أكد وزير التجارة والصناعة، الدكتور محمود عيسى، أن اتفاقية "الكويز" هى اتفاقية تجارية واقتصادية فى المقام الأول، وليست سياسية، مشيرا إلى أن مصر تصدر من خلال هذه الاتفاقية سلعا بقيمة 3ر1 مليار دولار سنويا والنسبة الغالبة منها للولايات المتحدة، بينما تصدر إسرائيل من خلالها سلعا بقيمة 130 مليون دولار فقط.
وأضاف، فى تصريحات للصحفيين، على هامش مشاركته فى قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقى المنعقدة حاليا بأديس أبابا، "بالتالى فإن تقييمنا أن هذه الاتفاقية هو فى مصلحة مصر من الناحية الاقتصادية، ومن مصلحتها أن تستمر، لأن هناك اتفاقية عامة بيننا وبين إسرائيل، وهى اتفاقية السلام، وتعد أكثر شمولا من اتفاقية الكويز".
وتابع "وحتى إذا ألغينا اتفاقية الكويز، تستطيع إسرائيل أن تصدر للشركات الموجودة فى المناطق الحرة فى مصر ولا نستطيع أن نمنعها، حيث إن مصر وإسرائيل عضوان بمنظمة التجارة العالمية، ولا يمكننا منع استيراد سلع ولكن يمكن فقط تقييدها".
وأضاف "إذا ألغينا اتفاقية الكويز، سنكون نحن، من وجهة النظر الاقتصادية البحتة، الخاسرون"، مشيرا إلى أن الجانب المصرى طلب خلال مباحثات بدأت منذ ثلاث سنوات توزيع نشاط هذه الاتفاقية، بحيث تشمل مصانع الصعيد، وأن مصر تلقت ردا إيجابيا على توسعتها لتشمل الصعيد نظرا لوجود نسبة بطالة مرتفعة هناك، مؤكدا أن هناك تحركا إيجابيا فى هذا الاتجاه.
وأشار إلى أن نسبة المكون الإسرائيلى فى المنتجات المصرية الخاضعة لاتفاقية الكويز أصبح الآن 8 فى المائة بدلا من 5ر10 فى المائة، وقال "بالتالى فإن هذه الاتفاقية من الناحية الاقتصادية تصب فى مصلحتنا، ولكن إذا كان هناك رأى آخر أو قرار آخر سوف نحترمه فى إطار سياسى وليس فى إطار اقتصادى".
وأكد وزير التجارة والصناعة، الدكتور محمود عيسى، أن الهدف من زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة كان للتعرف على ما ستقوم به واشنطن اقتصاديا فى مصر خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك أى تواجد اقتصادى أمريكى بأى شكل خلال العام الأول من الثورة المصرية.
وقال إن "الشارع قد يلحظ أن التواجد الاقتصادى الأمريكى فى مصر كان به شىء من الشكوك والريبة وكان لا بد من استطلاع هذا الأمر واستطلاع مدى التعاون الاقتصادى مع الولايات المتحدة باعتبارها شريكا رئيسيا واستراتيجيا منذ فترة طويلة من الزمن، لا يمكن إهماله، وأن تنمية العلاقات الاقتصادية بين الشركاء أمر ضرورى ووارد".
وأضاف الوزير، أنه من بين القضايا التى أثيرت خلال الزيارة موضوع منظمات المجتمع المدنى وقلنا لهم إنه لا يوجد أى دولة فى العالم ومن بينها الولايات المتحدة تقبل أن تعمل منظمات على أرضها بدون ترخيص وأن الإجراءات فى مصر تمت من خلال القضاء وليس من خلال المجلس العسكرى أو الحكومة.
وتابع، أثير أيضا خلال الزيارة موضوع الدعم المالى الأمريكى لمصر، وأوضح فى هذا الصدد أن أى دعم مالى يتعين أن يمر على قنوات كثيرة بالولايات المتحدة قبل إقراره ومن بينها الكونجرس.
وأضاف، أثير خلال المباحثات ما تردد فى مصر عن أن الولايات المتحدة تضغط على دول عربية حتى لا تقدم مساعدات لمصر، إلا أن الجانب الأمريكى نفى هذا الأمر بشدة، وأكدوا أنهم على العكس يحثونهم على تقديم المساعدات، ولكن هناك مرحلة انتظار من الجميع حتى تتضح السياسة المصرية، خصوصا بعد تشكيل مجلس الشعب، وقلنا للجانب الأمريكى إن التشكيل الحالى للمجلس لن يغير فى الأمر شيئا لأنهم معنيون بالاقتصاد وبحل مشاكل مصر". وأكد أنه كانت هناك وعود بأن تشهد الفترة المقبلة تحركا اقتصاديا أمريكيا إيجابيا تجاه مصر.
