يكشف "اليوم السابع" عن مفاجأة كبيرة تتمثل فى وضع هاتف وفاكس المركز الأكاديمى الإسرائيلى، المصدر الأساسى لشبكات التجسس الإسرائيلية على الموقع الرسمى لوزارة التعليم العالى، وفى القسم الخاص بـ"قطاع الشئون الثقافية والبعثات"، ضمن المراكز الثقافية الأجنبية داخل مصر والتى تخضع لإشراف الوزارة.
ومنذ سنوات يطالب عشرات الباحثين وأعضاء هيئة التدريس، وعلى رأسهم الدكتور رفعت سيد أحمد المتخصص فى الشئون الإسرائيلية، بإغلاق المركز الأكاديمى الإسرائيلى، مؤكدين أنه يقوم بدور مشبوه داخل مصر حيث تم الكشف عن عدد من الشبكات الأمريكية والإسرائيلية للتجسس داخل المركز، إلا أن وضع عنوان وهاتف ورقم المركز على الموقع الرسمى للوزارة بمثابة دعاية مجانية مباشرة، وترويج له داخل مصر.
اتصلنا بالدكتور حسين خالد وزير التعليم العالى الذى تولى مهام الوزارة منذ أقل من 20 يوماً، ففوجئ بالأمر وقال إنه على الفور سيتم حذف أى معلومة تختص بالمركز الأكاديمى الإسرائيلى من على موقع الوزارة، نافيًا علمه بوجود عنوان المركز على موقع قطاع الشئون الثقافية والبعثات بالوزارة.
ويرتبط اسم المركز بشبكات التجسس على مصر، حيث كشفت السلطات المصرية عامى 1985، 1986 عن ثلاث شبكات للتجسس داخل المركز مكونة من عدد من الأمريكيين والإسرائيليين واليهود المصريين، كما ارتبط اسمه بقضية الجاسوس الشهير عزام عزام، وورد اسمه فى التحقيقات مع جاسوس الطاقة النووية الذى حكم عليه بالمؤبد فى الأعوام الأخيرة، وقالت مصادر إن 5 أو 6 من المصريين يعملون داخل هذا المركز.
وأكدت مصادر داخل وزارة التعليم العالى لليوم السابع، أن المركز الأكاديمى الإسرائيلى توقفت أنشطته خلال عام 2011، منذ ثورة 25 يناير حتى الشهر الماضى، ولم يتم إبلاغ الوزارة بأى نشاط له فى الفترة الماضية نهائياً.
ويقول الدكتور رفعت سيد أحمد فى أحد مقالاته فى موقع "اليوم السابع" بتاريخ "24 ديسمبر 2009" تحت عنوان "كيف اخترق المركز الأكاديمى الإسرائيلى العقل المصرى؟" "أنشئ هذا المركز عام 1982، تطبيقاً لبنود اتفاقات كامب ديفيد، ولقد مارس المركز عملية مسح منظمة للمجتمع المصرى اجتماعياً وسياسياً وثقافياً، ولعب فى الثمانينيات من القرن الماضى وحتى اليوم، من خلال مديريه التسعة السابقين، دوراً مهماً فى اختراق مصر، ولم يكن غريباً أن يتم اكتشاف عدة شبكات للتجسس من الأمريكيين والإسرائيليين وبعض المصريين يعملون داخل المركز، وينطلقون فى تجسسهم من خلاله وذلك من أول شبكة كشفت فى أوائل أغسطس 1985 وحتى شبكة الأخيرة عام 2008".
ونشر "سيد أحمد" قائمة بأسماء المصريين الذين تعاونوا مع المركز منذ ثمانينيات القرن الماضى، وأشار فيه إلى التطبيع الرسمى المتزايد مع إسرائيل من قبل نظام مبارك، وأشار إلى أن الشعب المصرى رافض لهذا الاختراق وأن النقابات المهنية وفى مقدمتها نقابة الصحفيين أصدرت قرارات حاسمة برفض وتحريم أشكال التطبيع الثقافى والمهنى مع إسرائيل، رغم الاتصالات مع بعض الصحفيين وزيارتهم لإسرائيل.
"التعليم العالى" تنشر عنوان وهاتف المركز الأكاديمى الإسرائيلى على موقعها الرسمى
الخميس، 05 يناير 2012 12:23 م