احتفالية رأس السنة هذه المرة كانت لها مذاق مختلف تماما عن جميع الأعوام الماضية، فقد امتزجت فيها كل معانى الحرية والأخوة والتراحم والصلوات والدعاء فى مكان واحد فى ميدان الحرية (ميدان التحرير) لم أشعر بذلك الإحساس من قبل.. لم أتخيل أنى أدخل كنسية فى حياتى فى رأس العام الذى كان يشعرنا النظام المخلوع أن الكنائس بالنسبة لنا كمسلمين أماكن حربية ممنوع الاقتراب منها أو التصوير.. ولا أعلم لماذا؟ فقد دخلت ليلة رأس السنة أنا وأصدقائى كنيسة قصر الدوبارة المجاورة لميدان التحرير ولم يمنعنا أحد ولم ينظر إلينا أحد بغيظ أو نقمة، بل الجميع استقبلنا بالحب والمودة التى غمرت المكان هنأناهم بعيدهم وهنئونا بقدومنا إلى الكنيسة.
لم أشعر بغربة وأنا داخل الكنيسة فالصلوات والروحانيات التى تغمر المساجد تغمر الكنائس أيضا، وعندما بدأت الترانيم تحيط بالحضور، خاصة ترنيمة "بارك بلادى"، أيقنت أنه المصير الواحد الذى يواجه مصر لا يفرق فى حينها بين مسلم ومسيحى، علمت لحظتها أن الجميع فى مركب واحدة، ووجدت أن هناك أوجه للاتفاق أكثر بكثير من أوجه الاختلاف، فنحن نعيش على أرض واحدة نشرب من نيل واحد ونأكل مما نزرعه ونحن لا نعلم من زرعه مسلم أو مسيحى، فقط نحن نعلم أنه مصرى، والشمس التى تطلع يوميا تطلع على الجميع والمرابطين على الحدود لحماية حدود مصر من كل ناحية لا نعلم سوى أنه جندى مصرى.
عندما ذهبت مع المسيرة من كنيسة قصر الدوبارة إلى ميدان التحرير، علمت كيف أن الأرض تحتاج إلى الماء حتى تنبت الكلأ والزرع، اختلط الاثنان فى مكان واحد على قلب واحد داعين الله فى لحظة واحد "اللهم أدم نعمة الأمن والأمان على مصر"، شعرت لحظتها أن الفتنة الطائفية قد يئست أن تعبد فى مصر بعد اليوم، وأن ميدان التحرير أصبح الملاذ الآمن لكل محاولة لتجميع الوطن ولكسر أى محاولة لتفريقه "كل عام وأنتم بخير يا مصريين".
محمد البحراوى يكتب: ترنيمة مسلم بكنيسة الدوبارة
الخميس، 05 يناير 2012 05:44 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد مازنجر
الفتنة الطائفية قد يئست أن تعبد فى مصر بعد اليوم ....
عدد الردود 0
بواسطة:
ايهاب الطباخ
نعم