كتبنا كثيراً عن أسباب انهيار الشخصية المصرية والتى تعددت أسباب ترجعها للخلف فى كثير من المجالات، وتناسينا سببا هاما لما وصلنا إليه الآن وأدى للتفتت والتشرذم وهو "غياب روح العمل الجماعى"، وسيطرة الأنانية علينا وانتشار ضمير "أنا" واختفاء ضمير "نحن".
فأغلب التيارات والفصائل تظن أنها واهبة الحياة للمصريين وبدونها ستختفى الدولة من على وجه الأرض، وأقرب مثال على ذلك رفض أغلب التيارات السياسية والائتلافات – وما أكثرها الآن – الجلوس على مائدة المفاوضات والاجتماع على رأى واحد لمصلحة مصر وليس لمصلحة فصيل أو طائفة معينة، فوجدنا العشرات من الأحزاب والائتلافات والحركات تظهر على الساحة أغلبها غير معروف للمواطن المصرى أنشأها أصحابها بهدف إيجاد فرصة للظهور وكأن الحرية والديمقراطية فى عدد الأحزاب والائتلافات وليس فى قوة تأثيرها وأهدافها.
هذا وقد تناسينا عمداً أن العمل الجماعى عمره أطول من العمل الفردى، مثال على ذلك الأعمال الفنية التى قام ببطولتها نخبة من نجوم السينما المصرية والفرق الفنية الجماعية التى مازالت تعيش فى الوجدان حتى الآن، وبمجرد أن افتقدنا روح الجماعة ضاع الإبداع وأصبح عملة نادرة بعد أن أصبحنا نبحث عن النجومية والشهرة الفردية وعشقنا لضمير "أنا"، واللهث خلف أمجاد شخصية زائلة دون النظر لمجد ومستقبل مصر.
وحال الفن المصرى ينطبق على حال مستقبل مصر السياسى فكل مرشح للرئاسة أو مسؤل حزبى يسعى لمجد شخصى لنفسه، رافضاً فكرة العمل الجماعى، والدليل كثرة الحركات والائتلافات التى تظهر يوميا، وكأنها دواء موصوف لمريض، ولكنه دواء فاقد للصلاحية بل يؤدى لزيادة المرض وانتشاره فى جسد "مصرنا المريضة".
والسؤال الذى يدور فى ذهنى: هل يمكن أن نسترجع ذاكرة العمل الجماعى فى جميع المجالات أم أنه أصبح مجرد ذكرى لن تعود؟
ميدان التحرير
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مخاميخو
.لكنك..لا تسمع..حيا