جمال نصار

وقفة مع النفس فى العام الجديد

الخميس، 05 يناير 2012 04:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل عام والإخوة المسيحيون بخير وسلام ومصر كلها فى أمن وأمان وحفظ من الرحمن، كل سنة ومصر تنعم بالحرية والإنتاج والعمل والنهضة والتقدم والازدهار، كل سنة و«الإيد فى الإيد» مسلم ومسيحى، كلنا مواطنون من مصر ولمصر.
إن ذهاب عام، ومجىء آخر أمر يستدعى مِنّا الوقوف مع أنفسنا وقفة جدية للمحاسبة الصادقة بشكل موضوعى، وليسمح لى القارئ الكريم بأن أقف مع بعض المحطات:
المحطة الأولى: مع النفس، نفسى ونفسك أنا وأنت ماذا فعلنا لتهذيبها، أنا أعرف وأنت كذلك ما بداخلنا وما هى أخطاؤنا وعيوبنا، فهل وقفنا مع هذه الأخطاء وحاولنا تقويمها؟! هل سلكنا الطريق القويم للارتقاء بها؟ لعلها تكون فرصة مع بداية العام الجديد أن نجدد العهد مع أنفسنا ونرتقى بها ونساعدها على أن تكون بالفعل نفسًا مطمئنة راضية فعّالة صاحبة همة عالية ترنو إلى المعالى وتسعى إلى المجد، مع المحاسبة والمراجعة من حين لآخر، ورحم الله الإمام الشافعى الذى قال:
بقدر الكد تكتسب المعالى
ومن طلب العلا سهر الليالى
ومن رام العلا من غير كد
أضاع العمر فى طلب المحال
تروم العز ثم تنام ليـلاً
يغوص البحر من طلب اللآلى
المحطة الثانية: مع المجتمع، الذى يجمع كل الأطياف والتيارات السياسية والفكرية المتنوعة والديانات المختلفة، فلا شك أن هناك قواسم مشتركة بين الجميع، وهى كثيرة، ووجهات نظر مختلفة وأظن أنها قليلة، ومن ثمَّ وجب علينا أن نُثمّن المتفق عليه ونزيد منه، ونقلل من المختلف حوله بقدر الإمكان، لأنه بتعاون كل أفراد المجتمع فى القضايا المتنوعة يكون تقدم مصر ونهضتها وبناؤها بناء حديثًا، وعلى المثقفين والنخب والعلماء أن يؤكدوا دومًا على هذه المشتركات ويشرحوا للناس أهمية التوحد والاتفاق فى القضايا الكلية، ولا يتعصب شخص أو جهة لرأيه، لأن التعصب بغيض يورث العداوة والبغضاء بين الناس ويزيد من الفتن والفرقة، ونحن أحوج ما نكون فى هذه المرحلة إلى توحيد الصف ولم الشمل.
المحطة الثالثة: مع الإعلام، صاحب الدور الأكبر فى نقل المعلومة للقارئ والمشاهد والجمهور بشكل عام، فكلما زادت المصداقية والحيادية والموضوعية، ومعالجة القضايا التى تمس المواطن وتساعد على توعيته وتثقيفه والارتقاء بأخلاقه، ساعد ذلك على المساهمة بشكل كبير وفاعل فى بناء مصرنا ورقيها وازدهارها فى جميع المجالات، أما إذا اهتم الإعلام بإثارة الفتن والضغط عليها وتوسيعها والتحريض، والاهتمام بالأمور والقضايا التافهة التى لا تنفع ولا تغنى من جوع، فهذا بطبيعة الحال يؤدى لا محالة إلى تفتيت عناصر الأمة وزيادة الفرقة بين الناس، ناهيك عن انحلال المجتمع وتفككه على المستوى الفردى والمجتمعى.
المحطة الرابعة: مع المجلس العسكرى، الذى وقف مع الثورة وناصرها وأيدها فى بدايتها، ولم ينجرّ إلى مواجهتها، أقول له أحسنت ولكنك أطلت فى قيادتك للمرحلة الانتقالية، وعليك مشكورًا أن تُسلِّم السلطة فى أقرب وقت ممكن إلى سلطة مدنية منتخبة لتقود البلاد فى المرحلة القادمة دون تباطؤ أو تأخير، لأن هذا التأخير يزيد من إشاعة الفوضى والخلل فى كل مؤسسات الدولة، لأن مهمتك الأساسية أن تدفع عن حياض الأمة وتدافع عنها ضد أعدائها المتربصين بها، الذين لا يريدون لها رفعة أو نهضة. وعلى المجلس العسكرى دور مهم فى المرحلة الانتقالية، وهو تطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين والمُفسدين من بقايا النظام السابق حتى يُسلم الدولة نظيفة نقية.
من كل قلبى أتمنى لمصر العظيمة وشعبها الكريم رجالاً ونساء، أطفالاً وشيوخًا أن يسعدوا بالأمن والأمان والسعادة والإيمان والتقدم والازدهار فى العام الجديد. وكل عام وأنتم جميعًا بخير وسلام.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة