح على الإطلاق وجود أى دورية أمنية تبعث الطمأنينة فى نفوسهم، وهو الأمر الذى جعل رجال الأعمال يستعيضون بالأمن الخاص بدلاً من الشرطة، بالرغم من أن أجورهم ارتفعت عشرات الأضعاف مستغلين الطلب المتزايد عليهم.

وقع هذا الحادث بعد ساعات فقط من اختطاف رجل الأعمال "على. ت" على أيدى مسلحين أطلقوا الرصاص على سيارته وأجبروه على النزول واختطفوه أمام زوجته وطفله وساوموا أقاربه على 3 ملايين جنيه، وما زالت كلمة (مجهول) تسيطر على محضر الشرطة.

تجولنا فى منطقة الصناعات الصغيرة، حيث أبراج رجال الشرطة خاوية تماماً فلا تسمع همسا، والتقينا بـ"نصر عبد العاطى، خفير خصوصى" الذى أكد أن المنطقة شهدت منذ أيام عملية مسلحة أشبه بالأفلام الأجنبية، حيث اقتحم مسلحون أحد المصانع تحت تهديد السلاح فى "عز الضهر" أثناء العمل، واستولوا على بضائع يتخطى ثمنها 50 ألف جنيه وفروا هاربين، وعندما اتصلنا بالشرطة، طلبوا منا أن نبلغ الجيش، وما بين الاثنين مر الوقت واكتفت الشرطة بمحضر إثبات الحالة، مطالباً بضرورة ترخيص سلاح للخفراء الذين لا يملكون إلا "الشوم" لمواجهة العصابات المسلحة.

وأوضح بخيت على، خفير خصوصى أن مسلحين اقتحموا أحد المصانع منذ أيام، وأوثقوا الخفير المكلف بحراسته وسرقوا عشرات من السيارات دون أن يعترض طريقهم أحد، فيما وصلت الشرطة بعد ساعتين من وقوع الحادث، لافتاً إلى عدم وجود أية دوريات أمنية تتصدى لهذه العصابات المسلحة.

الغريب فى الأمر أن سائق يدعى "رضا عطية" أكد أنه تعرض لعملية سطو مسلح على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوى على بعد 200 متر من أحدى الأكمنة الثابتة على الطريق، حيث استولى المتهمون على مبالغ مالية كبيرة منه، وعندما أسرع إلى الكمين يستنجد بهم، أكد له أحد الضباط أنه لا يستطيع ترك مكان خدمته، بحجة أن المنطقة التى وقع بها الحادث ليست من اختصاصه.

وأشار عبد الحميد أحمد "فرد أمن خاص" إلى أن أحد البلطجية اقتحموا مصنعا وأوثقوا الخفير بالحبال وبعد سرقة المصنع ذبحوه، لافتاً إلى أن البلطجية والعصابات المسلحة تتركز فى مناطق"العزبة، وكير هاوس، والمجاورة 30 بالعاشر من رمضان" مطالباً بتوجيه حملات أمنية إلى هذه البؤر الإجرامية لإعادة الأمن إلى المنطقة.

تردى الوضع الأمنى وغياب الشرطة أدى إلى هروب العديد من رجال الأعمال باستثماراتهم إلى أماكن أخرى أكثر أمناً، ما ترتب عليه ضياع مستقبل مئات العمال الذين تجمعوا فى ميدان (دولسى) وهددوا باقتحام قسمى شرطة "أول وثان" العاشر بسبب تقاعس الضباط والأفراد عن العمل والاكتفاء بتأمين محاكمة مدير الأمن الشرقية السابق بالمحكمة الاقتصادية بالمجاورة التاسعة، وهو الأمر الذى جعل بعض الضباط يحاولون الانسحاب والهروب من الأقسام خوفاً من اقتحامها.



































مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

m

خراب مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

salem

هل كان يحدث ذلك ايام مبارك والعادلى ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصرى

جورجيا

عدد الردود 0

بواسطة:

ثائر مع الحق

الي التعليق رقم واحد 1

عدد الردود 0

بواسطة:

شوفوا شغلكم واتقوا الله فينا

شوفوا شغلكم واتقوا الله فينا وزير داخليه او ظابط لحد الخفير

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن بيحب مصر

فى حب بلدى

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس/وليد

مهندس من العاشرمن رمضان حزين على مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن من العاشر من رمضان

رجاءا لكل مسؤل بيخاف على مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى من العاشر

لماذا يتركنا وزير الداخلية للمجرمين؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

عاشفة لتراب بلدى

حرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام كفاية تهويل للمواقف

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة