ثمة فجوة كبيرة بين النخبة المثقفة والشارع المصرى بأغلبيته الكادحة والمطحونة. نجد المثقفين يتصارعون ويتبارون على الشاشات وصفحات الجرائد كل مستخدما أدواته لشرح وجهة نظره تجاه مشكلة ما، وكأن ما يقوله هو الحل الأمثل والفعال ويغفل ما يصبو إليه الكادحون أغلبية هذا الوطن.
النخبة المثقفة تغفل عن غير قصد مشاعر وتطلعات الفقراء وللأسف هى غير قادرة على التواصل مع الشعب ولا تعبر سوى عن آرائها فقط ولا تتلمس أوجاع الأغلبية الصامتة.
النخبة والشعب فى تباعدهما يشبهان طريقين متوازيين لا يتلاقيان ولا يربطهما رابط سوى أنهما متجاوران على تراب هذا الوطن، صحيح أن مقياس تقدم الأمم مرتبط ارتباطا وثيقا بعقلية مفكريها وكتابها، ولكن إذا كانوا حقا متواصلين مع الغالبية الكادحة من أحيائها ساكنى المقابر والذين يتجاورون جنبا إلى جنب مع الأموات وساكنى الأحياء الشعبية.
الذين يسكنون القبور والدويقة والعشوائيات والحوارى والأزقة يضيقون ذرعا بما يقوله المثقفون لأنهم لا يجدون فى كلامهم رغيف خبز يأكلونه أو فرصة عمل تضمن لهم معيشة كريمة أو ثمة بارقة أمل لمستقبل أولادهم.
الغالبية الفقيرة مشكلتها الأساسية هى المأكل والملبس، طموحاتهم لا تتعدى قوت اليوم، والاطمئنان لمستقبل أفضل، فعند التحدث إليهم عن الديمقراطية والحرية والليبرالية لن نجد آذانا صاغية بل سوف يصمون آذانهم عنا لأننا نتحدث عن شىء يعدو فى وجهة نظرهم يأتى فى مراحل متقدمة بعد الحصول على لقمة عيش كريمة غير مغموسة بذل الوقوف فى طوابير العيش أو التقاتل من أجل الحصول على أسطوانة غاز أو البحث عن عقد عمل فى الخارج لتوفير النقود لتربية الأولاد الذين تتلقفهم الشوارع لتربيهم لغياب العائل الذى يعود بعدما ينال منه الزمان ويجد نفسه غريبا عن أولاده وأنه لم ينل من سنوات الغربة سوى الشقاء والبعد عن الزوجة والأولاد وأصبحت الأسر مفككة.
الحاجات الملحة التى صنفها علماء النفس بالنسبة للنفس البشرية أولها هو الأمن وثانيها هو الغذاء.
إذا أردنا إصغاء لكلامنا علينا التدبر والتأمل فيما يحتاجه الناس البسطاء وإيجاد لغة حوار بسيطة تتلمس أوجاع الناس وتبسط لهم مبادئ الحياة.
محمود ياسين مدنى يكتب: النخبة المثقفة والأغلبية الكادحة
السبت، 07 يناير 2012 08:45 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عوض النوبى
النخبة فى وادى والشعب فى وادى اخر
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد ابوزيد
لا يجدون سوي الكلام والاعتراض فقط
عدد الردود 0
بواسطة:
Karim Ayad
مشوار