"الطيب": رجال الأعمال كانوا يأتون الأزهر لاستغلاله إعلاميًا.. والمصرى البسيط ظُلم كثيرًا من النظام السابق.. ولا تخافوا على مستقبل السياحة فى ظل وصول التيارات الإسلامية

الخميس، 05 يناير 2012 04:48 م
"الطيب": رجال الأعمال كانوا يأتون الأزهر لاستغلاله إعلاميًا.. والمصرى البسيط ظُلم كثيرًا من النظام السابق.. ولا تخافوا على مستقبل السياحة فى ظل وصول التيارات الإسلامية شيخ الأزهر لدى استقباله وفد من رجال الأعمال
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن تجربة رجال الأعمال فى العهد البائد مع الأزهر لم تكن طيبة ولا مشجعة، مشيرًا إلى أنهم كانوا يأتون للأزهر لاستغلال ذلك إعلاميًا لصالح نشر مشروعاتهم، وأضاف أنهم كانوا يوعدون الأزهر بالمساعدة فى أنشطته، ولم يحققوا أيًا من ذلك.

جاء ذلك خلال استقبال شيخ الأزهر لوفد من جمعية رجال الأعمال المصرية برئاسة حسين صبور، وقال شيخ الأزهر إنه رجل علم ولكنه بالدرجة الأولى مواطن مصرى يعايش الناس، ويحمل هموم الفقراء، ويجالسهم فى قرى الصعيد ويسمع شكواهم، وإن المحافظات النائية تعتمد على السياحة والفنادق، وفى القاهرة على التمويل الغذائى، مضيفًا "لماذا لا يتم الاستثمار فى تنمية التمويل الغذائى والإنتاج الغذائى".

وقال شيخ الأزهر إن الغرب لا نراه نموذجًا فى كل شىء، ولكن فى هذا المجال نجد رجال الأعمال والرأسماليين والأغنياء يسهمون فى تمويل الجماعات فى البحث العلمى لتجهيز المعامل، ويستفيدون من إلحاق الخريجين بالمصانع فيما بعد، ويمولون الهيئات الثقافية، ويقدمون المنح للطلاب، لافتًا إلى أن هذه البلاد تنمى نفسها بنفسها، ولا تعتمد فقط على الحكومات ولا على أجهزة الدولة، واقترح "الطيب" على رجال الأعمال أن ينشئوا جمعيات خيرية للمساعدة فى تنمية المجتمع ومساعدة الفقراء.

وطالب "الطيب" بأن تكون المساعدة فى شكل مشروعات إنتاجية مستدامة، وليس فى شكل صدقات، مضيفًا "وفى هذه الحالة يمكن أن ينشر الأزهر رعايته لهذه الجمعيات ولمشروعاتها".

وطمأن الإمام الأكبر رجال الأعمال المصريين على مستقبل استثماراتهم فى مصر، خاصة السياحية، فى ظل التغيرات السياسية التى تشهدها مصر بصعود التيارات الإسلامية إلى قمة الحياة السياسية.
وأكد الإمام الأكبر أن شعب مصر وسطى، وأرض مصر وسطية، والأزهر سيساند كل من يعمل لمصلحة مصر وتقدمها.

وانتقد "الطيب" الدور السلبى الذى يلعبه الإعلام المصرى فى الترويج لبعض الأكاذيب، "مثل فرية تنظيم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر".
وقال "الطيب" إن الإنسان المصرى البسيط ظُلم كثيرًا من النظام السابق، الذى حرمه من أقل حقوقه فى الحرية والكرامة، مضيفًا أن المصرى له حرمة لا تمس، بالإضافة إلى ظلم مجموعة الأغنياء للفقراء بعدم توجيه أنشطتهم الضرورية تجاه توفير لقمة العيش الكريمة، أو مساعدتهم فى الحصول على قدر ولو قليل من التعليم الصحيح، مشيرًا إلى أن هذه الأمور وصلت بمصر إلى طريق تهدمت فيه أهم معالم الدولة، وظهر الفقر، وانتشرت الأمراض، حتى أصبح طريق الخروج صعبًا، وعجز المخلصون عن تلمس طريق الخروج.

وأوضح الإمام الأكبر أنه منذ توليه مشيخة الأزهر رفض أن يستقبل رجال الأعمال الذين جمعوا بين السلطة والمال، لأن هذا النوع أساء لمصر، وأنه لن يساهم فى افتتاح مشروعات حتى لا يتم استغلال اسم ومكانة الأزهر من قبل هذه النوعية من رجال الأعمال.

وطالب شيخ الأزهر رجال الأعمال بالنزول إلى القرى والنجوع، والبحث عن مشروعات جديدة تخدم تلك الأماكن، وأن يختاروا محافظة واحدة يعملون فيها من أجل إنهاء مرض الفيروس "سى" على سبيل المثال، لأنه آن الأوان لرجال العمال أن يساهموا فى دعم الاقتصاد ومساندة الحكومة.
ومن جانبهم أكد رجال الأعمال أنهم جاءوا إلى الأزهر للحصول على الحكمة والخبرة، وأنهم لأول مرة يتوجهون إلى الأزهر، فقد كان المعتاد أن يذهبوا إلى الوزراء لحل مشاكلهم، أما الآن فإنهم فى حاجة إلى نوعية جديدة من الفكر والخبرة يتلمسونها من شيخ الأزهر والعلماء، فى ظل الظروف التى تمر بها مصر، والتى لم تتضح فيها الرؤيا، وعدم احترام القانون من قبل البعض.
وأضاف رجال الأعمال أن الأزهر حصل على ثقة الناس، وأصبح هاديًا لهم لما يختلفون فيه، وأن مصر تحتاج لهذا الدور الذى يهدئ من روع الخائف ويدعو للخير.

وطرح رجال الأعمال عدة أفكار للتعاون مع الأزهر، مثل إنشاء مؤسسة لتنمية الصعيد برعاية الأزهر، والمساهمة فى الإعداد والتمويل لقناة الأزهر، ومشاريع خاصة بالزكاة، والاهتمام ببرامج التعليم.

ووجه شيخ الأزهر رجال الأعمال إلى العمل من أجل الفقراء قائلاً "لا تهمنى إلا الأفواه الجائعة"، ووعدهم بدراسة المشاريع إذا قدموا التصور الخاص بها.

ومن جهته وصف رجل الأعمال حسين صبور، رئيس جمعية رجال الأعمال، زيارته لشيخ الأزهر بالناجحة، حيث امتدت لأكثر من ساعتين تم التطرق فيهما إلى كل القضايا التى تتعلق بالبلاد، مشيرًا إلى أنه تم التطرق إلى الطبقات الكادحة من الشعب والفقراء، وتم الاتفاق على أنه إذا لم تسترح تلك الطبقات فلا أمل أن تنجح أى ثورة، وتمت مناقشة كيفية وضع يد رجال الأعمال فى أيدى الأزهر، وطالب "صبور" بضرورة البدء فى تنمية المحافظات الفقيرة، والسعى لعمل مشروعات منتجة يتكسبون منها، وكشف "صبور" عن مخاوف رجال الأعمال على مستقبل السياحة فى مصر فى حال وصول التيار الإسلامى للحكم فى البلاد، فرد "الطيب" بكلمة واحدة قال فيها "لا تخافوا".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة