خبراء يشددون على ضرورة انضمام إسرائيل لمعاهدة منع الانتشار النووى

الثلاثاء، 31 يناير 2012 12:36 م
خبراء يشددون على ضرورة انضمام إسرائيل لمعاهدة منع الانتشار النووى صورة أرشيفية
كتب محمد طنطاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتفق متحدثون خلال الندوة المتخصصة التى نظمها المجلس المصرى للشؤون الخارجية مساء أمس الاثنين بأحد فنادق القاهرة تحت عنوان "نحو إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وجميع أسلحة الدمار الشامل فى الأوسط ومؤتمر 2012"، بضرورة إلزام إسرائيل بالانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووى.

وشارك فى هذه الفعالية نخبة من الخبراء الدوليين فى هذه الندوة التى تعقد بالتعاون مع المجلس البريطانى الأمريكى للإعلام الأمنى "بيزيك"، بحضور السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، ومدير مكتب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، الدكتور محمود خلوف، والباحث الإيطالى المختص بالانتشار النووى "بول انجرام".

وتناولت الندوة عدة
موضوعات متعلقة بالانتشار النووى فى المنطقة، لاسيما فيما يخص البرنامج النووى الإيرانى والأسلحة النووية فى إسرائيل، واستعراض للجهود العربية والدولية لجعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.

وقال السفير محمد شاكر: من غير المقبول بأن يقال إسرائيل تفعل ما تشاء لأنها غير طرف بمعاهدة منع الانتشار النووى، وفى المقابل يتم ملاحقة دول أخرى طرف بهذه الاتفاقية.

وشدد على أن موضوع ملف إيران النووى يحل فقط بالطرق الدبلوماسية، لأن الدراسات العلمية أثبتت عدم نجاعة العقوبات الاقتصادية، مطالبا بالبحث عن بدائل لإقناع إيران بتوفير البيانات المطلوبة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واعتبر السفير شاكر أن المؤتمر الدولى المقرر نهاية العام الجارى لبحث موضوع منع الانتشار النووى سيكون بمثابة فرصة ذهبية لإحداث اختراق على صعيد جعل المنطقة نظيفة من أسلحة الدمار الشامل، نظرا لمشاركة إسرائيل وإيران، منبها من مخاطر سياسة الكيل بمكيالين والنتائج العكسية التى تأتى بها.

وتحدث بالتفصيل عن الجهود الدولية على الصعيدين السياسى والدبلوماسى التى تقوم بها مصر منذ أكثر من 35 عاما لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وأوضح أنه حتى تنجح الجهود الدولية بإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل يجب أن تقدم الدول الأخرى الموجودة خارج المنطقة، وتملك الأسلحة غير التقليدية ضمانات بعدم استخدام هذه الأسلحة ضد أقطار ودول المنطقة.

وبدوره أكد الصحفى الفلسطينى د.محمود خلوف، مدير مكتب وكالة الأنباء الفلسطينية"وفا" بالقاهرة استحالة الحديث عن منع إيران من امتلاك السلاح النووي، وفى المقابل تترك إسرائيل تفعل ما تريد فى هذا الموضوع.

وتابع خلوف: حتى نضمن إلا تدخل منطقة الشرق الأوسط بصراع ومحاولات للوصول إلى توازن نووى مطلوب أن تتضافر الجهود الدولية لإلزام إسرائيل بتفكيك وتدمير ترسانة أسلحة الدمار الشامل التى تمتلكها.

من جهته أكد الباحث الايطالى المختص بالانتشار النووى "بول انجرام"، أن الدول الأوروبية أبلغت إسرائيل بشكل فردي(كل دولة على حدة، وليس ككتلة واحدة ضمن الاتحاد الأوروبى) بعدم رضاها عن نشاط إسرائيل النووى.

وقال انجرام، إنه من المطلوب أن تبذل كل الدول جهودا حقيقية لإقناع إسرائيل وإيران بالوسائل السياسية والدبلوماسية بضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل. وحذر من مخاطر الدخول فى حرب مع إيران بسبب برنامجها النووى، لأن النتائج والانعكاسات ستكون وخيمة ليس فقط على صعيد الخسائر بالأرواح، بل نتيجة ما سيخسره الاقتصاد الأوروبى نتيجة ذلك.

وأضاف الباحث إنجرام: إيطاليا بلدى متضررة جدا من العقوبات المفروضة على طهران، ومن الصعب أن نجد إيطاليا تحصل على أسعار تفضيلية كالتى تحصل عليها من إيران، وبلا شك بأن ما يحصل فى إيطاليا له انعكاس على الاتحاد الأوروبى، ما يستدعى العمل بطرق سلمية لحل الأزمة.

وانتقد الباحث الفلسطينى المختص بالانتشار النووى بشدة التركيز الإعلامى أكرم حسونة على دولة مثل إيران تمتلك قدرات نووية سلمية ولربما يحمل برنامجها فى ثناياه بعض الجوانب العسكرية، وغض الطرف عن دولة مثل إسرائيل التى بات من المؤكد عسكرية برنامجها النووى، مطالبا بوضع حد لازدواجية المعايير الغربية والأميركية فى التعامل مع قضايا الانتشار النووى والتركيز على الشك فى من يمتلك السلاح بدلا من التركيز على الشك فى نويا الدول.

وأضاف: سنشهد خلال نهاية العام الحالى 2012 مؤتمرا دوليا لإقامة منطقة خالية من السلاح النووى فى الشرق الأوسط المنبثق عن مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي(NPT), فوفق أديبات من الانتشار النووي, ومن خلال الخبرة العملية لإقامة المناطق الخالية من السلاح النووى يجب أن تقوم المنطقة الخالية على مبدأ نزع سلاح "إزالة"، وليس وفق معايير ضبط أو تخفيض كميات السلاح النووى.

وشدد حسونة على أنه "يجب على إسرائيل التخلى عن سلاحها النووى والانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووى على أنها "دولة لا نووية" وفق مقررات مؤتمر المراجعة 2010، وبما يكفل حق الاستخدامات السلمية للطاقة النووية فى المنطقة.

وتابع: كما يجب التفرقة بين من يمتلك القدرات النووية السلمية وموقع على معاهدة منع الانتشار النووى "إيران"، وبين من يتملك القوة النووية أى السلاح النووى وغير موقعة على معاهدة منع الانتشار النووى كما هو حال إسرائيل.

وبدوره اعتبر الباحث الإعلامى الفلسطينى محمد هاشم خضر أن التركيز على ملف إيران النووى فى هذه الفترة بالذات أمر مقصود ومدروس ويراد منه لفت أنظار العالم إلى عدم التزام إسرائيل بوقف الاستيطان واستمرارها بالقتل والتصعيد وإشغاله بملف آخر.

واستبعد الباحث والإعلامى المصرى الخبير فى الشؤون الإيرانية محمد أبو النور حدوث حرب قريبة مع إيران بسبب برنامجها النووى، مبرزا القوة التى تتمتع بها إيران بما يخص البترول وقدرتها على التأثير بالاقتصاد العالمى.

وانتقد المعلومات التى تروجها وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية بالنسبة للوقت الذى ستكون فيه إيران قادرة على تصنيع القنبلة النووية، مؤكدا بأن هذا الكلام لا يبنى على معلومات دقيقة، بقدر ما أن الأمر متعلق بدعاية مضادة تستفيد منها بالأساس إسرائيل.

وقدم الصحفى الضليع فى متابعة الملف النووى بيتر ريتشوود نصائح تهم المشاركين، وبخاصة الإعلاميين حول تعاملهم مع موضوع الانتشار النووى فى ظل صعوبة الحصول على المعلومات وتضاربها.

وتحدث عن الإشكاليات التى تعلقت بتغطية الإدعاء بوجود أسلحة دمار شامل عام 2003 قبل الهجوم الأميركى على هذا البلد، موضحا أهمية أن يتسم الصحفى بالحيادية عند تناول أى قضية.

وتحدث الباحث السياسى الفلسطينى محمد رصرص عن أهمية العمل على إنجاح مؤتمر 2012 الخاص ببحث الانتشار النووى فى المنطقة، والعمل بتواز مع ذلك على عدم نشوء قوى جديدة تمتلك السلاح النووى شريطة التزام إسرائيل بالانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووى.

ورجح رصرص بأن تخضع إسرائيل فى النهاية وتذهب إلى طاولة الحوار لبحث موضوع الانتشار النووى فى المنطقة، لقناعتها التامة بعدم مقدرتها على استخدام الترسانة غير التقليدية التى تمتلكها ضد دول المنطقة.

وفى نهاية الندوة قدمت مسئولة ملف أسلحة الدمار الشامل فى منظمة (CTBTO) الدولية المتخصصة بموضوع الملف النووى شرحا حول المعاهدات الدولية لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.

كما قدمت شرحا مصورا حول مناطق انتشار محطات رصد التجارب النووية فى مختلف قارات العالم، كما أبرزت الأسلوب الذى تتبعه المنظمة فى تقديم المعلومات المتخصصة للجمهور بما يضمن الموضوعية والدقة، والكيفية التى تم التعامل بها مع كارثة مفاعل "فوكيشيما" فى اليابان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة