نقلا عن اليومى
محاكمة مبارك وتداعيات أحداث «الوزراء» و«الشيخ ريحان» سحبت بساط الاهتمام الإعلامى .. والإسلاميون يقتربون من السيطرة على المحافظات الحدودية.. قلق إسرائيلى وترقب فى ليبيا والسودان
مرحلة ثالثة وأخيرة من انتخابات مجلس الشعب بدأت أولى جولاتها أمس فى تسع محافظات وتستكمل جولتها الثانية اليوم.. فوارق عدة ومفارقات تحيط بهذه المرحلة من الانتخابات، فهى الأخطر من حيث تكريس فوز القوى الإسلامية ممثلة فى حزب الحرية والعدالة (الجناح السياسى لجماعة الإخوان المسلمين) و«النور السلفى»، وهى الأهم من حيث رسم الخريطة النهائية للحياة البرلمانية فى مصر ما بعد الثورة، وتحديد صاحب النصيب فى الفوز بالمركز الثالث (الميدالية البرونزية) فى سباق المقاعد من بين «الوفد» و«الكتلة المصرية»، بعد أن حسم الحزبان الإسلاميان الجولتين السابقتين لصالحهما، وحجزا المركزين الأول والثانى. وهى الأقل حظا فى الاهتمام الإعلامى بعد أن زاحمتها فى ساحته أحداث لا تقل جماهيرية، كمحاكمة الرئيس المخلوع وابنيه ووزير داخليته فى قضايا قتل المتظاهرين، وسبقتها بأيام أحداث التصعيد الدامية فى منطقة مجلس الوزراء والشيخ ريحان، وما شهدته من قتل عشرات المتظاهرين وسحل متظاهرات وإحراق المجمع العلمى، حيث لا تزال تداعيات تلك الأحداث تلقى بظلالها على المشهد السياسى المصرى.
الفارق الأخطر فى مرحلة الانتخابات الثالثة يتمثل فى أن صناديق الاقتراع، وإن كانت ستحسم الخريطة البرلمانية تحت قبة البرلمان الكائن فى وسط العاصمة، إلا أنها ستحدد هذه المرة لمن ستكون الغلبة والسيطرة فى المحافظات الحدودية ممثلة فى شمال وجنوب سيناء ومرسى مطروح والوادى الجديد.. وهناك فى هذه المحافظات الأربع حيث تختلف الخريطة الاجتماعية عن غيرها من المحافظات، وتختلط وتتعدد مناطق النفوذ ما بين قبائل تدين الخريطة السكانية لها بالولاء، وأجهزة أمنية تدين لها الخريطة الجغرافية بالسيطرة، ودول تتماس حدودها معها، فتترقب عيونها وأجهزتها ما ستنطق به صناديق الاقتراع لتحدد مصير قضايا ساخنة، لعل فى القلب منها، ما ظلت تردده إسرائيل عن تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر أنفاق حدودية فى سيناء، وما يتوقع له أن يكون حديثها الدائم خلال الفترة المقبلة، إذا ما دانت الغلبة الانتخابية لمرشحى القوى الإسلامية فى محافظات التماس معها (شمال وجنوب سيناء)، وهى القوى وثيقة الصلة بحركة المقاومة الإسلامية «حماس» المسيطرة على غزة، والتى توصف بأنها الفرع الفلسطينى لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر.
لا يكون من الافتئات إذن القول بأن الاهتمام الإسرائيلى بنتائج الانتخابات فى الدوائر الانتخابية بشبه جزيرة سيناء لا يقل – إن لم يكن يفوق – اهتمام قطاعات كثيرة من المصريين أنفسهم، وهو ما يظهر فى اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية بالانتخابات المصرية، خاصة فى ظل سعى جماعة الإخوان المسلمين إلى حسم المنافسة مبكرا فى شبه الجزيرة لصالح مرشحى حزبها بتكثيف المؤتمرات الانتخابية قبيل بدء التصويت، حيث دفعت الجماعة على قوائمها فى شمال سيناء بكل من الدكتور سليمان سالم صالح، أستاذ بإعلام القاهرة، وخالد حركة، من قبيلة الفواخرية، ومحمد نصار إبراهيم، وإيناس مصطفى حمدان، وعلى المقعد الفردى بعبدالرحمن الشوربجى، ويلقى فى المقابل حزب «النور السلفى» بثقله فى نفس المحافظة بترشيح محسن عبدالعزيز، وكمال نبيل الأهتم، وعلى موسى على الهرش، من قبيلة البياضية، وأزهار على حسن، من قبيلة الأخارسة، وعلى المقاعد الفردية بسامى الكاشف من العريش، وسلمى الأرميلى من رفح، وكلا الحزبين سعى إلى اجتذاب قبائل المحافظة لصالحه.
وفى جنوب سيناء دفع حزب الحرية والعدالة بكل من: عبدالله إبراهيم الدسوقى، فئات، وأحمد إبراهيم قاسم، وأيمن حسينى توفيق، وأميرة عبدالحميد محمد طه عثمان، كما ينافس النور السلفى بمرشحه الشيخ محمد فراج سالم موسى، المنتمى لقبيلة بنى واصل، المتمركزة بمدينة طور سيناء.. وفى المحافظتين تميل المؤشرات لترجيح كفة المرشحين الإسلاميين، على الرغم من المنافسة القوية من جانب مرشحى الوفد والكتلة المصرية ومرشحى أحزاب الفلول.
فى محافظة مطروح الحدودية أيضا هناك أهمية كبيرة لتحديد خريطة الغلبة الانتخابية فيها، حيث تتماس حدود المحافظة مع الجماهيرية الليبية التى لا تزال تعيش أجواء ثورتها الشعبية التى أطاحت بنظام القذافى وبدأت هى الأخرى فى رسم ملامح مشهد سياسى جديد يحظى فيه الإسلاميون أيضا بنصيب وافر، وتأتى أهمية مطروح انطلاقا مما شهدته حدودها من محاولات لتهريب السلاح إلى داخل الحدود المصرية، فيما تحظى محافظة الوادى الجديد – وهى أكبر المحافظات المصرية من حيث المساحة – بأطول مساحة حدودية مع كل من ليبيا والسودان، وللأخيرة مالها من أهمية بالنسبة لمصر، حيث تعد عمقا استراتيجيا لها، ولا تخلو حدودها من محاولات أيضا للتهريب، فيما يركز عليها المسؤولون فى مصر فى المرحلة القادمة لتوطيد العلاقات والاستفادة من إمكانياتها الاقتصادية ومواردها الطبيعية، وما يتطلبه ذلك من الحاجة إلى ضبط المناطق الحدودية من جانب، والاهتمام بتعبيد الطرق البرية المارة بها من جانب آخر، وفى كل الأحوال تتداخل أنشطة الأجهزة الأمنية والتنفيذية مع نواب البرلمان وموظفى الأجهزة المحلية.
انتخابات المرحلة الثالثة أيضا وكما سبق القول تعد النقطة الأخيرة قبل الوصول إلى اختيار صاحب المركز الثالث فى السباق الانتخابى، وهو مركز يتنافس عليه كل من حزب الوفد وأحزاب الكتلة المصرية، وعلى رأسها حزب المصريين الأحرار، وكلاهما يسعى إلى حسم المنافسة لصالحه على حساب الآخر، فى معركة تكسير عظام، يراهن فيها كل منهما على مرشحين أقوياء فى المحافظات التسع، حيث دفع الوفد بسكرتيره العام فؤاد بدراوى فى الدقهلية، ومعه كل من عبدالحميد الإمام، وبهاء عبدالظاهر، فيما يدفع بأحمد سرحان، وميمى المغربى فى القليوبية، وفى الغربية يدفع بكل من مصطفى النويهى، وعمرو السباعى، وليلى أبوإسماعيل، وفى قنا بيس تاج الدين، والعمدة مبارك، ووفاء رشاد، وفى المنيا يراهن على عدد من المرشحين بينهم حسن عبدالجواد، ورأفت بانوب، وصابر عبدالحكيم، وفى الوادى الجديد بعلى الهوارى، وهناء شوقى، وفى شمال سيناء يدفع بسعيد أبوفريشح، وشحتة السيد وفى جنوب سيناء بصلاح عواد، وفى مطروح بجمال العميرى، ونصرة أبوعجيلة، كما تدفع الكتلة المصرية بعدد من المرشحين الأقوياء فى المحافظات التسع فى محاولة لاستعادة التفوق الذى حققته فى الجولة الأولى، فى حين حلت تالية لحزبى الحرية والعدالة والنور، وذهب عنها هذا التفوق لصالح الوفد فى الجولة الثانية.
وعلى قلة الاهتمام الإعلامى بها لا تخلو المرحلة الثالثة من الانتخابات من بؤر منافسة ساخنة فى مختلف المحافظات، وأسماء لها شهرتها على الساحة السياسية المصرية، ففى محافظة المنيا يخوض السباق الانتخابى على رأس قائمة مرشحى الإخوان الدكتور سعد الكتاتنى، أمين عام حزب الحرية والعدالة، والرئيس السابق للكتلة البرلمانية للإخوان فى مجلس 2005، وفى منافسته يأتى المهندس أبوالعلا ماضى، رئيس حزب الوسط، على رأس قائمة حزبه، كما تشهد مدينة ميت غمر وأجا بالدقهلية معركة طاحنة بين المستشار مرتضى منصور والمرشح الإخوانى الدكتور خالد الديب، فيما يبقى لمرشحى الفلول نصيب وافر من هذه البؤر الساخنة، خاصة أن عددا كبيرا منهم مرشح فى محافظات المرحلة الثالثة وخاصة قنا وعلى رأسهم عبدالرحيم الغول النائب السابق عن الحزب الوطنى المنحل.
اليوم الانتخابى الأول شهد أمس تكرار نفس التجاوزات التى جرت فى المرحلتين السابقتين فى مختلف الدوائر الانتخابية، حيث انتهاك فترة الصمت الانتخابى وانتشار أنصار مرشحى الأحزاب والقوى السياسية أمام اللجان الانتخابية لدعوة المواطنين إلى انتخاب مرشحيهم، فيما تكررت نفس الشكاوى من تأخر بدء التصويت فى العديد من اللجان بسبب تأخر وصول القضاة أو الحبر الفوسفورى.
جولة الانتخابات الأخيرة.. «القاضية» فى صالح الإسلاميين.. وتكسير العظام بين الوفد والكتلة
الأربعاء، 04 يناير 2012 08:40 ص
انتخابات
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mizo mazikaa
مصر النهارده بتتغير
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد السيد
حزب الوسط
عدد الردود 0
بواسطة:
Fahd
الكتله المصريه ان شاء الله
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى
الشعب قال كلمته
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن ذهب لينتخب
الانتخابات واشياء أخري
عدد الردود 0
بواسطة:
كريم
مصر الاسلام
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي33
مصر
قدبما قالوا ان في السياسيه والحب كل شيء مباح
عدد الردود 0
بواسطة:
المحب لمص
ان الله لايغير مابقوم حتي يغيرو مابانفسهم
عدد الردود 0
بواسطة:
السيد رمضان
كلنا مصريون