قال الخبير والمستعرب الإيطالى "جيوسبى سكوتولين" فى حوار له مع صحيفة لارازون الأسبانية إن مستقبل المسيحيين فى مصر أصبح محفوفا بالمخاطر، حيث إنهم سيعيشون فترة صعبة للغاية تعد من أصعب الفترات التى عاشوها فى البلد، وذلك بعد فوز الإسلاميين فى الانتخابات البرلمانية، وأصبح ينتظرهم مستقبل "مجهول" لما سيحدث لهم فى عهد الأحزاب الإسلامية التى ستفرض قواعد صارمة.
وأشار سكوتولين إلى أن الإسلاميين نجحوا بطريقة غير متوقعة فى إقناع الشعب المصرى من أنهم الأحق والأفضل فى أن يمثلوهم، وذلك لكى يحصلوا على سلطات أكبر فى الحكومة تلك المكانة التى لم يستطيعوا التوصل لها خلال 30 عاما فى عهد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك.
وقال سكوتولين إذا زاد ضغط الإسلاميين فى فرض قواعدهم الصارمة، خاصة فى المؤسسات العامة لم يصبح للمسيحيين سوى إما أن يتنازلوا ويرضخوا لتلك القواعد والتى منها إجبار النساء على ارتداء الحجاب وتغطية شعرهن لتجنب التعرض لأى رفض من قبل المجتمع الذى سيتمثل فى الإسلاميين فقط، أو مغادرة مصر، على الرغم من أن ذلك الحل الأخير سيكون عكس رغبتهم، ولكن سيصبح هذا الحل الوحيد، خاصة أن جميع الوظائف التى ستكون متاحة فى مصر سيشغلها الإسلاميون ولن يسمح لأى مسيحى العمل فى أى مجال.
وعن رؤيته للحل المناسب لتلك المشكلة شدد سكوتولين على ضرورة دعم القوات التقدمية الذين شاركوا فى ثورة يناير فى ميدان التحرير للمسيحيين، وذلك عن طريق عدم الخضوع لأى قواعد صارمة يفرضها الإسلاميون فى مصر، كما أنه من الضرورى عدم ترك المسيحيين وحدهم كمعارضة فى وجه الإسلاميين حتى يحققوا نوعا من التوازن.
ولد سكاتولين عام 1942 فى إيطاليا وحصل على الماجستير فى اللاهوت من ميلانو 1968، ثم درس اللغة العربية فى لبنان، وحصل على دبلوم الدراسات العربية 1971، وليسانس اللغة العربية وآدابها من جامعة القاهرة 1978، ثم حصل على الدكتوراه فى التصوف الإسلامى عن رسالة حول التجربة الصوفية عند الشاعر عمر بن الفارض عام 1987 من جامعة ييل بالولايات المتحدة الأميركية.
يجيد سكاتولين عدة لغات منها الإيطالية والفرنسية والإنجليزية والعربية والعبرية والفارسية فضلا عن اللغات الكلاسيكية اللازمة للبحث مثل اللاتينية واليونانية. وحول جهوده فى تحقيق ودراسة التراث الصوفى الإسلامى خاصة عند ابن الفارض.
خبير إيطالى يدعو ثوار يناير لدعم حقوق الأقباط أمام صعود الإسلاميين
السبت، 07 يناير 2012 02:55 م