أعرف أن بعض كلماتى قد تكون مؤلمة، ولكننى على يقين أنها ليست مدمية فليست الخشونة من طباعى ولا العنف يتماشى مع أخلاقى، ولكننى أجد نفسى اليوم وبعد عام على الثورة أمام أمر كنت أظنه قد ذهب مع مبارك ونظامه.
تميز نظام مبارك بأنه بلا حياء وأنه يضرب الجميع بالجميع وخصوصا الضرب تحت الحزام، لم يكن نظام مبارك يستحى وهو يكذب، ولم يكن يستحى وهو يسرق، ولم يكن يستحى وهو يعذب... اليوم ما لى أرى بعض رفاق الوطن والدم والثورة وقد ساروا على نفس الدرب القديم فاستحلوا الكذب والسب واللعن وأصبحت شعاراتهم وهتافاتهم كلها بذيئة وليست جريئة، وكأن بالبعض وقد ذهب حياؤه وكثر غلطه فحتما ستضيع هيبته ولا يبقى له سوى كلماته وشعاراته التى لا تليق أبدا بالثورة ولا بالثوار الحقيقيين.
فى ميدان التحرير كنت هناك للاحتفاء بالثورة فى عامها الأول، كنت أشاهد وأتابع وعبر قناة مصر 25 خرجت على الهواء لأعبر عن سعادتى الغامرة وعن فرحتى البالغة وعن تفاؤلى فى المستقبل، ولكن ما إن عدت لبيتى حتى سمعت الأخبار المكدرة حين قام نفر من المتظاهرين بسب ولعن الإخوان المسلمين ووضعهم فى خانة الخيانة والعمالة، بل طالب البعض خطيب الميدان بأن يدعو عليهم كما يدعو الأئمة على الصهاينة والأمريكان ؟
أين الحياء بالله عليكم ؟ قبل أن أسأل أين العقول ؟ هل نحن فى حاجة لكى نكرر ما كنا نكتبه عن النظام السابق وكتيبة صحفييه حين نالوا من الإخوان ونسبوا إليهم كل مصائب البلد ؟
لكن لا بأس دعونا نذكر فلعل الذكرى تنفع الثوار :
- هل سرق الإخوان الثورة كما يدعون ؟ كيف ولماذا لم ينتبه الثوار إلى هذا السارق الكبير الضخم ولم يسألوا أنفسهم كيف دخل هذا العملاق إلى ميدانهم وسرق ثورتهم ؟ دعونى أساعدهم فى الإجابة :
هل قام نواب مجلس شعب الإخوان بسن القوانين التى تمكنهم من تزوير الانتخابات ؟
هل زور وزير داخلية الإخوان الانتخابات ؟
هل منعت قوات أمن الإخوان الناخبين من التصويت ؟
- هل تحالف الإخوان مع العسكر كما يقولون ؟
وماذا يقولون فى أول اجتماع للأحزاب والقوى السياسية مع العسكر ؟ دعونى أساعدهم على الإجابة مرة أخرى:
ألم يكن مرشد الإخوان المسلمين هو وحده من طالب العسكر بالالتزام بالجدول الزمنى لتسليم السلطة، فى الوقت الذى طالب فيه الجميع وبلا استثناء المجلس العسكرى بالبقاء فى السلطة ؟
من الذى خان ومن الذى باع الديمقراطية قبل ولادتها، ويريد اليوم حنقها وهى طفل رضيع ؟ الإخوان أم غيرهم ؟
- هل داهن الإخوان العسكر ؟
وماذا نقول عن بياناتهم وتصريحات قادتهم التى تفيد كلها بأنهم كانوا ضد هيمنة أو سيطرة العسكر من إدانة المحاكم العسكرية إلى المطالبة بجدول زمنى للخروج من السلطة إلى محاكمة من قتلوا المتظاهرين وسحلوا المتظاهرات ؟
وماذا نقول عن بيان رئيس مجلس الشعب الجديد سعد الكتاتنى وهو يعلن أن الثورة مستمرة ؟ هل هو الآخر خائن ومداهن ؟
وماذا عن مطالبة الدكتور أكرم الشاعر بإقامة محكمة للثورة وماذا عن دموعه الحارة على الشهداء والجرحى وابنه من بينهم ؟ هل كانت دموع التماسيح هى الأخرى ؟
- هل خان الإخوان الثورة ؟
أم أن بعض الثوار هم الذين خانوا الشعب حين أصروا على تسفيه اختياره واتهامه بالجهل تارة وبالطيبة (الهبل) تارة أخرى ؟
البعض يريد أن يشترى بدماء الشهداء والجرحى بعض المقاعد مجانا من دون أن ينتخبه الشعب أو يختاره، لذا فهو يبحث عن حجة أو مبرر، لو كان من خائن فهو الشعب الذى اختار الإخوان والسلفيين والكتلة والوفد وعددا كبيرا من الأحزاب، فإن استطعتم أن تلوموا الشعب فافعلوا أو أن تتهموه فلا تترددوا .
الإخوان دفعوا نصف أعمارهم خلف السجون ولم يطلبوا من أحد شيئا، وحين كلفهم الشعب أعلنوا أنهم مستعدون للتضحية من أجل الوطن وهم يعلمون أن التركة عظيمة وكبيرة وأنهم لن يقدروا عليها وحدهم، ونادوا فى الطرقات أن تعالوا إلى كلمة سواء فلم يجدوا من صدى لكلماتهم إلا الكلمات القبيحة والفضيحة ويافطات العار التى لا تليق أبدا بالثورة ولا بالثوار .
لو كنت مكان الذى شتموا الإخوان وسبوا مرشدهم لاستحيت مما فعلت ولتبرأت مما هتفت به ونطقت ولسألت نفسى سؤالا بسيطا، هل ما أقوم به هو لصالح الوطن حقا أم أن الوطن جزء يسير من أجندتى وأيديولوجيتى التى لا تقبل بالآخر ولا تطيقه ...
الحياء شعبة من شعب الإيمان وقديما قالوا "إذا لم تستح فافعل ما شئت".
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالعزيز مجاور
كلام عقلاني
عدد الردود 0
بواسطة:
mazen
الطريق الى جهنم ،
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
مقال محترم ومنطقى جدا
مقال محترم ومنطفى جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد مصباح
احيى كاتب المقال على صراحته وأمانته
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
اسماء
صدقني الغش هو السبب
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد سالم
ضعف الذاكرة أصاب الجميع
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال الصياد
لعلهم يعقلون !!
عدد الردود 0
بواسطة:
صديق قديم
صديقي العزيز الدكتور حمزة
عدد الردود 0
بواسطة:
صديق قديم جدا
وشهد شاهد من اهلها
الرجاء قراءة د.كمال الهلباوى