وأشار إلى أن هذه الزيارة انقسمت إلى شقين، وهما شق حكومى مع الإدارة الأمريكية، وكان هناك اهتمام كبير من الحكومة الأمريكية بالزيارة، وكان يتابع معنا مدير المكتب التنفيذى للرئيس باراك أوباما شخصيا، وعقدنا أول لقاءين مع وزير التجارة الأمريكى ومع الممثل التجارى الأمريكى وكذلك مع وزير الزراعة الأمريكى، ثم التقينا مع ثلاثة من أشهر أعضاء الكونجرس الذين تربطهم بمصر نوع من الود، خاصة أن اثنين منهم تقدموا بمشروع قرار لعقد اتفاقية تجارة حرة مع مصر. وأضاف أن الشق الثانى من الزيارة كان لقاءات فى نيويورك مع رجال الأعمال والشركات الأمريكية سواء العاملة فى مصر أو من غير المتواجدة فى مصر.
وبالنسبة للشق الحكومى من الزيارة، قال وزير التجارة والصناعة الدكتور محمود عيسى، "إننا اتفقنا على ثلاثة محاور رئيسية، وهى تنمية التجارة بين البلدين بما يعنى زيادة الصادرات المصرية عبر قنوات إضافية لأن إحدى القنوات الرئيسية وهى اتفاقية الكويز لا يتعين أن تكون هى القناة الرئيسية فقط ولا بد من تحقيق نظام المعاملة التفضيلية حتى ترتفع حجم الصادرات المصرية.
وقال إن الشق الثانى من الزيارة وهو شق الاستثمار، وهو مهم جدا فى مصر لأن الشركات الأمريكية ذات طبيعة عملاقة تستوعب عمالة كبيرة وتنقل التكنولوجيا. وتابع طلبنا من الإدارة الأمريكية أن تحفز الشركات هناك على الاستثمار فى مصر من خلال تقديم حوافز.
وأشار إلى أنه التقى أيضا خلال الزيارة مع رئيس هيئة الصناعات الصغيرة والمتوسطة بالولايات المتحدة بهدف فتح مشروعات فى هذا المجال ، واتفق الجانبان على صيغة إعلان نوايا يشمل كل هذه المجالات وأن يزور وفد أمريكى مصر خلال شهر فبراير المقبل لوضع خطة عمل قصيرة الأجل تحدد ما يمكن أن يقدموه خلال ستة أشهر".
وأشار إلى أن الجانب المصرى عقد اجتماعات فى واشنطن ونيويورك مع مجموعة من رجال الأعمال الأمريكيين وكان برفقته رجال أعمال مصريون من كبار المصدرين والذين كان يقابلهم فى الاجتماعات رجال أعمال أمريكيون مستوردون للسلع المصرية، خاصة فى مجال الملابس والمنسوجات.
وأضاف أنه التقى أيضا مع مؤسسة "مورجان ستانلى" وهى أشهر شركة فى العالم فى مجال إجراء الدراسات الاستثمارية وعلى صلة بالمستثمرين الأمريكيين، واتفقنا على قيام وفد من المؤسسة بزيارة مصر لمناقشة موضوعات الاستثمار فى حضور المستثمرين الأمريكيين الموجودين، بالإضافة إلى توفير الفرصة لهم للتباحث مع الهيئات المعنية بالاستثمار فى مصر وكان آخر شىء عملناه وكان بترتيب من الإدارة الأمريكية، هو زيارة بورصة ناسداك الأمريكية يوم الجمعة وهو نهاية يوم الزيارة.
وكان ميدان تايم سكوير بالكامل عليه شاشات عرض كتب عليها عبارة "مصر مفتوحة أمام الأعمال الآن" واستمرت حوالى 30 دقيقة فى الميدان، وكان لها أثر طيب على مناخ الاستثمار وعلى الرسالة التى كنا نرغب فى نقلها، وهى أن مصر آمنة تستطيع أن تستقبل استثمارات".
ويرأس وفد مصر فى القمة التى سوف تختتم أعمالها مساء اليوم وزير الخارجية محمد كامل عمرو، ويضم الوفد أيضا وزير التجارة والصناعة الدكتور محمود عيسى والسفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية والسفير شريف نجيب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأفريقى.
وزير التجارة والصناعة: اتفاقية "الكويز" تصب فى صالح مصر
الإثنين، 30 يناير 2012 10:58 ص
وزير التجارة والصناعة الدكتور محمود عيسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ga_kh@ymail.com
فااااااااااااااااااااشل جداااااااااااااااااااا
عدد الردود 0
بواسطة:
medo
أطمأن وارتاح
عدد الردود 0
بواسطة:
راي كمصري
الوزير دا بيقول ايه !!
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى 2011
الاقتصاد والسياسة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي عثمان
كلامك صحيح .