تحدث سبعة من السفراء والدبلوماسيين البريطانيين البارزين فى منطقة الخليج والشرق الأوسط، للمرة الأولى، عن رؤيتهم لـ"الربيع العربى" بمناسبة حلول الذكرى الأول لانطلاقه.
وكشف الدبلوماسيون فى تقرير أعدته وزارة الخارجية البريطانية، عن انطباعاتهم الشخصية إزاء تعاطى قادة دول المنطقة مع ثورات الربيع العربى، مبدين إعجابهم بتلك الثورات كونها تخلص الشعوب من الظلم والاستبداد.
فى البداية، قال سفير بريطانيا لدى السعودية توم فيليبس "من منا كان يتوقع قبل عام من الآن أن نكون شاهدين على سقوط كل من( الرئيس التونسى زين العابدين) بن على و(الرئيس المصرى حسنى) مبارك و(الزعيم الليبى معمر) القذافى".
وأضاف "من كان يتوقع أن يوافق (الرئيس اليمنى على عبد الله) صالح على التخلى عن الحكم، ومن كان يتوقع أن يتحلى المتظاهرون فى سورية بالشجاعة الكافية للمطالبة بالعدالة الاجتماعية، على الرغم من وحشية القمع الذى يمارسه نظام (الرئيس السورى بشار) الأسد"، وتابع "بالنسبة لى حمل الربيع العربى معنى التغيير غير المسبوق وبالنسبة للقادة الحقيقيين كان فرصة مناسبة لهم ليثبتوا حسن نواياهم مع مواطنيهم بقيم تستند للرضا والقبول والمشاركة بهدف الاستجابة إلى تطلعات الشعوب".
من جانبه رأى سفير بريطانيا فى البحرين إيان ليندزى أن البحرين كانت أكثر الدول الخليجية تأثراً بالربيع العربى.
وقال ليندزى "ما حدث كان كارثة. والمفارقة هنا أن تُعانى واحدة من أكثر المجتمعات انفتاحاً فى المنطقة الكثير جراء الاضطرابات التى حدثت فى فبراير ومارس الماضيين"، وأضاف "إلا أن بعد فترة من الظلام الحالك مرت بها البلاد تبدو هناك الآن بوادر أمل لاسيما بعد أن عقدت البحرين عزمها على الإصلاح والمصالحة وهو الطريق التى سارت عليها البحرين منذ 40 عاماً، واستمرت عليه بعد تولى الملك حمد الحكم. آمل أن يكون عام 2012 بداية عهد جديد لجميع البحرينيين".
بدوره، قال دومينيك جيرمى السفير البريطانى لدى الإمارات "الأمر الذى أثار إعجابى هو الشراكة والشعور بالمسئولية المشتركة من جانب كل من بريطانيا والإمارات فى مساعدة الشعب الليبى على التخلص من الظلم والاستبداد. والمأساة التى تحصل فى سورية الآن تذكرنا بالتحديات العديدة التى تعانى منها بعض دول المنطقة، إلا أنى واثق أن الشراكة التى تربط المملكة المتحدة بالإمارات تعنى أننا دائماً سنجد وسيلة لمواجهة هذه التحديات".
واتفق معه سفير بريطانيا لدى قطر جون هوكينز قائلا: "أثبتت أحداث الربيع العربى متانة العلاقة البريطانية القطرية والقيم المشتركة ما بيننا. فقد عملنا معاً ضمن شراكة وثيقة فى ليبيا على سبيل المثال لتوفير الحماية للشعب الليبى لمساعدته على تحقيق آماله وتطلعاته فى الحصول على الحرية والكرامة".
من ناحيته، قال جيمى باودن الذى كان سفيرا لبريطانيا لدى البحرين قبيل تعيينه سفيراً فى سلطنة عُمان "أمضيت فصلى الربيع والصيف فى البحرين، كانت فترة اضطراب حملت الأمل فى أول مسيرة سلمية طالبت بضرورة القيام بإصلاحات سياسية تبعها جهود ولى عهد الملك فى بدء حوار وطنى بناء، إلا أنها تحولت فيما بعد إلى يأس بعدما حاولت العصابات السيطرة على الشوارع وفترة فرض الأحكام العرفية التى تلتها. البحرينيون بغض النظر عن الطائفة التى يتبعونها هم شعب ودود ومتفائل ومثقف. أملى الوحيد أن يجدوا وسيلة لتحقيق مستقبل مستقر ومشرق يظلله السلام والتآخى".
ونقل التقرير عن فرانك بيكر سفير بريطانيا بالكويت قوله "أنهى الربيع العربى وبجدارة فكرة أن العرب إلى حد ما غير مناسبين لحكومة شراكة وطنية. كما أثبت أن الشعوب باستطاعتها دوماً أن تُشكل مصيرها".
وأضاف "أما فى الكويت فقد كان الوضع مختلفا فالحرية والديمقراطية والمشاركة السياسية متواجدة أصلاً وتتجلى للعيان فى الانتخابات والصحافة الحرة والدستور، هذا النموذج وإن لم يكن بدون مشاكل قد يكون مثالياً بالنسبة لدول أخرى فى المنطقة تمر فى فترات انتقالية من خلال سعيها للانتقال من العصر الاستبدادى الذى كانت تعيشه".
من جانبها، قالت روزمارى ديفيس الناطقة باسم الحكومة البريطانية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "الربيع العربى ليس سحرا. التغييرات التى طرأت كبيرة جدا ولا يمكننا أن نتوقع أن تحل الديمقراطية والحرية محل الظلم والاستبداد بشكل فورى".
وأضافت "الدرب طويل ولدعم هذا التغيير علينا أن نضاعف من جهودنا الدبلوماسية فى المنطقة، ومن هذا المنطلق أطلقنا صندوق الشراكة العربية كمبادرة تدير نهجنا الإستراتيجى على الأجل الطويل تجاه الربيع العربى بالتعاون مع من يرغبون فى المنطقة ببناء لبنات مجتمعات أكثر انفتاحا وحرية تعززها اقتصادات مفعمة بالحياة".
دبلوماسيون بريطانيون يبدون إعجابهم بـ"الربيع العربى"
الثلاثاء، 31 يناير 2012 11:18 ص