افتتح الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة مساء أمس الخميس مركز الهناجر للفنون، فى حضور عدد كبير من الفنانين والمثقفين ورؤساء قطاعات الوزارة ومديرة المركز الدكتورة هدى وصفى، التى أعربت عن سعاداتها بفرحة الجماهير بهذا الإنجاز، معتبرة ذلك هو النجاح الحقيقى.
قال عبد الحميد، إن عمليات تطوير وترميم المركز شملت إضافة قاعة متخصصة لعرض الأفلام ثلاثية الأبعاد، مشيرة إلى أنها تعد القاعة الأولى والوحيدة فى مصر التى يوجد بها هذه التقنية الحديثة.
فيما قالت وصفى، فى أثناء تبادلها أطراف الحديث مع زوار المركز فى الافتتاح، إنها تلقت عروضاً خارجية من بعض المخرجين العرب والأجانب لتقديم عروضهم فى القاعة، مما يؤكد على أهمية المركز وعالميته، لافتة إلى أنه كان وسيظل أهم الصروح الثقافية التى تقدم المزاوجة بين الفنون واكتشاف المواهب الجديدة، حيث استطاع أن يحفر لنفسه مكانة وتوج نفسه كأفضل مركز ثقافى وفنى فى مهرجان دول حوض البحر المتوسط.
وتضمنت فقرات الافتتاح تقديم فيلم تسجيلى يعبر عن فترات نجاح المركز والتحديات التى كانت تواجهه وكيف استطاع التغلب عليها من خلال فيلم بتقنية الـ"3D"، مشبها ذلك بعصر الفراعنة وكيف كان المصرى القديم يواجه التحديات والصعاب.
وافتتح عبد الحميد أيضًا قاعة المعرض بالمركز التى تعرف باسم "جاليرى مركز الهناجر"، مؤكدًا أن المركز سيظل بؤرة الإشعاع رغم توقفه مدة زمنية تزيد عن 4 سنوات، إلا أنه سيستمر فى عمله الذى اعتاد فيه اكتشاف المبدعين الشباب، لافتًا إلى أن افتتاح قاعة صلاح جاهين بالأمس ومركز الهناجر اليوم يعد علامة على التقدم الثقافى الباهر الحادث بعد الثورة.
وفى فقرة افتتاح المسرح قبل تقديم العرض المسرحى "أهو دا اللى صار" قدمت وصفى لمسة إنسانية شكرت فيها العاملين فى الإدارة الفنية وفريق العمل المعاون لها تكريما لمجهودهم الذى بذلوه من أجل إنجاح المركز ووصوله لهذه المكانة المشرفة، واصفة إياهم بالجنود المجهولين، بالإضافة إلى عرض فيلم تسجيلى عن أهم الانجازات التى قدمها المركز والعروض والورش والفنانين والمخرجين العرب والعالميين، مثل المسرحى المعروف بيتربروك الذى قدم ندوة مسرحية بالمركز.
وكان من بين الحضور من رموز الفن والثقافة المخرج جلال الشرقاوى، ورائدة المسرح العربى الفنانة سميحة أيوب، وأشرف عبد الغفور نقيب الممثلين، والسيد يسن، وصلاح فضل، وزين عبد الهادى والمخرج مجدى أحمد على وغيرهم الكثير.
وفى نهاية الحفل قدم نجوم عرض "أهو دا اللى صار" عرضهم على مسرح المركز بطولة الفنان لطفى لبيب، معبرين فيه بكل حرية عما حدث فى النظام السابق، حيث قدم العرض على مدار ساعة ونصف صورًا وأشكالا مختلفة للفساد الذى كان يحدث فى ظل النظام السابق، لافتا فى بدايته فى نوع من "الإسقاط الساخر" إلى الحكومة الحالية والمجلس الاستشارى، متمثلا فى حوار بين عمدة قرية وهو يمثل الحكومة وأحد مواطنى القرية الذى يستدعيه العمدة فيرد عليه ساخرًا "جبتنى علشان أحلف اليمين ولا أقولك خدنى فى المجلس الاستشارى".
ألقى العرض الضوء على أبرز قضايا الفساد فى العهد البائد بداية من غرق العبارة السلام، ومرورًا بحريق قطار الصعيد واحتلال أمريكا للعراق وقضية التوريث وتزوير انتخابات مجلس الشعب وفساد القطاع الخاص وممارسات أمن الدولة القمعية وصولا إلى قيام ثورة يناير، وتجسد كل ذلك داخل فكرة العرض من خلال نزول أب وأم من قاطنى الصعيد إلى القاهرة للبحث عن ابنهم الذى ذهب لدراسة الطب ولا يعلمون عنه شىء لمدة ثلاث سنوات ومن هنا يفضح العرض الفساد فى صورة مواقف تحدث مع الأب والأم خلال رحلة بحثهم عن ابنهم المفقود.
ولم يغفل العرض ما يحدث عقب قيام الثورة وتنحى مبارك، من صراعات القوى السياسية وسجالاتهم حول الدولة المدنية والإسلامية، داعيًا فى الختام إلى وحدة الصف وذلك من خلال أغنية وطنية غناها ممثلوه وعلى رأسهم الفنان الكبير لطفى لبيب.
واعتبر كل من مخرج العرض محسن حلمى ورئيسة المركز الدكتورة هدى وصفى هذا العرض إهداء إلى روح ثورة يناير التى نفضت غبار الاستبداد ولروح شهداء الثورة، وصدروا إهداءهم على كتالوج برنامج العرض.
جانب من الافتتاح
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة