ولم تمنع الإعاقة الطلاب من تقديم لوحات فنية مميزة فى الفن التشكيلى والتجريدى والرسم بالفرشاة والألوان، بعد ورشة عمل تولى تدريبهم فيها الدكتور عادل بدر أستاذ النحت المساعد بكلية التربية النوعية جامعة القاهرة، داخل قاعة "طه حسين" المخصصة للمكفوفين، ليقدموا لنا لوحات مميزة وصفها مشاهدو المعرض بأن بعضها يتفوق على لوحات المبصرين.
وافتتح المعرض الدكتورة هبة نصار، نائب رئيس جامعة القاهرة، لخدمة المجتمع والبيئة، والدكتور عز أبو ستيت، نائب رئيس الجامعة للتعليم والطلاب، والدكتور شريف شاهين، مدير المكتبة المركزية، والدكتور عادل بدر أستاذ النحت المساعد بكلية التربية النوعية بالجامعة، وصاحب فكرة ورشة العمل للمعرض، والدكتورة أمانى أحمد رفعت، ونبيلة رمزى المشرفتين على القاعة.
وقال طارق حلمى الشناوى "كفيف" إن فكرة المعرض بدأت بالتفكير فى تنمية قدرات المكفوفين وضعاف البصر من خلال ورشة للفن التشكيلى، بمختلف اتجاته، مرورا بالطباعة والرسم بالأصابع، والرسم بالفرشاة.
وأشار طارق، إلى أنه واجه صعوبة فى بداية العمل، ولكن حرصه على تنمية موهبته، والتعاون الذى لاقاه، والاستفادة، أشعره بأهميته، وأهمية المشاركة فى تغيير الوطن من خلال الإبداع.
بينما يعرض أبانوب رشدى خليل، الطالب بالفرقة الثالثة قسم التاريخ بكلية الآداب، تجربته عن المشاركة فى ورشة العمل، حيث أشار إلى أنه توقف عن الاهتمام بموهبته فى الرسم منذ دخوله لمدرسة المكفوفين الثانوية، وأنه استفاد من الورشة استفادة بالغة بعد أن تمرن على مختلف أنواع الرسم رغم أنه كان لا يعلم عنها شيئًا.
وأوضح الدكتور عادل بدر، المشرف على تدريب الطلاب بورشة العمل، أن فكرة المعرض بدأت بورشة عمل لنحو 10 من شباب الجامعة من الطلاب والطالبات، حيث تم توفير الاحتياجات التى تتماشى معهم من خلال خامات وأدوات بسيطة يجدها الكفيف فى بيئة.
وأضاف بدر أنه تم تدريب الطلاب على مهارات الرسم التى يدرسها أى طالب أكاديمى مع تقريبها وتبسيطها بما يتماشى مع المكفوفين، وقال "الفكرة مكنتش إننا نعلمهم الرسم فقط، وإنما إزاى يقدموا إحساسهم فى الرسم، وإزاى نساعدهم فى إظهار قدراتهم ومهارتهم لأنه جزء مهم من المجتمع نحترمه ونقدره وله حقوقه".
وقال الدكتور شريف شاهين، مدير المكتبة المركزية بالجامعة، "من كان يتخيل أن فاقد البصر يستطيع أن يقدم لنا إبداعا رائعا من خلال لوحات تشكيلية، بعد أن قدموا من قبل معرضًا للتصوير الفوتوغرافى"، مشيرا إلى أن قاعة طه حسين خرجت من نطاق قاعة دروس تقليدية وتحولت بفضل تجهيزاتها التقنية واستعداداتها الفنية، وإمكاناتها البشرية إلى معمل للطلاب ومكان ثقافى فنى اجتماعى، وقاعة انترنت وقاعة للسماع.
بينما أشارت الدكتورة هبة نصار نائب رئيس الجامعة لشئون البيئة وخدمة المجتمع، إلى أن قاعة طه حسين ليست فقط "نور لكل كفيف" كما يطلق عليها، وإنما هى نور لجامعة القاهرة يبصر بها الجميع.













