قالت مجلة "الإيكونوميست" إن المصريين فى حاجة إلى التحلى بالصبر وهدوء الأعصاب والحكمة فى تلك المرحلة التى تحل فيها السياسة محل اضطرابات عصفت بالبلاد فى الأشهر الأخيرة.
وأضافت المجلة البريطانية فى تقرير عن مصر بعددها الأخير،: مع هيمنة الإسلاميين على البرلمان الجديد، فإن المصريين العلمانيين يأملون أن يتمكن المعتدلون من السيطرة على المتشددين، ويبدو حتى الآن أنهم قادرون على فعل ذلك.
وترى المجلة أنه مع اقتراب الذكرى الأولى لثورة 25 يناير يختلف المصريين فى تفكيرهم حول ما حققته هذه الثورة.
البعض يقول إنها نجحت، ويتحدثون عن المكاسب التى تتحدد فى انتخاب برلمان حر ووجود صحافة تتمتع بالحيوية وتحسن الأمن والحصول على وعود مؤكده من الحكام العسكريين بترك السلطة فى يوليو المقبل بعد انتخاب رئيس جديد وأى شخص يخشى على روح الثورة يمكنه أن يراقب جلسات محاكمة مبارك، وكيف تباع شباشب عليها صورة الفرعون الذى سقط خارج أكاديمية الشرطة التى يحاكم فيها.
لكن الصحيفة تتابع: فى المقابل بعد انقضاء العام الأكثر اضطرابا فى تاريخ مصر الحديث يرى الكثيرون الصورة قاتمة مع تدهور الاقتصاد وعدم وضوح نوايا الإسلاميين فى البرلمان المقبل. وهناك ما يدل على أن الدولة القمعية العميقة التى بنتها أجهزة الأمن والسياسيون للتغطية على الحكم الديكاتورى على مدار 60 عاماً تظهر على السطح من جديد ومسلحة بالانتقام.
لا يرجع ذلك فقط لوجود عمليات قتل وضرب واعتقالات لمعارضينن لكن لأن وكلاء تلك القوى القمعية فى المجلس العسكرى والإعلام الحكومى والشرطة السرية والقضاء وغيره قد عادوا إلى حيلهم القديمة، يتهمون طرف ثالث بنشر العنف ويحاولون إقناع المواطنيين أن هؤلاء الذين جعلوا الثورة ممكنة هم أعدائهم لأنهم يثيرون المشاكل.
وتحدثت المجلة عن انحياز الإعلام الرسمى للمجلس العسكرى وتأييده له وعن الاتهام الذى يوجه للمنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، ثم قالت إن التراجع عن الحماسة الثورية إلى العادات التى كانت سائدة فى سنوات حكم مبارك الطويلة، يجعل المصريين الذين أصابهم الملل مما يجرى يميلون إلى عدم الاكتراث بهذه النزاعات.
"الإيكونوميست" تدعو المصريين إلى التحلى بالصبر والحكمة
الجمعة، 06 يناير 2012 04:53 م
ثورة يناير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة