د.عبد الجواد حجاب يكتب: ثورتنا مستمرة

الثلاثاء، 31 يناير 2012 08:16 م
د.عبد الجواد حجاب يكتب:  ثورتنا مستمرة ميدان التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الذكرى الأولى لثورة الشعب المصرى المجيدة نتذكر جميعا هذا اليوم المشهود وهذه اللحظات الفارقة فى تاريخ بلدنا المحروسة مصر، وهو فى نفس الوقت فرصة للمراجعة فرصة لاعادة تقدير الموقف فرصة لنعرف إلى أين وصلنا وماهو المطلوب تحقيقه بشكل سريع وملح، وما هو المطلوب تحقيقة على المدرى الطويل. وفى جميع الأحوال الاعتراف بالحق فضيلة، والنقد الذاتى البنّاء هو سبيل من سبل النجاح، ومحاسبة النفس واجب دينى، كما تعلمنا أن نحاسب انفسنا قبل أن نقف أمام رب العباد فى يوم الحساب، هذا الخطاب اوجهه اليوم فى ذكرى الثورة للجميع وبدون استثناء ثوار او أحزاب أو برلمانيون أو رجال امن أو عسكريون لجميع فئات الشعب الشريفة التى قامت بالثورة والتى شاركت فى الثورة والتى قامت بحماية الثورة.

اعتقد أن هذه المراجعة التى لابد وأن يعقبها التوافق والاصرار على استكمال الثورة هو أعظم ما يمكن تقديمه للشهداء الأبرار الذين بذلوا دماءهم الزكية لكى ينال الشعب المصرى حريته.

أولا: لجميع الشهداء الأبرار البررة الرحمة والدعاء بأن يحتسبهم الله سبحانه وتعالى مع الأبرار والقديسين، ولابد من الوفاء بحقوق أسرهم فى العمل والعيش الكريم والتعويض وفوق كل ذلك وقبله القصاص من قاتليهم فردا فردا العين بالعين والسن بالسن، ولجميع جرحى ومصابى الثورة فى كل أنحاء مصر المعمورة الدعاء بالشفاء، ونؤكد أن لهم حقوق فى العلاج والعيش الكريم والتقدير وأيضا القصاص ممن اعتدوا عليهم العين بالعين والسن بالسن حتى لو تطلب الأمر إصدار تشريعات جديدة لمحاسبة المجرمين والمعتدين على أنبل شباب هذه الأمة.

ثانيا: فى هذه الذكرى أعتقد أنه لابد من الاعتراف والتسليم لإرادة الشعب المصرى الحرة والالتزام بكل ما أسفرت عنه الاستفتاءات والانتخابات الحرة النزيهة التى شهد لها العالم كله، بل وانبهرت بها كل دول العالم، هذا الالتزام يحتم على الجميع فى البرلمان وخارج البرلمان بضرورة استكمال البناء الديمقراطى الجديد عن طريق خارطة الطريق التى وضعت للنقل الديمقراطى المنظم للسلطة من المجلس العسكرى الانتقالى إلى رئيس منتخب انتخابا حرا ونزيها من الشعب، ووضع دستور بمشاركة جميع فئات الشعب بدون إقصاء، دستور يحفظ لكل مصرى حريته وحقوقه وكرامته.

ثالثا: أعتقد أنه آن الأوان للبدء فى عملية البناء وإعادة البناء والتى تحتاج أولا تطهير كل ركن فى مصر من آثار عصر الفساد والاستبداد، تطهير القوانين والسياسات والأفراد من كل آثار العصر الاستبدادى الفاسد. إن دولة المخلوع كانت دولة بوليسية وتحتاج إلى إعادة هيكلة وخاصة للأجهزة الأمنية مع ضرورة استرداد أموال الشعب من هؤلاء الفاسدين وعزلهم سياسيا حتى نمهد الطريق للشباب المصرى الثورى الشريف لإعادة بناء مصر طوبة طوبة من جديد على أرض نظيفة فى هواء نظيف.

رابعا: إعادة البناء تحتاج إلى وحدة الصف والابتعاد عن بث الفرقة والتقسيم إلى ثوار وأحزاب وتقسيم الثوار إلى عدة أنواع أو ائتلافات. وحدة الصف تسد الطريق أمام المندسين والطابور الخامس والاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، ولكن الصراع سينتج افتراقا وتشتيتا سيؤدى إلى الفشل. إعادة البناء تحتاج إلى الحفاظ على أهم سمة من سمات ثورتنا التى باركها العدو والصديق وهى السلمية واللاعنف حتى لو تم مواجهتها بالعنف. اعادة البناء تحتاج إلى العدل والعدالة لكل المصريين والمساواة أساس العدل، العدل حتى لأعداء الشعب لا نحاسبهم إلا بالعدل.

وأخيرا من على هذا المنبر الحر اقول دعونا ننطلق إلى البناء دعونا لا نفرط فى الاعتصامات وتعطيل العمل، دعونا لا نمارس الاستبداد فى آرائنا، دعونا نقبل آراء الآخرين، دعونا لا نمارس دكتاتورية الأقلية أو ديكتاتورية الأغلبية، دعونا نتوافق ونلتزم بما اتفقنا عليه مع المزيد من الحوار حول ما اختلفنا عليه، دعونا نقول إن أهدافنا واحدة، ولكن لكل وسيلته فى الوصول إلى هذه الأهداف.

دعونا من التخوين والتشكيك فى النوايا والتشكيك فى الوطنية، دعونا من ثقافة الانتقام والشماتة، دعونا من ثقافة الإساءة للآخر والتحقير من شأنه. ليس كل من خالفنا فى الرأى فلول، لا بد من تقبل النقد الموضوعى ولابد من تقبل أن الجميع بعد الثورة يمكن أن يخطئ الثوار والعسكريون والنواب لأنهم بشر وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. كلنا سواء كنا من الثوار أو القوى السياسية أو المجلس الأعلى للقوات المسلحة يمكن أن نكون أخطأنا فى تقدير بعض الأمور، ولكن من المستحيل أن يعتقد أى طرف أن الطرف الآخر فلول أو أعداء للثورة أو خان الثورة أو باع الثورة أو سرق الثورة كل ذلك هراء، دعونا لا نحاول كل فترة الالتفاف على إرادة الشعب الحرة وأعتقد أن المحاولات المتكررة للرجوع إلى الخلف ما هى إلا طرق سهلة لحرق مصر المحروسة سلمت مصر من كل سوء والثورة ستبقى مستمرة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة