فى كل البرامج الانتخابية سواء لمرشحى البرلمان أو الرئاسة أو الشورى أو المجالس المحلية نرى أن التعليم هو أحد البنود الثابتة فى هذه البرامج، وأحد الركائز الأساسية التى يطمئن لها المنتخِب حينما يقرأ هذا البرنامج الانتخابى..
لكننا لم نر أى تطور فى العملية التعليمية فى مصر، سوى أن يظهر لنا وزير تربية وتعليم جديد ليُغيّر لنا نظام الثانوية العامة..
والحقيقة لا أدرى ما هى العلاقة بين إصلاح التعليم فى مصر، وبين التغيير المستمر والمتكرر لنظام الثانوية العامة؟!
فتارة تصبح الثانوية العامة على مرحلة واحدة ثم مرحلتين، ثم بنظام التحسين الذى يُمكِّن الطالب أن يمتحن المادة الواحدة أربع مرات..
وطالعتنا الصحافة اليوم بنظام جديد يتم دراسته من قِبل وزارة التربية والتعليم بأن تكون مدة دراسة الثانوية العامة أربعة سنوات.. ومرة أخرى يعود التساؤل ما سر تغير نظام الثانوية العامة باستمرار؟ وما علاقته بالمستوى المتدنى للتعليم فى مصر..
هل يتخيل المسئولون أن نظام الثانوية العامة هو محور التعليم فى مصر فإذا صَلـُح حاله، صَلـُحت المنظومة بأكملها؟
وماذا عن مستوى المُدرسين والمعلمين، والمادة العلمية لديهم، والكتب والمناهج، ومستوى الفصول، وعدد الطلاب فى الفصل الواحد، ومستوى دخل المُعلم الذى غالباً ما يضطره للخوض فى الدروس الخصوصية، وسُبُل المواصلات من وإلى المدرسة ...؟؟؟.
إن من يحصر مشكلة التعليم فى الثانوية العامة فقط هو بالتأكيد شخص قصير النظر، غير واعٍ، وليس على مستوى المسئولية نهائياً..
يذكرنى هذا بالنكتة الشهيرة بذلك الشخص الذى لم يستطيع النوم بسبب الإزعاج والضوضاء الصادرة من باب حجرته، فقام بغلق الباب، وذهب ليكمل نومه، فوجد الضوضاء مازالت مستمرة، فقام وأغلق الباب بالمفتاح!!!.
هل يظن المسئولون بأنه مهما غيّروا فى نظام الثانوية العامة (أغلقوا الباب بالمفتاح) سينصلح حال التعليم (ستزول الضوضاء)؟؟.
فمن المفروض ألا تذهب لنفس الخطأ مرة أخرى لأنك ستصل لنفس النتيجة مرة أخرى؟؟
جرّبنا مراراً وتكراراً تغيير نظام الثانوية العامة ولا نصل لأى نتيجة، ما المانع أن نتبع أسلوب آخر للتغيير، مع الاستفادة بالتجارب السابقة.
لماذا لا ننظر للدول التى كانت فى نفس مستوانا فى الأمس القريب، وأصبحت من أوائل الدول الآن بفضل التعليم؟؟
لماذا لا نعرف ماذا فعلوا، ونفعل مثلهم لنصل لنفس نتائجهم؟؟
وبالتأكيد هذه الدول لم تغير نظام الثانوية العامة؟؟
كل المطلوب يا سادة أن نُفتح أذهاننا، ونفكر بطريقة علمية فى كيفية حل هذه المشكلة، وكيفية التطوير الحقيقى، وليس عن طريق إعادة التجارب الفاشلة السابقة التى أوصلتنا إلى هذا المستوى الضحل من التعليم.
دعونا نفكر فى المنظومة ككل بدايةَ من الطفل الصغير الذى لم يدخل المدرسة من الأساس وكيفية تهيئته نفسياً وفكرياً للدخول إلى عالم التعليم الطويل، ووصولاً إلى الدراسات العليا.
نفكر فى الجو المحيط للطلبة والتلاميذ والمدرسين والأساتذة.. فى المناهج.. فى طرق التعليم والتعلم.. فى الوسائل المساعدة.. فى الوسائل الترفيهية.. فى كيفية استثمار أوقات الفراغ.. فى إشباع المُتعلم بقيمة التعليم.. فى اكتشاف المهارات وتنميتها.. فى البناء الجسمانى القويم.. فى التعاليم الدينية.. فى السلوكيات والأخلاقيات.. فى الإطلاع والثقافة.. فى إشباع المواهب وتشجيعها..
فى النهاية أقول.. يُخطىء من يحاول حل المشاكل بطريقة واحدة ومن ناحية واحدة.
ياسين شعلان يكتب: مشكلة التعليم والثانوية العامة
الخميس، 05 يناير 2012 12:08 ص
وزير التعليم جمال العربى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اين الاصلاح؟
عدد الردود 0
بواسطة:
Annie
لايزال الإصلاح جزئيا
عدد الردود 0
بواسطة:
دسوقي
شكرا
عدد الردود 0
بواسطة:
هدير مصطفي المحمدي
ارحموا من الارض يرحمكم من في السماء
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد كمال
الثانوية العامة
عدد الردود 0
بواسطة:
د.عبدالباسط
صدقت أستاذنا الفاضل
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود ابوعالية
التجربة السعودية في التعليم
عدد الردود 0
بواسطة:
قبطي مسيحي
كيفية إصلاح التعليم
عدد الردود 0
بواسطة:
أستاذ أشرف عابدين
كفانا تغيير ونعود لزمن الثانوية القديم
عدد الردود 0
بواسطة:
أستاذ أشرف عابدين
كفانا تغيير ونعود لزمن الثانوية القديم