انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قرار الحكومة العراقية بالسماح لجماعة من المتمردين بالانضمام إلى النظام السياسى، ورأت أنه خطوة من شأنها أن تزيد من التوتر الطائفى فى البلاد، وتجعل مركز الثقل فيها أقرب إلى إيران.
وأوضحت الصحيفة أن جماعة عصائب أهل الحق، التى خصها قرار الحكومة العراقية، كانت من أكثر الجماعات المتطرفة فى العراق فى السنوات الماضية، وهى عبارة عن ميليشيا مدعومة من إيران قامت بتفجير قوافل وقواعد عسكرية أمريكية، واغتيال عشرات من المسئولين العراقيين، وحاولت اختطاف أمريكيين حتى مع انسحاب آخر جندى أمريكى من البلاد، غير أن حكومة رئيس الوزراء الشيعى نورى المالكى ترحب بتلك الجماعة الآن فى النظام السياسى.
وترى الصحيفة أن دعم الحكومة لهذه الميليشيا قد فتح خطوطًا طائفية جديدة فى الأزمة السياسية العراقية، فى الوقت الذى يزداد فيه تمكين إيران سياسيًا، بينما تزداد التوترات العسكرية والاقتصادية بين واشنطن وطهران.
وكانت جماعة عصائب أهل الحق قد انفصلت عن ميلشيات جيش المهدى التى تزعمها رجل الدين الشيعى المعادى لأمريكا مقتدى الصدر، والذى سعى إلى تقوية علاقاته مع إيران، مضيفة أن الآلاف من المسلحين الآخرين، السنة والشيعة، أبرموا اتفاقات مع الحكومة لوقف القتال، ورآه عدد قليل من المسئولين فى العراق سلامًا ذا مغزى لا يشمل المصالحة مع الجماعات المسلحة، إلا أن جماعة عصائب أهل الحق قامت بمبادرة تصالحية، أمس الخميس، وقالت إنها ستفرج عن جثة حارس الأمن البريطانى آلن ماكنمى، الذى كان من بين خمسة بريطانيين تم اختطافهم عام 2007، ولم يُفرج إلا عن واحد منهم فقط وهو حى.
وشعر المعارضون بالقلق من أن المالكى، الذى يواجه تحديات جديدة وشرسة لحكمه من السنة، وحتى من بعض الشيعة، ربما يخترع مسرحية ساخرة وقصيرة لدعم عصائب أهل الحق.
ويقول المعارضون إن المالكى يستخدم رصيد تلك الجماعة كمقاتلين شيعة مقاومين من أجل إحداث انقسام من يتحدون ائتلافه الشيعى الحاكم، ومن أجل إضعاف كتلة الصدر القوية التى تستمد حياتها السياسية من الطبقة الدنيا الشيعية.
وتقول "نيويورك تايمز" إن الحكومة العراقية، من خلال ذلك، تشجع ميليشيا لا يوجد لها سجل فى السلام، وتمنح طهران نفوذًا أكبر فى البلد الذى أنفقت فيه الولايات المتحدة مليارات الدولارات، وفقدت حوالى 4500 جندى أمريكى خلال 9 سنوات.
"نيويورك تايمز": إدماج "عصائب أهل الحق" بالعراق يزيد التوتر الطائفى
الجمعة، 06 يناير 2012 12:02 م
نورى المالكى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة