ربما يبدو عنوانًا غريبًا لهذه المقالة ولكنها مقالة جاءت بمحض الصدفة، عندما كنت أشاهد عرضًا لهذه العرائس على التلفاز وقد شدنى كثيرًا هذا العمل الرائع.
فأطلت النظر والتحديق طويلا فى أنامل هذا الشخص الذى يتلاعب بخيوط رفيعة متصلة بأطراف عروس الماريونت، هو الماريونست البارع المتمكن وهى العروس الصماء تؤدى تماما وبطاعة عمياء الدور المطلوب منها، من المفترض أن أستمتع بالعرض ولكنى أفسدت على نفسى وكالعادة متعة المشاهدة وسبحت بفكرى فى ذلك المسرح الكبير.. بل ذلك العالم الصغير.. فى دنيا العرائس الجميع ماريونت ولا فضل لماريونت على أخرى إلا بمساحة الدور المكتوب لها.. ولكنهم فى النهاية جميعا ماريونت!!!! فى دنيا الماريونت... يتدرج الجميع فى هرم الطبقات.. والكل ملتزم بطبقته... هناك كاتب العرض والمخرج... ومجموعة الماريونست.. والماريونست يتلاعب بالعرائس والعرائس عمياء صماء بكماء لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم!!! والجمهور مجنون لا هم له سوى المشاهدة والمتعة!
أما أنا فلم أكن يومًا ذلك الأحمق ..وأبدًا لن أكون!...
الأحمق الذى يشاهد من أجل المتعة فقط.
أطلت عليكم فى المقدمة ولكنها تعنى لى الكثير.
سالت نفسى هل الشعب هو الذى يقوم بدور الجمهور والثوار هم العرائس ولكننى لم أجد الكاتب والمخرج والماريونست نفسه. فسبحت بخيالى بعيدًا لأتخيل أنفسنا.
فوجدت أننا فعلا لم نختلف كثيرًا عن عالم الماريونت. مازلنا ذلك الشعب الأصم الذى لم تصل أيه ثقافة التغير، مازلنا نتحرك وفقا لوجه نظر الآخرين لا لمحركات داخلية نابعة من أنفسنا - إلا من رحم ربى بالطبع.
فتحدثت مع صديق لى (نفسى) فقلت هل نحن عرائس صماء فرد الصديق قائلا ربما، فقولت له إذن من الماريونست والكاتب والمخرج، فقال لى انظر حولك وانت تعرف من هم؟
فسبحت بخيالى مرة أخرى. هل الخارج هم كتاب هذا السيناريو ؟ وهل من يدعون الزعامة هم الماريونست؟
وهل هذا الشعب العظيم هم الماروينت (العرائس)؟ لكن صديقى رد على وقال لا تتعب نفسك ففى النهاية لن تجد جواباً.
فقلت له لماذا؟ لكنه كان قد استيقظ من التخيل فى عالم الأحلام ولم أصل إلى الجواب، ورجعت مرة أخرى أشاهد عرض هذه العرائس والأفكار تطارد مخيلتى..
محمد سعيد عبد العاطى يكتب: الثورة وعرائس الماريونت
الجمعة، 06 يناير 2012 01:38 م
ماريونت
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. طارق النجومى
بداية مشوار طويل