المخرج السورى حاتم على أحد أبرز المخرجين فى الدراما العربية، اقترن اسمه بالأعمال المختلفة والمثيرة للجدل أبرزها "الملك فاروق"، و"مطلوب رجال" وغيرها من الاعمال الفنية، وهو يبحث دائما عن تجديد شكل الدراما العربية، وهذه المرة يخوض تجربة جديدة على الدراما فى مسلسل "المنتقم"... "اليوم السابع" التقى بالمخرج حاتم على ليحكى كواليس وأسرار المنتقم فى حواره التالى.
**مسلسل "المنتقم" يتكون من 120 حلقة ألم تتخوف من إصابة المشاهد المصرى بالملل لطول الحلقات؟
فى اعتقادى بأن 120 حلقة لا تسبب مللا فعدد الحلقات ليس له أى علاقة بالملل، فمن الممكن أن تشاهد فيلما مدته ساعة ونصف وتشعر بالملل، ولكن الملل الدرامى يأتى نتيجة التطويل الغير مبرر لمحتوى العمل، وأيضا من الممكن أن تشاهد أكثر من 120 حلقة وتظل مشدود ومتابعا لأحداث المسلسل، ويأتى ذلك من طبيعة كتابة السيناريو وقدرة المخرجين على تقديم عمل ذو ايقاع سريع، كما أن الجمهور العربى تابع المسلسلات التركية ولم يصاب بأى ملل على العكس بل حرصوا على متابعة إعادة هذه المسلسلات.
**ولكن المسلسلات التركية تعتمد على المناظر الطبيعية كعناصر جذب ربما لا تتوفر فى مصر؟
غير صحيح لأن مصر بلد السياحة والجمال، وأعتبر أن عناصر الطبيعة موجودة فى مصر وفى كل بلد، ولكن مصر بالتحديد ستجد التاريخ والمبانى والحضارة إضافة إلى أنها لديها عناصر جمالية فيما لو أحسن استثمارها بالتأكيد ستكون عنصر جذب، وسأعتمد على القاهرة والصعيد والإسكندرية أثناء تصويرى أحداث المسلسل.
**ومن هو "المنتقم" بأحداث المسلسل؟
الفنان عمرو يوسف هو "المنتقم" كما واضح من العنوان هو شخص تعرض لظلم كبير جدا، وبيحاول يسترد حقه وأن ينتقم ممن ظلموه ليكتشف فى النهاية أن الإنتقام ليس الوسيلة الأصلح، وأن الانتقام كمفهوم هو أبعد من أن يكون قادر على تحقيق العدالة والسلام الداخلى، كل ده بيحدث فيما حدث فى مصر فى الفترة الأخيرة من تعرض طبقات وفئات اجتماعية كثيرة للظلم والتهميش وفى نهاية الحكاية والمسلسل الثورة التى حصلت، فالمسلسل بيحاول يوصل رسالة أن ربما مفهوم الانتقام لن يكون البوابة والطريق الصحيح الذى نعبر منه كأشخاص وكمجتمعات لبناء مستقبل يسوده العدل، ولكن هناك قيم أفضل منها التسامح والغفران لتحقيق العدالة على المستوى الشخصى والعام.
**بما إنك مخرج سورى فهل سنناقش الثورة المصرية فقط أم ستتطرق أيضا للثورة السورية؟
المسلسل لن يناقش الثورة المصرية ككل، ولن يناقش مثلا المحاكمات التى تقام للرئيس السابق مبارك أو سجن طره، فهو لا يتطرق لمثل هذه الحكايات، وإنما سنناقش الاسباب التى أدت لقيام الثورة.
**بعد أن قدمت عددا من المسلسلات الدينية التاريخية فما موقفك منها الآن؟
مفيش حاجة اسمها دينى لكن فيه تاريخى فمن الصح أن نسميه المسلسل التاريخى لأن ممكن نستعرض التاريخ الإسلامى أو ما قبل الاسلام أو غير ذلك، فلا يجب أن نقع فى مثل هذا المطب أن نسميها المسلسلات الدينية، وكأن الهدف منها هو الدعوة للدين وأن تقوم مقام الدعاة ففى النهاية نحن نتكلم عن الفن وعن المسلسلات، وموقفى واضح من الأعمال التاريخية وعملت كثيرا من الأعمال التاريخية، وإقبالى عليها ليس هروب من الواقع كما يردد البعض، فالعكس تماما فمعاصرة الحدث أو العمل ليس له علاقة بزمن وقوع الأحداث، فممكن يكون مسلسل تحدث وقائعه منذ مئات السنين، ولكنه من خلال أفكاره الذى يطرحها أن يكون مسلسلا معاصرا، وهناك مسلسلات كثيرة تدور أحداثها فى الزمن الحاضر ولكنها فيها رسائل تنتمى إلى العصور الوسطى، إذن زمن ووقوع الأحداث ليس له علاقة بمعاصرة العمل الفنى، وأن المعاصرة مرهونة فى الرسائل والأفكار التى يريد أن يطرحها العمل.
**هل أنت قلق من سيطرة التيارات الإسلامية على غالبية الدول العربية؟
منذ بداية اختراع الفن والفنان دائما يعيش فى صراع مع الرقابات بكافة أشكالها، وتطور الفن ينتج عن هذا الصراع وأنا دائما كنت أقول عندما يتم الحديث عن الرقابات الرسمية مثل ملحق وزارات الإعلام العربية الفنية فكنت أطالب دائما بأن نوسع دائرة هذا المفهوم ليشمل شيئا ربما يكون أكثر خطورة هو مفهوم الرقابة الاجتماعية، لأن هذه الرقابة للأسف مع بعض البلدان قد تكون أكثر تشددا من الرقابات الرسمية، وأتمنى ألا يحدث ذلك سيطرة بعض التيارات الدينية وربما يكون بعض المبدعين أصبحوا على مقربة من معركة أشد ضراوة وأكثر سخرية.
عدد الردود 0
بواسطة:
رانيىه
ياريت
عدد الردود 0
بواسطة:
ممدوح عفيفى
يانهار اسود